الأقباط متحدون - مبارك شعبي مصر ..!!
أخر تحديث ٢٠:٢٦ | الاثنين ١٥ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٩ | العدد ٤٠٢١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مبارك شعبي مصر ..!!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
         كلمة إلي المتشككين و الخائفين .. الرب بارك مصر وشعبها وما يزال يباركها حتي نهاية العالم .. وعهود الرب صادقة , لا تتغير .. حتي لو قامت قوي الشر في إطلاق صواريخ الإشاعات الممنهجة , فهي لا تُسْقِط مصر أبدا .. أما التابعون لقوي الشر لم يكونوا من ضمن الـ 30 مليون مصري في 30 – 6 – 2013 ,  بل كانوا مُندسين تحت الكباري يدعون لفشل هذه التظاهرات .. لأن إستمرار حكم الشر مصلحة لهم .. لكن الرب طبقا لوعده خزلهم وانتصر صوت الحق علي صوت الشر , فعلينا أن نحفظ هذه العطية التي أعطاها الله لنا. 

        واضح أن قوي الشر تغافلت أن مصر دولة عميقة جدا ومباركة من الله، حتي أن إسم مصر جاءت من إسم مصرايم ابن حام ابن نوح ويبدأ تاريخها من بعد حدوث الطوفان العظيم . فقد أفني الله الأشرار بالطوفان لكنه صان  نوح الذي كان في نظر الله تقيّا وبارا , وأبنائه  داخل الفلك ومن بينهم كان مصرايم . وهذا هو أول "عهد  " من الله لمصر من قبل أن تُوجد . كما قال الوحي  " وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. " (تكوين 6 : 18).

       ثاني عهد وبركة أن الله اختار جبل حوريب [جبل موسى] , بسانت كاترين في جنوب سيناء بمصر دون غيره , ليكون المكان الذي يستلم فيه موسي الوصايا العشر حيث يُعطي الله فكره وشريعته للعالم. فتقدس الجبل حين حل عليه مجد الرب. ففي رأى الله أن أرض مصر جنة "، كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْر."تكوين 13 : 10. وهذا وعد وبركة من الله.

      كاد الجوع يهلك كل الأرض، لكن الحل كان في مصر حيث القمح المصدر الرئيسي للعيش ..  فرأى الله أنه حين يكون جوع في العالم تكون مصر منبع الشبع، فقد كان دائما الحل عند الله وفكر الله يخرجان من مصر  "وَكَانَ الْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَا فِيهِ طَعَامٌ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَاشْتَدَّ الْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ . وَجَاءَتْ كُلُّ الأَرْضِ إِلَى مِصْرَ إِلَى يُوسُفَ لِتَشْتَرِيَ قَمْحًا، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا فِي كُلِّ الأَرْضِ.". تكوين  41 : 56-57 . فالخبز الذي قدمه يوسف أنقذ مصر والعالم .. أي ان مصر من عمق تاريخها لها الفضل العظيم لجميع الأمم . 

     يقول الوحي فى إشعياء   19 : 25   : "مبارك شعبي مصر"، إذن فمصر باركها الله بالسلام العجيب , وسط عالم مضطرب قاسي . المصريون شعب طيب و يعشق الحياة , ومن صفاته أنه يوهب الأمان علي حياة الغريب , أكثر من أمنه في موطنه الأصلي . ولمصر مكانة خاصة ونبوات بشأن معرفة الرب فهم أول الشعوب تعرفوا علي الرب  "فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ. "  إشعياء 19 : 21   .

        مصر بلدة الأمن والسلام. فعندما دخل السيد المسيح وهو طفل إلى أرضها , كان يُخشى على حياته . " وبقي هُنَا في مصر حتي وَفَاةِ هِيرُودُسَ "الذي كان يريد الخلاص منه" و لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل:«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني  " متى 2 : 15. كانت أول رشفة ماء شربها الطفل يسوع  من نيل مصر, سببا أن الله رفع شأنها دون كل دول العالم و جعلها أهلاً لشرف استقبال يسوع بها. فكان لمصر دور عظيم في حماية مقاصد الله الإلهية , ايضا لا نهاب جفاف النيل بسد النهضة الأثيوبي .. فقد بارك الرب في هذا الموسم زيادة الفيضان مما يعوض الكثير من مياه النيل , ويجعله يجري في شريانه لسنوات عديدة قادمة... وهذا وعد وبركة من الله وهبها لنيل مصر. 

      إذا لماذا هذا الخوف المرسوم علي وجوه المصريين ؟؟ لماذا هذه الرهبة من المستقبل ؟؟ لماذا هذا التشاؤم لدي افراد من الشعب حتي وصل إلي مرحلة التشكك , وهو يعلم تماما ان مقاصد الله هي خير وفرح وإبتهاج . صحيح نحن الأقباط نواجه بعض المشكلات في بعض القري .. لكن علينا ان نكافح ولانصمت ضد هذا الظلم الذي يقع علي هؤلاء العائلات .. علينا وإن دام هذا الحال أن نتظاهر تظاهرات قانونية سلمية . يشترك فيها جموع الشعب القبطي مع إخوتنا المسلمين الوطنيين .. فهذه المشاكل انا لا أعتبرها فتنة لأن معني الفتنة هو المواجهة بين الفصيلين بالهجوم المسلح , كما كان يحدث في لبنان .. بل أعتبر هذه المشكلة هو نوع من التمييز الطائفي , فالأقوي و ( الأكثرية) عددا له الفرصة أن يطبق الإضطهاد علي الأقلية .. لكن هذه الأقلية لم تواجه العنف بالعنف , لأن حياتهه قائمة علي المحبة والسلام . 

      فلندع الصريخ والصويت في الفيس علي جنب . ونخرج جميعنا في تظاهرات سلمية قانونية علي مستوي المحافظات مطالبين أولا بحل الحزب السلفي والموجود الأن يبرطع بفتاويه المثيرة للجدل تحت قبة البرلمان .. ومطالبين ايضا بإسترجاع قانون بناء دور العبادة بدلا من قانون بناء الكنائس , فهناك تباين كبير بينهما في التطبيق .. كما نطالب بتطبيق القانون ومحاسبة الذين ينتهزون قوتهم كأكثرية ويقومون بطرد ونبذ المسيحيين من بيوتهم واماكن اعمالهم.. التظاهرات المنظمة السلمية الداخلية لها تأثير اعظم بكثير من التظاهرات الخارحية .. صحيح علينا ان لا ننكر تعبهم ومحبتهم .. لكن التجمهر من اصحاب المشكلة والذين يعيشون المشكلة نفسها متذوقين ألآلام والقسوة والإضطهاد سوف تكون اكثر إيجابية  وفاعلية . هذا بالنسبة للتمييز.

      علينا الأن ان نكون يد واحدة .. فمصر مُحاطة من جميع نواحي الحياة لهدمها .. حدوديا واقتصاديا وإجتماعيا وماليا ونفسيا . نحن الأن علينا أن نعلن الواقع والحقيقة وهي اننا في حالة حرب أكثر شراسة وقوة من حرب أكتوبر .. فالعدو الأن يستخدم جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة في سبيل وصولهم مرة أخري إلي الحكم ... فهل نحن مستعدون أن يحكمنا الإخوان مرة أخري ؟؟. وإن تملك الإخوان هذه المرة فسوف لا يتركونها إلا بمعجزة من الرب.

   لكن ارجع وأقول في منتهي الثقة " أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. ."مز 23 : 4 . 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع