الأقباط متحدون - «أوباما» إرهابى بمنصب رئيس
أخر تحديث ١٦:١٠ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٣ | العدد ٤٠١٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

«أوباما» إرهابى بمنصب رئيس

سحر الجعارة
سحر الجعارة

فى مستهل حياتى المهنية قمت بعرض عدة كتب فى مجلة «المنار»، منها كتاب «أمريكا وصناعة الجوع»، لم يستوعب عقلى -آنذاك- كيف يعود أكثر من نصف المعونة إلى أمريكا فى صورة «خبراء وفنيين» أمريكان بـ«هيئة المعونة الأمريكية».. ولا فهمت وقتها لماذا يكون بند «الأسلحة» الموجود فى المعونة عبارة عن (قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطى وباقى أنواع قمع الشعب).. وهى مهداة من دولة تدعى أنها راعية «الحريات وحقوق الإنسان»!

الاستخبارات الأمريكية CIA التى تحكم أمريكا العالم من خلالها كانت تدرك نفسية الشعب العربى جيداً، وتعلم أن الفساد والاستبداد يمهدان الطريق لخريطة «حدود الدم» المسماة «ثورات الربيع العربى».. وابتلعنا «الطعم» بإرادتنا (من المعونة إلى صناعة الإرهاب)، فمعظم الحكام العرب يعتبرون أنفسهم فى «صالة قمار» شرهة لأموال النفط والقمح والسياحة وغيرها.. وأن عليهم أن يقامروا حتى خسارة «الرصيد» كله لو كان «الشعب أو الحكم»!

العالم العربى الذى دهسته الدبابات الأمريكية، ولوث «المارينز» شرفه، وأدمن الانبطاح على عتبة البيت الأبيض.. ليس فيه رجل يمكنه ملاحقة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» بتهمة «الإرهاب».. مهما امتلكنا من أدلة أو توافرت لدينا وثائق على ذلك!

«باراك أوباما» هو المسئول شخصياً عن الموافقة على أى عمليات يتم التخطيط لها لاستهداف إرهابيين فى الخارج، بما فى ذلك تلك التى يتم تنفيذها بواسطة طائرات دون طيار «درونز» أو بأى أسلحة أخرى خارج مناطق الحرب.. هذا ما كشف عنه القضاء الأمريكى بعد سنوات من السرية فى إطار الكشف عن «دليل الاستخدام» للطائرات دون طيار.

وبحسب جريدة «واشنطن بوست» فإن الأعداد الإجمالية للمدنيين الذين قتلوا، من قبل CIA والغارات العسكرية الأمريكية فى دول منها «باكستان واليمن والصومال وليبيا»، تتراوح ما بين 64 و116 مدنياً قتلوا، إضافة إلى ما بين 2372 و2581 مقاتلاً قتلوا فى غارات بالطائرات الأمريكية فى هذه الدول التى هى ليست مناطق حرب بالنسبة لأمريكا!

هو دم رخيص بالنسبة لأمريكا، أرخص من ثمن برميل النفط، (حوالى 39 دولاراً)، إنهم عرب أو مسلمون وهو ما أصبح المعادل الموضوعى لكلمة «إرهابى» بعد تفجيرات 11/9 التى تشير أصابع الاتهام إلى ضلوع الموساد وCIA فى إخراجها.

أصبح -إذن- هناك عدو ظاهر لأمريكا اسمه تنظيم «القاعدة»، أصبح لحروب تدمير الأوطان ما يبررها: «مكافحة الإرهاب».. ولم تعد أمريكا بحاجة لخلق مبررات واهية مثل سيناريو «أسلحة الدمار الشامل» التى صممته لاحتلال العراق وإزاحة «صدام» عن الحكم عام 2003.. وظهرت نظرية وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس» فى «الفوضى الخلاقة».. وكانت الجثث العربية هى وقود إشعال «فوضى الربيع العربى»!

«دولة فاشلة وإرهاب ينتشر»، هى «الخطة البديلة» بعد أن فشلت أمريكا فى السيطرة على مصر بحكم «الإخوان» وثار الشعب المصرى ضد النظام الفاشى ودعمه الجيش.. لذلك فهناك عداء خفى تتكتمه أمريكا ضد القوات المسلحة المصرية، عداء تترجمه عبر عملائها فى «قطر وتركيا» ومحاولاتها السابقه لتصوير «30 يونيو» على أنها «انقلاب».

لم يكن «البرادعى» إلا جزءاً من مخطط أمريكا لإسقاط القوات المسلحة المصرية، حين كان ينادى بأن يقتصر الجيش على «قوات لمكافحة الإرهاب».. لقد انتقلت أمريكا من استراتيجية الهدم من الخارج عن طريق الحروب العسكرية إلى استراتيجية الهدم من الداخل من خلال الأطراف التى تعمل بالنيابة عنها لتدمير الدول من داخلها وتفكيكها، فكل الجماعات الإرهابية تعمل بتمويل أمريكى لتنفيذ مخططاتها، حتى جماعة «الإخوان»، فحينما كانت الجماعة فاعلة وتخدم مصلحة أمريكا لم يسمع أحد بتنظيم «داعش»!!

أمريكا صنعت «داعش» بالتعاون مع الموساد الإسرائيلى لإنهاء حكم «بشار الأسد»، ودعمتها بالأموال والأسلحة، وعندما تصاعدت الثورة السنية فى العراق، دخلت «داعش» العراق لإفساد الثورة العراقية وإعادة احتلال العراق الذى يمثل كنزاً استراتيجياً للأمريكان.

إن كل ما تسعى إليه أمريكا هو إعادة ترسيم المنطقة العربية.. وعلينا أن ندرك جميعاً أن الحرب على الإرهاب فى «سيناء» هى معركة مصير.. وحين ينقلب «السحر على الساحر»، كما يحدث الآن وتشتعل أوروبا وأمريكا بحرائق الإرهاب، علينا أن نقف صفاً واحداً خلف جيشنا ونتصدى جميعاً لمؤامرة: (دولة فاشلة وإرهاب ينتشر).. ما دمنا عاجزين عن محاكمة «أوباما» بتهمة الإرهاب!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع