الأقباط متحدون - الوقح والأمنجي والمجني عليها
أخر تحديث ٠٤:٢٧ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٣ | العدد ٤٠١٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الوقح والأمنجي والمجني عليها

 الوقح والأمنجي والمجني عليها
الوقح والأمنجي والمجني عليها
 بقلم - فاروق عطية        
   مثل شعبي مصري شديد الدلالة يقول ضربني وبكي وسبقني واشتكي، وهذا المثل ينطبق تماما مع ما يحدث لأقباط مصر المسيجيين. يعاني اخوتنا الأقباط في مصر أشد البلاء دون أن يرتكبوا ذنبا. يتعرضون لحملات الغوغاء لمجرد أن يتحث شخصين مسلمين مع بعضهما، يقول أحدهما أنه سمع أن النصاري في سبيل بناء كنيسة سرّا، أو يقول أحدهما أنه لاحظ علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، وسرعان ما تنتشر إشاعة دون تدقيق أو تمحيص أن النصاري فعلا قد شرعوا في بناء كنيسة، ويلتف شباب القرية أو المدينة التي سرت بها الإشاعة بعد أداء الصلاة بالجامع وبتحريض من إمامها يلتفون حول مساكن الأقباط ويرجمونها بالطوب والحجارة والملوتوف ويحرقون المنزل الذي سرت إشاعة أنه الكنيسة المزمع إقامتها، ويحرق المنازل التي حولها بما فيها من سكّان وما تيسر حولها من سيارات ومحلات. وكم مرّة ثارت الجماعات المتطرفة ولم تهدأ عند سماع إشاعة علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة،عندها لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي حتي تراق علي جوانبه الدم، وبعد الحرق والتحطيم والتخريب والنهب تهجّر عائلة من سَرَت عليه الإشاعة من قريته والعائلات التي تمُتّ لهم بصلة نسب أو قرابة.
 
وحين يطالب المعتدي عليهم بتفعيل القانون وحق المواطنة، لا مجيب أو مستجيب، وبعد تمام الكارثة يجتمع أعضاء بيت الذل والعار بزعامة مدير الأمن والمحافظ في جلسات عرفية تنتهي بتبويس اللحي ويظل الظلم أشد وأنكي، ولا تصل شكواهم لولي الأمرالذي انتخبناه لتفعيل دولة القانون والمواطنة، وإن وصلته يتجاهل ويصمت.
 
وحين ينبري أبناؤهم أقباط المهجر مهددين بالتظاهر حتي يعرف العالم بما يجري لأهاليهم، يُتهمون بالمروق والعمالة والخيانة. وأعرض في هذه العجالة ثلاث نماذج من البشر الذين تعرضوا لهذه  القضية الشائكة.
 
   الوقح: هو كاتب صحفي يكتب بصحيفة اليوم السابع، شديد الرغبة في الشهرة السريعة عن طريق الهرتلة الغير موضوعية والكتابة في حق من هم أشرف منه تزلفا وتقربا للسلطان، اعتاد الاتصال بالمعدّين ومقدمى البرامج يطلب منهم أن يظهر معهم على شاشة التليفزيون فى برامجهم، عادة لم يبتكرها، ولكنها عادة كل من يبحث عن الظهور والشهرة.
 
ولن أذكر إسمه حتي لا أعطيه ما لا يستحق فهو إن طلع أونزل مجرد نَكرِة يتحلي بالوقاحة وخلط الأمور. كتب يوم السيت 23 يوليو باليوم السابع تحت عنوان: أقباط المهجر الوجه الآخر للتنظيم الدولي. يتهم أقباط المهجر بأنهم يحاولون تأليب المؤسسات والتنظيمات الدولية المعادية ضد مصر، مستغلين حادثا فرديا، أو حتي تقصيرا أمنيا، وجعلوا منها فتنة طائفية، وقد فعلوا ذلك قبل 25 يناير من خلال تأليب كل المؤسسات الدولية ضد مصر وإقامة المؤتمرات والندوات، ومحاولة توصيل صورة مشوهة عن وضع الأقباط فى مصر على غير الحقيقة، وكانت أمريكا توظف تقاريرهم لإحراج مصر. وهللوا وأقاموا الإفراح وليالى الملاح لإزاحة مبارك ونظامه من الحكم، واستعدوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، دون أن يدركوا أنهم تسببوا فى الدفع بكل الجماعات والتنظيمات المتطرفة إلى الحكم، وأنهم سيسددون ثمنا باهظا لانسياقهم وراء شعارات وهمية أخرجتها جماعة الإخوان الإرهابية من جرابها الممتلئ بالثعابين والحيات السامة. وبعد وصول الإخوان للحكم اختفى صوت أقباط المهجر نهائيا، والتزم الجميع الصمت، وبدأ الأقباط فى مصر إعداد العدة للهجرة من البلاد، وعاشوا أياما سوداء بما تحمله الكلمة من معنى.
 
أصاب الخرس أقباط المهجر ولم يستطع واحد منهم النبس ولو بشطر كلمة اعتراض. وكانت الطامة الكبرى عندما كشفت الجماعات المتطرفة عن وجهها الإرهابى عقب ثورة 30 يونيو، من قتل وسلب ونهب ممتلكات الأقباط، ولأول مرة فى تاريخ مصر يتم التعدى على مبنى الكاتدرائية، وحرق عشرات الكنائس وهدمها، ولم نسمع صوتا لأى قبطى، لا رأينا مدحت قلادة، ولا مايكل منير، ولا مرقص عزيز، ولا فلوباتير جميل «بطل كارثة ماسبيرو»، وغيرهم من الأسماء التى ظهرت الآن لتضع يدها من جديد فى يد جماعة الإخوان، وتعمل على تأليب المنظمات الدولية ضد مصر، فقط رأينا جيش مصر يدافع ويحمى أبناء مصر الأقباط ويبنى الكنائس من ميزانيته الخاصة. ويستمر في تعديد مغالطاته واتهاماته لكل أقطاب أقباط المهجر متهما إياهم بإهانة الرئيس في تزلف رخيص ومسح جوخ ساذج عله ينال الرضي والحظوة. ويذلّنا بزيارة الرئيس للكاتدرائية للتهنئة بعيد ميلاد المسيح له المجد، كأنها منة من سيد لعبيده ولم يفطن كون هذه الزيارة أفادت الرئيس وزادت من شعبيته دون أن يقدم هو أي شيئ يُذكر في المقابل.
 
ذاكرا بكل صلف ووقاحة أن ما يحدث الآن فى المنيا أو غيرها هى نتاج أخطاء فادحة لعدد من الأقباط الذين صدقوا وارتموا فى أحضان الإخوان، فكانت الضريبة باهظة، نسددها نحن المصريون فى الداخل، مسلمين وأقباط. وفي النهاية يحاول غرز أسفين بين قيادة الكنيسة والرياسة قائلا: هناك أيضا علامات استفهام خطيرة، حول صمت الكنيسة المصرية على مرقص عزيز وإهانته للرئيس الذى لا يزال يرتدى زى الكهنوت، ومنتدبا باسم الكنيسة فى أمريكا.
 
   نسي أو تناسي هذا الفسل الوقح أن شرارة ثورة 25 يناير بدأها الأقباط بتحدي السلطة بعد حادث كنيسة القديسين وأحداث كنيسة المريناب مما ألغي الرهبة بين شباب الوطن أجمع للتمرد علي التوريث وحكم رجال أعمال الحزن الوطني. نسي أو تناسي أن المجلس العسكري هو الذي زور نتيجحة الانتخابات لصالح مرسي وبيت النية علي تسليم السلطة للإخوان ولا دخل للأقباط بالداخل أو بالخارج في ذلك. نسي أوتناسي أن حادث قتل المسيحيين في مسبيرو قد تم عن طريق جيش مصر الذي يدعي أنه أمّن الأقباط ودافع عنهم،
 
والذي كان السيسي أحد أبرز أركانه. نسي أو تناسي ما كتبه كُتاب المهجر وأنا منهم، كتبت عشرات المقالات ضد حكم الإخوان والكثيرين من أمثالي ولم يصبنا الخرس كما قال بل من أصيبوا بالخرس هم صحافي الغبرة من أمثالك الذين صمتوا بل هللوا فرحا بحكم الشرع وعودة الخلافة. ويدعي بكل صفاقة أننا قد تحالفنا مع الإخوان، فقط أقول له تذكر دائما أن الإخوان هم ألد أعدائنا. واضح ان إقدام اقباط المهجر علي التظاهر قد حقق المرجو منه وسبب الرعب لكلاب جهنم الافاقين ذوو الوجهين، اما عن سؤال هذا الافاق عن رد الكنيسة علي الكاهن مرقص عزيز الذي مازال يرتدي زي الكهنوت احب اسأله، هل وقف مرقص عزيز علي منبر داخل الكنيسة وقال ما قال ؟ هل ما قاله الكاهن مرقص عزيز كذب؟؟ 
 
   الأمنجي: سياسي مصري وكاتب صحفي واعلامي وعضو مستقل بمجلس الشعب سابقاً (دورة 2012 فردي عن جنوب القاهرة)
وعضو حالي مجلس النواب دورة 2016 يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، ويقدم حاليا برنامج "حقائق وأسرار" علي صدي البلد. يُعرف عنه أنه رجل لكل عصر، والآكل علي كل الموائد، لسان حال كل رئيس جديد ومنددا بمن سبقه رغم تأييده وتقبيل أياديه الكريمة. ولد في 16 مايو 1946 مركز المعنة محافظة قنا، حاصل علي ليسانس أداب وتربية من جامعة أسيوط، وعلى دبلوم الدراسات العليا في النظم السياسية والقانونية والاقتصادية جامعة الزقازيق.
 
  له علاقة بأجهزة المخابرات والأمن القومي من ناحية، والأنظمة العربية القومية المتعصبة مثل نظامي صدام حسين ومعمّر القذافى من ناحية أخري. أثرت مظاهرات 1977 في مسيرة مصطفي بكرى الذي اشترك فيها وكانت من خلالها فرصة التعرف على رجل القانون يحيى الجمل لينتقل بكرى بعدها من عمله كمدرس لغة عربية ودينية في بلده ليكون صحفي بجريدة الأهالي اليسارية، وأصبح أكثر قربا من السلطة، توسط له للعمل في الصحافة الحكومية وساعده في الدخول إلى مجلة المصور عام 1981، ومن خلال موضوع عن الشاه إيران كان أول اتصال تليفوني بينه وبين الرئيس مبارك ليهنئه على مقاله، وأبلغه أنه أمر رئيس تحرير الصحيفة بمنحه مكافئة خمسين جنيها كما أبلغه بأن عليه مقابلة المقدم هانى البحيرى من المخابرات العامة والذي بدوره عرفه بممدوح البلتاجى الذي كان وقتها من رجال المخابرات وفي نفس الوقت كان رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات وبالفعل قام هؤلاء بإعداده للدور الذي سيكون مطلوبا منه القيام به وهو أن يكون وسيطا بينهم وبين التيارات السياسية المختلفة الممثلة في الوسط الصحفي والسياسي. جاءت بعد ذلك الفرصة مع إذاعة مونت كارلو.
 
عمل في البداية كمراسل لهذه الإذاعة من القاهرة و صادفت هذا الفترة حرب الخليج مما سمح للرجل أن يوثق علاقته بالنظام العراقى، وربط المتابعون وزملاؤه في الوسط بينه وبين النظام العراقى في عدة مواقف كان أهمها تشجيع بكرى بعد فرض الحصار، ومن خلال نقابة الصحفيين لعدد من الشخصيات العامة بتحدي الحظر الجوى على بغداد باستئجار طائرة مدنية وركوبها من القاهرة الى بغداد و بالفعل نجح في هذه المهمة التي كلفه بها النظام العراقي (وكان من بين الفنانين الذين استطاع إقناعهم بالمشاركة في هذه المظاهرة يوسف شاهين وأحمد زكى ورغدة) ودفع النظام العراقي الثمن مكافآت وهدايا لكل من شارك وكان بالطبع علي رأسهم بكرى.
 
بعد ذلك بما لا يزيد عن ستة أشهر كانت انطلاقة صحيفته وشركته للصحافة والنشر "الأسبوع"، والتي كانت تحتاج للمال فوجده في جيوب النظام العراقي واحتاجت لدعم أمنى لإصدارها وتمريرها من اللجان فوجده في الأمن القومي الذي كان يحتاج بالطبع الى صوت موازى يتحدث في ما يفضله الناس من معاداة إسرائيل وأمريكا وأيضا معارضة النظام، ولكن بقدر يقتصر على ممارسات هذا الوزير أو غيره دون المساس بشخص الرئيس وأسرته،الذي كتب له بكري سلسلة مقالات بعنوان "اتخنقنا يا ريس" غلب عليها طابع المودة، رأى البعض فيه قمة التناقض والريبة. ودائماً هو الوحيد الذي ينشر لقاءات سرية غريبة بين مسئولين أمريكيين يتحدثون عن مؤامرة على المنطقة، وهو وحده الذي يتابع الجلسات السرية التي يعقدها أقباط المهجر، وهو فقط من يعرف الممارسات الخفية والعلاقات الغير شريفة لبعض المفكرين ورجال السياسة!!.
 
   قال بكرى إن الأحوال والأوضاع التى تعيشها مصر حاليا تستوجب من الجميع ضبط النفس والحفاظ على المصلحة الوطنية، مضيفا: "المسلمون والأقباط أُخوة، ولن يفرق بينهم أى عمل مجنون من أى من متطرفى الطرفين". وأشار بكرى إلى أن دعوات أقباط المهجر للتظاهر أمام البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على أحداث المنيا، هى محاولة للاصطياد فى الماء العكر وتصب فى صالح المتآمرين على البلاد. وأضاف بكرى: "نحن على يقين بأن العلاقة المستمرة بين قطبى الأمة ستبقى هى العنوان وأن الخلافات التى تحدث لا علاقة للدولة بها، ولا تمثل قيمة وتُبقى مصر وطن يعيش فينا جميعا، لا يجب أن نخضع لدعوات المتطرفين فالوطن هو المستهدف، هؤلاء - يقصد أقباط المهجر- يطعنون الوطن وأشقاءهم وإخوتهم ويحرضون العالم ضد مصر الآمنة والمستقرة التى تعيش فى أمان وسلام".
 
وأوضح لـ"اليوم السابع" أنه لا يجب أن ينسى أقباط مصر ما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره فى بناء الكنائس والمواطنة بلا تمييز وحرصه المستمر على الاحتفال مع الأشقاء الأقباط ضاربا المثل للقائد الوطنى الذى يتعامل مع الجميع، قائلا: "يجب أن يراجع هؤلاء موقفهم وأن يعيدوا حساباتهم". وأكد أنه لا يستبعد أن تكون جماعة الإخوان هى الطرف الأساسى فى محاولة زرع بذور الفتنة فى محافظة المنيا بالتحديد، مضيفا: "بعد فشل كل محاولاتهم هم يعودون بأساليب شيطانية جديدة ولا يجب أن نصدق كل هذه الأكاذيب".
 
   كلام كله مغالطات جسيمة يشم منه رائحة محاولة شق الصف القبطي وتهميش دور اقباط المهجر واتهامهم بالخيانة، في محاولة للاستفراد باقباط الداخل. وأرد عليه من كلامه السابق في تمجيد ما يقوم به أقباط المهجر من حدمات جليلة للنظام والوطن. فهو الذي قال علي "الأسبوع"أن أقباط المهجر من القوي الأساسية التي صنعت الثورة، كما قال أيضا أن أقباط المهجر سلاح الردع في مواجهة المحرضين علي مصر. كما صرح أيضا: مع قيام ثورة 30 يونية وتلاحم الشعب المصري مع جميع مؤسساتها الوطنية تغيرت أيضًا الصورة الذهنية عن أقباط المهجر، وأصبحوا جزءًا من الخطوط الدفاعية لمصر ضد محاولات التدخل الخارجي في الشأن المصري، بعد اتهامهم دائما بتأجيج نار الفتنة الطائفية الا ان موقفهم الوطني كان واضحا ومحترما وأكثر وعيا مما تصور مهندسو الفتنة الطائفية. أقول له بالطبع يا بكري أقباط المهجر دائما وأبدا في الخط الأمامي للدفاع عن وطنهن الذي يعيش فيهم، ولم ولن يغيروا أبدا من إنتمائهم وحبهم له، أنت يا بكري من يغير آرائه ومبادئه مع كل موقف وكل حدث كما تغير جواربك إن كنت حقا تغيرها.
 
   المجني عليها: هي نائبة برلمانية عن منطقة القاهرة، تبوأت منصب نائب رئيس الكتلة البربمانية لحزب المصريين الأحرار، وهي عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب. لها مواقف عديدة ومشرفة حول العديد من القضايا الوطنية، خاصة ما يخص الشأن القبطي. كان لها دور بارز فيما حدث بقرية الكرم بإمارة المنيا. قامت النائبة ناية هنري بزيارة القرية وسجلت ما حدث بكل التفاصيل، وحاولت مع مجموعة من النواب مسلمين ومسيحيين علي رأسهم الدكتور عماد جاد ورضا نسيم ومحمد ابو حامد وماجد طوبيا وعدد 74 عضوا  اخرين طالبين من الدكتور على عبد العال مناقشة الاعتداءات الطائفية المتواصلة على الاقباط فى بيان عاجل، أو مناقشة، أو طلب إحاطة، إلا ان الدكتور عبد العال طلب منها مناقشة الأمر فى مكتبه.
 
وكانت الطامة الكبرى عندما قامت بمداخلة تليفزيونية مع يوسف الحسيني بالسادة المحترمين، وقالت أنها طابت بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الأحداث الأخيرة بإمارة المنبا، وذكرت في المداخلة أن الأهالي بقرية الكرم ذكروا لها أن ضباط الشرطة قبل الهجوم وحرق المنازل بيومين هجموا علي بيوت المسيحيين الخمس التي تم حرقها للتفتيش عن أسلحة حوالي الساعة الثانية صباحا مما سبب القلق والذعر،
 
وعندما قدمت طلب باستجواب قال لها د/ عبد العال اصيري واحنا هنحل الموضوع بطريقة هادئة. وأكدت أن القضية ليست قضية أقباط، إنما القضية قضية دولة، قضية مواطنة، قضية أمن قومى، وأكدت أن هناك ضغوطا تمارس على الدكتور على عبد العال، وانها لا تعرف ماهية هذه الضغوط. بعدها انقلب معظم أعضاء المجلس عليها، لدرجة أن حزب الأحرار المصريين الممول من المهندس نجيب ساويرس قرر سحب منصبها كنائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب واسناده لغيرها. قال بيان صادر عن مكتبها أن قرار إعفائها من منصبها كنائبة للهيئة البرلمانية عن حزب المصريين الأحرار، كان مفاجئا لها وانها علمت بالقرار من خلال وسائل الإعلام، وأن القرار قرار تنظيمى داخل الحزب

 
   وبالرغم من ذلك طالبت هنري الرئيس عبد الفتاح بالتدخل لوقف ما يتعرض له الأقباط من انتهاكات مستمرة في محافظة المنيا، ووقف طريقة التعامل القديمة وعدم الجدية من قبل جهات الأمن خلال التعامل مع المشكلات المتكررة ومحاولة تجميل صورة ما يحدث من داخل «بيت العائلة المصرية» في عقد جلسات صلح. وقالت في بيان صادر عنها، يوم الإثنين 18 يوليو، «أناشد سيادة الرئيس، الذى أثق فى أنه بكل ما يملك ينادى بدولة مدنية حديثة، وهو من أعلن كثيرًا عن سيادة القانون، تشكيل لجنة تقصى حقائق على أعلى مستوى من الأجهزة السيادية، لمعالجة هذا الملف، خاصة فى محافظة المنيا، واتخاذ الإجراءات واجبة الاتباع،وأن الإفلات من العقاب يؤدي إلي التكرار، وأن الصمت عن التدخل يؤدي لفقدان الثقة في الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون، كما يؤدى لعدم مصداقية ما نقوله فى مرحلة بناء دولة مدنية حديثة. وصرحت بأن ما يزمع أقباط المهجر القيام به من مظاهرة أمام البيت الأبيض ناتج عن تجاهل مستمر لما يحدث للأقباط خاصة في الآونة الأخيرة وتقاعس المسؤولين عن حلها.
 
http://www.soutalomma.com/295603#sthash.DwM0aL2f.dpuf
 
   أن ما حدث فى المنيا وبنى سويف دون أن تتخذ الجهات المعنية أى خطط سريعة بشأنها بما فيهم البرلمان أشعل الغضب بالخارج، فأقباط المهجر جزء من نسيج المجتمع ومؤثر بشكل كبير، يعيشون فى أجواء مختلفة عن مصر أهمها أجواء الديمقراطية، وكان لهم دور واضح فى تغيير الرأى العام تجاه ثورة 30 يونيو، ولا يمكن تجاهلهم ورأيهم الخارجى له تأثير كبير فى تغيير الرأى العام الأجنبي وتغيير الفكر الدولى، وكان لابد من التعرف على مطالبهم بشأن قانون بناء الكنائس، وعلى إصدار قانون بلا معوقات وبلا محاذير وهذا ما يطالبون به وهو ما سيرضيهم.
 
  وأنا أتعجب من الضجة المثارة والتشكيك الذي وصل لحد التخوين والعمالة من أنصار السلطان وأمنجية مجلس النواب وياهوذات الأقباط ضد أقباط المهجر واعتزامهم التظاهر بعد أن أعيتهم السبل مطالبين بتفعيل القانون والدستور وحماية المسيجيين من غوغائية المتأسلمين دون طائل وسكوت الدولة من رئيسها وحكومتها ونوابها "إلا القليل منهم" وأحزابها، الكل ودن من طين والأخري من عجين. لماذا أنتم غاضبون، ألم تروا بأم أعيونكم ما يتعرض له الأقباط في كل محافظات مصر خاصة إمارة المنيا من قتل وسحل وحرق بيوت وممتلكات وتهجير قسري من قراهم وفرض أتاوات بتأييد من بيت الذل والعار تحت حضور وإشراف الأمن والمحافظ، ولم ينالوا شيئا من الدولة بداية من رئيس الجمهورية حتي الإعلاميين الأمنجية، غير الكلام المعسول المنمق الحنين الذي لا يشفي ولا يشيع من جوع. وحين طالبوا بتطبيق القانون
 
ورفض الجلسات العرفية، لعب النظام لعبته القذرة المتبعة منذ أيام السادات حتي اليوم بالقبض علي عدد من الجناة والمجني عليهم ، لعبة التوازنات الممجوجة الحمضانة، وتهديد الأقباط أنهم سيرون أيام أسود من قرون الخروب إن لم يمتثلوا للصلح المجحف المفروض. فلماذا تقفون حجر عثرة أمام أقباط المهجر لرفع الصوت العالي كي تسمع الحكومة الصماء وتعيد حساباتها أم أنكم تعملون بالمثل القائل"ماذا يضير الشاة من سلخها بعد ذبحها؟". ألم يقوم أقباط المهجر بكل ما يملكون من جهد بعد ثورة 30 يونيو من مظاهرات في كل المحافل حتي يثبتوا للعالم أن ما قام به السيسي كان مطلبا شعبيا وليس انقلابا؟.
 
لم يشكوا أو يتظاهروا ولم يكتبوا كلمة واحدة حزنا على تراخى الأمن فى يوليو وأغسطس 2013 عندما حرق السلفيين والإخوان أكثر من 70 كنيسة وصمتوا لأن مصر كانت الهدف الأسمى و إعتبروا أن البناء يمكن أن يعاد بناؤه ولكن لم ولن يسمحوا أن تحترق مصر.
 
   ألم تروا بأعينكم ذلك الذي ادعي أنه عربجي في جلسة الصلح بإحدي قري المنيا حيث قال: أنا راجل عربجي و احنا جايين نمد ايدينا اللى يمد ايده معانا للسلام نحطه على رأسنا، واللى يرفض حنطلع دين أمه ونقطع ايده و معنديش كلام غير كدة، هما كلمتين معندناش غيرهم، وأنا من عيلة عيسي التي لها أفرع في جميع محافظات مصر تقدر بالملايين و هنكون جيش يدافع عن مصر. ولم يجابه كلامه بأي استنكار بل بالتصفيق. هذا الكلام قاله الطرف المسلم وإسمه ماهر عيسي في جلسة صلح عرفية تحت اشراف المحافظ ورئيس الأمن وأعضاء بيت الذل والعار. وليت هذا القذر كان عربجيا أو نكرة كما قال، لكنه للأسف هو اللواء ماهر عيسي مساعد لوزير الداخلية ومدير أمن الجيزة السابق. بالطبع لن نجد مسؤولا واحدا يحاسب أو يراجع أولئك البلطجية و هؤلاء القوادين.
 

   إن مظاهرات أقباط المهجر في هذا التوقيت ضرورة ملحة، مجرد جرس إنذار حتي يتيقظ أولي الأمر ويشرعوا في الإصلاح، وإن لم يفعلوا لن يلومن إلا أنفسهم. فقط تذكروا أن كل من السادات ومبارك و مرسى قد ذاق من نفس الكأس بإعتقدهم أن تيار الإسلام السياسي هو سندهم فكانوا ضحاياه. فلا تركن فخامة الرئيس وتعتقد أن زيارتكم للكاتدرائية يوم عيد الميلاد هى كل ما تستطيع أن تقدمه للأقباط، نحن نعلم أنها كانت مجرد مجاملة كمسحوق تجميل يغطى على بثور وأم القيح لخراج التطرف والكراهية الذى يسمم دماء المصريين دون إرادة حقيقية من الدولة للقضاء على هذا التيار الذى باع غيرك ومستعد أن يبيعك حين يستطيع فإنتبهوا أرجوكم.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter