بقلم :عبد القادر شهيب | الخميس ١١ اغسطس ٢٠١٦ -
٠٠:
٠٣ م +02:00 EET
عبد القادر شهيب
نعم مجلة إيكونوميست مجلة اقتصادية متخصصة.. وهي مجلة عالمية وليست بريطانية فقط وهي مثل أية مجلة أو مطبوعة صحفية سواء عالمية أو محلية عن الطبيعي والمنطقي أن تتناول أي شأن سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي أو حتى فني ورياضي يخص أية دولة من دول العالم.. هذا أمر مفهوم وهو دور الصحافة.
لكن الأمر غير المقبول أو غير المستساغ هو ما قامت به مجلة إيكونوميست فهي لم تكتفِ باستعراض الأوضاع الاقتصادية المصرية، بطريقة تبغي بها تأكيد نتيجة مسبقة تنبناها وهي أنها أوضاع سيئة.. وإنما هي فعلت ذلك من أجل أولا أن تطالب الدول الغربية وأمريكا بوقف تصدير السلاح لمصر، وأيضا تطالب عبدالفتاح السيسي بعدم الترشح لفترة رئاسة ثانية.
إذن إيكونوميست تجاوزت هنا دور المطبوعة الصحفية سواء المتخصصة أو غير المتخصصة وتحولت هنا إلى أداة من أدوات الضغط السياسي الشائعة دوليا.. إنها فعلت ما يذكرنا بما فعلته الصحافة وأجهزة الإعلام الغربية بالتحريض على غزو العراق لشهور طويلة.. ويذكرنا بما فعلته الصحافة وأجهزة الإعلام الغربية بالتحريض ضد جمال عبدالناصر شخصيا بعد ١٩٥٤، خاصة في تلك الفترة التي سبقت العدوان الثلاثي على مصر في ١٩٥٦.
هذا يا سادة هو ما يثير الغضب مصريا.. وهذا ما يجب على بعض النخبويين سواء الذين ينتمون إلى اليمن أو اليسار أن يفهموه، بدلا من استنكار غضب مصري أبرزنه وسائل إعلام مصرية أو التهليل لما ارتكبته إيكونوميست من عمل في عرف القيم المهنية جريمة صحفية!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع