في مثل هذا اليوم 16 اغسطس 1972
سامح جميل
محاولة انقلاب أوفقير أو "عملية بوراق ف 5" هي محاولة انقلاب قام بها سلاح الجو المغربي لاغتيال الملك الحسن الثاني عن طريق مهاجمة طائرة البوينغ الملكية القادمة من البرتغال.
بعد فشل انقلاب الصخيرات والذي وقع في يوليو 1971 كان هدف اوفقير تأسيس حكومة وصاية على ولي العهد.
بدأ أوفقير منذ ليلة انقلاب الصخيرات التمهيد لانقلاب جديد وبدأ يحسن أوضاع القوات المسلحة حتى يضمن ولاء الضباط له هو وليس للملك كزيادة في الأجر وبناء مسجد في داخل القواعد.
كان الملك الحسن الثاني في رحلة إلى باريس منذ 26 يوليو، اقلع الملك الحسن في ظهر مبكر من يوم 16 اغسطس 1972 برفقة حاشيته من برشلونة على متن طائرة بوينغ 727 عائدا للرباط بعد رحلة لفرنسا استغرقت 3 أسابيع.
اقلعت في المقابل بعد دخوله الاجواء المغربية ست طائرات حربية من طراز إف 5 من قاعدة القنيطرة الجوية لتقابل الطائرة الملكية.
كان سرب الطائرات تحت قيادة صالح حشاد أقلع من قاعدة القنيطرة الجوية لمرافقة طائرة ملك المغرب الحسن الثاني حال دخول الأجواء المغربية.
ولكن ثلاثا منها اطلقت عند الساعة 10:16 النيران على الطائرة الملكية تعطل محركان من المحركات الثلاث فيما تحطم المخزن التحتي واصيب بدن الطائرة بالتواءات من جراء إطلاق قذائف من عيار 20 ملم.
أولت الطائرات المحاربة انتباها خاصا لمؤخرة طائرة الملك على خلفية انه يفضل الجلوس عادة في مؤخرة الطائرة ولكنه لم يكن هناك هذه المرة فوجدوا ان الأنظمة «الهيدروكليركية» للطائرة قد توقفت وبمعجزة ما لم يصب أحد على ظهر الطائرة بأذى علما ان قائد سرب الطائرات المقاتلة في هذه العملية كان الرائد "الوافي كويرة" قائد قاعدة القنيطرة الجوية عجز كويرة عن تشغيل مدفعه الرشاش فقرر أن يقوم بهجوم انتحاري على البوينج..
هاجم الطائرة الملكية لكنه أفلتها والسبب أنه اما قفز بمقعده من الطائرة قبل الارتطام بالبوينغ خف وزن طائرة إف 5 وغيرت مسارها الفيزيائي لتمر تحت الطائرة الملكية.
نزل كويرة بمظلته في سوق الأربعاء الغرب حيث ألقي عليه الدرك القبض، عاد بوخالف لمهاجمة الطائرة الملكية لصيب محركها الثاني الذي خرج منه دخان كثيف وقفز من مقعده هاتفا "أصبتها أصبتها".
أخذت البوينغ تفقد بعضا من علوها وابدى قائد الطائرة الملكية هدوءا مصحوبا بالخداع في ايقاف الهجوم على الطائرة عند هذا الحد فأوحى إلى مهندس الطيران في الطائرة بالتحدث عبر الراديو إلى المهاجمين فقال لهم الأخير ان قبطاني الطائرة قد قتلا وان الملك اصيب بجروح خطيرة في مؤخرة عنقه واضاف المهندس قائلا «فكروا في زوجتي واطفالي».
انسحب المهاجمون إلى قاعدتهم في القنيطرة للتسلح مجددا فيما اغتنم قائد الطائرة محمد القباج أصبح فيما بعد قائدا لسلاح الجو الفرصة في هذه الأثناء وبعد 20 دقيقة هبط بنجاح بطائرة بالغة الاصابة وسط سحب من الدخان في مطار الرباط العسكري فيما أصبحت اي فرصة لتحرك الملك دون اثر ودون شهود مفقودة لمنفذي الانقلاب.
لم يتحقق هدف مدبري المؤامرة بوجود الملك حيا في الصخيرات فيما عادت الحياة في الرباط وبسرعة إلى طبيعتها بعد دقائق قليلة من القلق التالي لقصف مطار الرباط.
استمرت الحركة في تدفقها ولم تعد هناك اي علاقة احتلال عسكري للمراكز الاستراتيجية ولم يقم الجيش بتحرك مضاد فيما عدا وصول طابور من القوات عند الساعة 00:20 ليحتل قاعدة القنيطرة الجوية ويعتقل طياري الإف-5 الذين كانوا يعدون لهجمة أخرى وأصبح من الواضح ان الانقلاب قد فشل وان الملك ونظام الملكية العلوية لا زال يقود البلاد.
هبطت مروحية مغربية عند الساعة 34:18 بمطار جبل طارق و تحمل نائب قائد سلاح الجو المغربي العقيد محمد أمقران الذي تطوع بالقول انه عضو في جماعة ضباط قادها اوفقير تلقى القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية في المغرب محادثة هاتفية من احمد الطيبي بن هيمة وزير الشؤون الخارجية الساعة 10:19 مصحوبة بمعلومات ان مروحية مغربية قد هبطت أو ستهبط بعد قليل في جبل طارق وان طاقمها متورط في عصيان وأن من الأهمية القصوى للدولة المغربية معرفة أسماء الضباط في الحال وان تتم اعادتهم للمغرب...
وعلى إثر هذا تم اعتقال الانقلابيين في معتقل تزمامارت، وعلى رأسهم محمد أوفقير لاتهامه بالضلوع في الانقلاب إلى أن توفي الملك الحسن الثانى بعد هذه المحاولة الفاشلة بسبعة وعشرين عاماً، حيث توفي في ٢٣ يوليو ١٩٩٩ إثر نوبة قلبية لينتقل الحكم كما هو في الدستور المغربى إلى الابن الأكبر سنا وهو محمد السادس...!!