الأقباط متحدون - له ما لنــــا ... وعليه ما عليــــنا !!
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٣ | العدد ٤٠١٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

له ما لنــــا ... وعليه ما عليــــنا !!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
      إلى كل مصرى، وطنى، شريف، عشق وما يزال يعشق نيل وأرض مصر ، عليه أن يدون ويسجل للتاريخ , كل أسماء نشطاء وأعضاء جماعات وحركات وإعلاميين من الذين يتآمرون ويتمسخرون بمصر ، ويشتمون رموزها , ويفرحون  لكوارثها ، ويحطون من قوة جيشها ورجال أمنها ، ومن المتأسلمين الذين يضعون ويزرعون بذور الفتن , ومن هؤلاء الذين يتشككون في هذا النظام وأعمال الحكومة ورئيسها .. حتى لا ينسى هو وأبناؤه من بعده ، أن هناك خونة طفوا علي سطح نيلها ، من بداية يوم 25 يناير 2011 ومستمر حتى الآن، صنعوا فيه من الخراب والفساد والطائفية لبلادهم , ما فشل فى صنعه كل أعدائه منذ فجر التاريخ، سواء كان الهكسوس أو الفرس أو اليونانيون، أو الرومانيون، أو العرب ( الفاطميّون , والأيوبيّون ) , أو العثمانيّون,  أو الفرنسيّون , أو الإنجليزيون أو حتي الإسرائيليون.

      لا أنكر أن مصر وضعت قدميها علي طريق التقدم منذ 30 – 6 – 2013. لكنها من هذا التاريخ تواجه الرئاسة وحكومتها صعوبات في وقف زحف الإرهاب من المتطرفين , وفي عرقلة مسيرة مصر إلي الإزدهار مِنْ مَنْ يدعون أنفسهم بالوطنية .. وفي مواجهة المتشككين الذين يدعون العلم والفهلوة . فتتوه أعمالها ومشاريعها العظيمة وسط صوت هؤلاء الغوغائيّن.  صحيح كل هؤلاء الثلاثة "المتطرف , ومن يدعي المعرفة , والمتشكك" خائن .. لكن أعظمهن خيانة هو المتطرف . فهم لا يريد مصر أن تسترد قوتها وعافيتها , كما  يريد تحويل مصر المدنية إلي دولة دينية تحت حكم الشريعة .   

    الذي أراه أن معدل زيادة ترسيخ هذا الفكر الإرهابي الوهابي في عقول الشباب , أسرع بكثير من إصلاح الخطاب الديني الموجه للشباب.. وانا ما زلت لا أفهم معني تعبير " الإصلاح الخطاب الديني " .. الذي أعرفه أن الديانة ينبعث من كتاب يؤمن به أصحاب عقيدته بمعاني وتعاليم ثابته لا تتغير  , لأن الله صبحانه وتعالي لا يتغير وبناء عليه فكلماته ووصاياه لا تتغير .. لكن هناك مكان للعقل وهبهُ الله لعباده  لكي يوقف أو ينسخ أو يصحح بعض المعاني طبقا للظروف التي تتغير بالنسبة للزمن ... فالزمــان يتغير .. وبناء عليه بعض التعاليم تتغير نتيجة أن الله نفسه يغيرها لتناسب العصر الحالي من خلال العقل والضمير .. لأن الله إله حي وطيب , يشعر بمتطلبات الأنسان الجديدة التي تناسب العصر الذي فيه !

      هناك شعوب لا تؤمن بالله , وهي أكثر عددا من الشعوب التي لها أديان سماوية , وإن وُجدت لهم ديانة , فهي إما أن تكون ديانات أممية ( وثنية) أو فكرية أو فلسفية ... لكن كل شعب من هذه الشعوب التي لا دين لها  تعيش فيما بينها بالحب والسلام , ولا يحتاجون كل فترة و أخري , أن يقوم علماء وكهنة عقائدهم بإيجاد وسيلة لإصلاح الفكر أو الفلسفة  الخاصة بهم  , أو إصلاح الخطبة التي تُلقي عليهم في معابدهم . وبالرغم أن كل شعب من هذه الشعوب يتكون غالبا من عدة ملل لكنهم ملتفون حول شيئ واحد ألا وهو الوطن ... لذلك نجدهم قد إنطلقوا يزاحمون الدول الكبري في الإقتصاد والتجارة والصناعة . وإحتلوا مكانة عالية من التقدير والإحترام في وسط الأمم .

      أما هنا في مصر .. فقد تقدمت في علوم الفقه والدين وكأن الدين له سنة فقط من بدأ بعثه .. وأنه دين جديد يجب ترسيخه في عقول العباد . تفوقت في تربية وتعليم شيوخ الغبرة الذين تخصصوا في بث روح الكراهية والبغض للأخر . تبنت إقامة جامعة تخصصت في جميع فروح العلم , لكن كان أولي إهتماماتها بحث ما تنبأت به كتبكم المقدسة عن ثبوت إختراعات حديثة مدونة في كتبهم المقدسة من مئات السنوات وتحققت . ركزت مصر في قيام المسابقات في حفظ الأيات لأطفال لا يفهمون ولا يدركون ما يرددونه .. ركزت مصر في تحجيب الطفلة , وحبستها داخل خيمة , ولا حولة ولا قوة لها لكي ترفض هذا السجن الذي حرمها من اللعب والدُمي ( العرائس ) التي تناسب طفولتها , حتي وجدنا الأن بنات مراهقات لا يفترقن عن السافرات إلّا بذكائب من الخيش ملصوقة,  وتلتف حول جسدها مظهرا الكثير من مفاتنها .

   وياليتكم توقفتم عند هذا .. إلا ان جماعات طيور الظلام يتحرشون بمسيحيي مصر في القري, بسبب بناء كنيسة , أو إصلاح جمعية خيرية تهتم بالعائلات المسلمة قبل العائلات المسيحية .. ونحن لا ننسي يا رايس ما قلته في خطابكم الأخير في تخريج دفعات جديدة من الكليات الحربية حيث قلت :

       "كلنا كمصريين.. يجب أن ننتبه جدا لكل المحاولات التى تبذل للوقيعة بين المصريين.. عندما نتكلم عن أننا كلنا شركاء فهذا معناه أننا مصريون جميعا.. حقنا متساو.. لا لأحد زيادة على الآخر."وأضفت :"كلنا شركاء فى هذا الوطن.. لا يليق بنا أن نقول هذا مصرى مسلم وهذا مصرى مسيحى.. هو مصرى "له ما لنــــا وعليه ما علينــــا" .. هناك دولة اسمها دولة القانون... من يخطئ يحاسب بالقانون من أول رئيس الجمهورية إلى أى مواطن." لذلك وبناء علي خطابك هذا نحن نصر علي تطبيق القانون .. ولا نتنازل عنه ..!!

      لكن ليس معني هذا أن لا يتم تدوين وتسجيل علماء من شيوخ الأزهر الوسطي .. أولهم شيخ الأزهر الدكتور الطيب .. والشيخ الدكتور علي جمعة والف حمدالله علي سلامتكم .. ولا أنسي الشيخ الدكتور أحمد كريمة علي شجاعتهم في تحدي شيوخ طيور الظلام .. وانا اقدم لهم التقدير العظيم علي محاولاتكم في وأد الإسلام المتطرف.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع