الأقباط متحدون - السادات والشهابي
أخر تحديث ٠٤:٢٩ | الاربعاء ١٧ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١١ | العدد ٤٠٢٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السادات والشهابي

 السادات والشهابي
السادات والشهابي
د. مينا ملاك عازر
البون شاسع تاريخياً وفكرياً وأدبياً وأداءً بين الشخصين، عنوان المقال المسافة كبيرة بين العقليتين والقدرتين والفكرين، لا مجال للمقارنة، لكنهما معبران عن حال شعب بأكمله، وشعب آباءه وأجداده صنعوا الأمجاد، وأبناءه وأحفاده ضيعوها وجابوا العار لبلادهم.
 
السادات الذي هزم الإسرائيليين, أعطاهم علقة بالمفهوم العسكري، وكبدهم الخسائر البشرية والمادية والنفسية وأجبرهم على توقيع معاهدة السلام، وأظهرهم أمام العالم غير راغبين في السلام ودمويين، ومد يده لهم بالسلام فصافحوه مكرهين ومجبرين ومضطرين لأنهم يقدرون الرأي العام العالمي، ولأ لا تسوء صورتهم التي يتاجرون بها أمام العالم أنهم مضطهدين في وسط أمة تكرههم، فنفى السادات ذلك وسالمهم وسلم عليهم فأحرجهم وأفقدهم توازنهم العسكري، ومن بعده أفقدهم التعاطف الدولي يقف اليوم ينظر لموقف اللاعب الفاشل المنهزم الفاقد لتوازنه المتاجر به على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤيد للعبه المباراة أمام اللاعب الإسرائيلي أورساسون ومعارض لأن يلعب المباراة ففقد تركيزه حتى سقط بنقطة فنية بعشر نقاط في أول ثواني ثم بالقاضية، فهزم مئة صفر، لم يحقق انتصار واحد ثم سقط بالأدبية حين لم يسلم على خصمه الاسرائيلى  تنفيذاً للأعراف الرياضية مظهراً أقبح ما فينا كشعب حنجوري لا يحقق النصر ولا يقبل بالهزيمة.
 
يأسف السادات على أحفاده الذين يجيدون الخسارة ليس في الرياضية فقط، فكل شيء وارد فيها، والرياضة مكسب وخسارة، وأجمل ما فيها الروح الرياضية، وهي حقاً مجرد مباراة لكن في أن يخسروا التعاطف العالمي، ويخسرون في كيفية التخطيط وأداء المباراة، والانجراف وراء دعاية نفسية سلبية مضادة له، نفذها إعلام الخصم فانساق الشعب كله وراءها، وسلم عقله لثقافة الهزيمة بالتفكير في الانسحاب دون خوض المباراة، وكأننا نعترف أننا لسنا أنداد ولسنا قادرين على المنافسة ومجاراة الخصم، ثم أهلنا على هذا كله التراب بعدم المصافحة، مؤكدين أننا شعب رافض للسلام، وأن الإسرائليين محقين في تصديرهم للصورة التي حاول السادات كثيراً محوها وتكذيبها بأنهم مكروهين من كل المحيطين بهم فيستحقون التعاطف العالمي.
 
يأسى الرئيس السادات ليس على مجهوده لإبرام السلام ولكن على دمه  الذي سفكه لأجل السلام، ما فعله الشهابي يكاد يتلامس مع ما فعله عبود الزمر والإسلامبولي قتلة السادات برفضه المصافحة فقد أهدر مجهود السادات ودمه الذي سُفِك على أيدي رافضي السلام ورافضي مجهوده لإقرار السلام، الشهابي لم يكن فاشلاً في سلامه ولكن أيضاً في رياضته، فهزيمته للأسف كانت مذلة ساحقة ماحقة له لا لشيء فربما يكون لاعب جيد لكنه فاشل في تخطيطه وابتعاده عن تركيزه في المباراة ما أسفر عن هزيمة مؤسفة وسريعة لم تستغرق وقتاً طويلاً بل استغرقت عدة ثواني للأسف.
 
ملحوظة، هل لم يتوقع أحد ممن شاركوا في الأوليمبياد أنه من الوارد أن تكون هناك مواجهة مع الإسرائليين؟ ولماذا لم يفكروا في ذلك؟ ولماذا لم يخططوا له إذا ما حدث؟
 
المختصر المفيد إن  لم تكن على قدر الأمر ،فلا تأتيه، وإلا لأسأت لنفسك ولبلدك ولآبائك وأجدادك وضيعت عملهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter