الأقباط متحدون - طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات
أخر تحديث ٢١:٣٣ | السبت ١٣ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٧ | العدد ٤٠١٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات

طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات

عرض/ سامية عياد
"طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" هكذا يمدح السيد المسيح ويطوب الروح المسكينة ويعدها بميراث ملكوت السموات ، بدون تلك الروح المسكينة يتلاشى كل عمل صالح .. فماهى الروح المسكينة؟

كما حدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "المساكين بالروح" أن الروح المسكينة هى الروح المتواضعة غير المتعالية ، والاتضاع الحقيقى هو أن يعرف الإنسان نفسه جيدا يعرف أنه تراب ورماد يعرف أنه مجرد آنية خزفية شرفها الله بوضع كنوز نعمته فيها ويعرف أنه مخلوق على صورة الله وبالمعمودية صار ابنا لله وسفيرا له فى وسط العالم ، والإنسان المتضع الذى يقوده روح الله فى كل أعماله تظهر فيه صورة الله بكل وضوح كما قال القديس مار اسحق السريانى إن الأعمال الصالحة والتواضع يجعلان الإنسان إلها على الأرض.

الإنسان المتواضع يفيض الله عليه بالنعم بلا حساب واثقا أن التواضع يحفظه ، وهو إنسان لا يتذمر يقبل الآلام بشكر ، يحب الكل ويخدم الكل بلا تمييز ، لا يفتخر بنفسه مهما حصل من نعمة ومجد بل يفتخر بمجد الله ورعايته وأمانته .. والتواضع فضيله يكتسبها الإنسان بالجهاد الروحى والنعمة فقد أكد السيد المسيح فى حديثه مع التلاميذ : "من وضع نفسه مثل هذا الولد هو الأعظم فى ملكوت الله .." ، معنى هذا أن أنكار الذات هو الذى سيؤهلنا للنعمة لأن "الله يعطى نعمة للمتواضعين" .

أن التواضع أساس كل الفضائل وهو أساس ضبط النفس بدونه لا تنفع الصلوات والأصوام والعطاء والعفة وكل عمل صالح ، بدونه ينهار كل ما تجمعه داخلك ويهلك.. نصلى أن يهبنا الله الروح المتواضعة ويبعد عنا كل كبرياء ..    


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter