الأقباط متحدون - استمتع إذا كنت خاسرًا أو منتصرًا
أخر تحديث ٠٣:٤٤ | الاربعاء ١٠ اغسطس ٢٠١٦ | مسرى ١٧٣٢ش ٤ | العدد ٤٠١٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

استمتع إذا كنت خاسرًا أو منتصرًا

نعيم يوسف
نعيم يوسف

 بادئ ذي بدء، ألف مبروك لنادي الزمالك الفوز بكأس مصر على حساب النادي الذي أشجعه وهو الأهلي، حقًا كان فوزًا مستحقًا! وأعترف أنني استمتعت بمباراة جيدة أدّاها الفريقين، لولا ما حدث في نهايتها من مشادات بين اللاعبين، بالإضافة إلى موقف المشجعين أنفسهم والذي لا أخفيك سرًا أني استغربه بشدة!!

الألعاب الجماعية يكون الحماس والجمهور فيها شيئًا ضروريًا وأساسيًا، ولكن هناك خيطًا رفيعًا جدًا يفصل بين "الحماس" و"التعصب"، وأعتقد أن هذا الخيط الرفيع هو تحول انتماءك لفريقك، وحماسك في تشجيعه لكي يفوز إلى كراهية للأخر، وحقدًا عليه، وأن تتمنى ألا يكسب حتى لو في مباراة فريقك ليس طرفًا فيها!

الطريف في الأمر هو الشماتة المغلفة في قالب "مواساة" والحقد المُغلف في صورة "تهنئة"!! فمثلًا تجد أحد "الأهلاوية" عندما يهنئ أصدقائه "الزملكاوية" بالكأس يضع في تهنئته كل العيوب في نادي الزمالك، مصحوبة طبعًا بالحجة التقليدية، وهي أن "الحكام هم السبب في الهزيمة"، أو تجده يضع صورة تهنئة لـ"نادي البوابين" -كما يسخرون من الزمالك- المهم في النهاية أن تكون التهنئة "مسمومة وخلاص"!!
 
إن الألعاب في كل صورها الجماعية والفردية أساسها هو المتعة وتفريغ الطاقة السلبية، ولكن العصبية تحولها إلى وسيلة لكسب المزيد من الإحباط والطاقة السلبية والسبب في ذلك، هو تعاملنا مع الأمر على أنه "أمرًا شخصيًا مسئولين عنه مسئولية مباشرة"، ولذلك فإن هذا الشعور يمنعنا من الاستمتاع بالمباراة إذا كان فريقنا خاسرًا.
 
لابد لي كـ"مشجع" أن أعرف تمامًا أنني غير مسئول عن خسارة فريقي الذي أشجعه، وأنني كنت أشاهد المباراة للمتعة فقط!!.. نعم.. فأنا لم أكن ضمن تشكيل الفريق الذي يلعب على أرض الملعب، وبالتالي كيف لي أن أتحمل نتيجة المباراة التي لم ألعب فيها، ولم أكن طرفًا فاعلًا فيها؟!؟! وحتى إذا كنت أحد لاعبي المباراة فهناك عشرة لاعبين يجرون في فريقي غيري، وبالتالي فأنا لا أتحمل النتيجة وحدي، وحتى إذا كنت أنا الـ11 لاعبًا كلهم، فهناك فريقًا فنيًا وجهازًا إداريًا مسؤول أيضًا معي عن الهزيمة ولست مسؤولًا بمفردي!! وحتى إذا كنت كل هؤلاء، فهناك شيء أخر لا تستطيع التحكم فيه وهو القدرات المختلفة والظروف والتوفيق في اللعب!!
 
صديقي.. بإمكانك أن تستمتع حتى إذا كنت تشجع الفريق الخاسر، ففي النهاية ربما يكون فريقك قد لعب مباراة جيدة، وأدى أداءًا رائعًا، ولا تنسى أن "باسم مرسي" الذي تكرهه الآن لأنه تسبب في خسارة الأهلي كأس مصر، هو نفسه اللاعب الذي من المفترض أن تشجعه بقوة في مباريات كأس العالم، كما أن رمضان صبحي -لاعب الأهلي السابق- هو نفسه الذي يجب على كل زملكاوي أن يشجعه بقوة في مباريات منتخب مصر، عليك أن تنظر لهما على أنهما إضافتان مهمتان جدًا للمنتخب المصري، وللكرة المصرية بصفة عامة، هذا هو الفارق بين "التعصب"و"الحماس" فالأخير يجعلك لا تشجع "صبحي" إذا كنت "زملكاوي" ولا تصفق لـ"مرسي" إذا كنت "أهلاوي" في مباراة بين الفريقين، ولكنك ستهتف لأي منهما بقوة في مباريات "الفراعنة"، أما التعصب فيجعلك تكره أي منهما حتى لو كان يلعب باسم البلد كلها، وتحت رايتها!!
 
عزيزي المشجع، المشاهد، المتفرج، لا تغضب ولا تشمت ولا تحقد فأنت جزء من منظومة كبيرة جدًا ولست مسؤولًا عنها.. أنت فقط "استمتع" فكل هذه الألعاب والمباريات والأندية صُنعت لأجلك ولأجل إمتاعك ويجري اللاعبون في الملعب شمالًا ويمينًا فقط من أجل إرضائك وكسب ثقتك وتأييدك وتشجيعك!!
نقلا عن الطريق

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع