الأقباط متحدون - لقاء مع الاديب وكاتب الاطفال زهير دعيم
أخر تحديث ١٨:٣٢ | الاربعاء ١٧ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١١ | العدد ٤٠٢٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

لقاء مع الاديب وكاتب الاطفال زهير دعيم

 لقاء مع الاديب وكاتب الاطفال  زهير دعيم
لقاء مع الاديب وكاتب الاطفال زهير دعيم
حول اهمية الكتاب والمطالعة ونحن على ابواب السنة الدّراسيّة الجديدة
 
زهير دعيم
اجرى اللقاء : خليل حيدر
 
ما هي أهميّة القراءة بوجهٍ عامّ؟
قاس الشعوب وحضارة الشعوب بمدى شغفها بالكتاب والمطالعة وعشقها للحرف الجميل ، فللقراءة وقع جميل ، كيف لا وهي غذاء للرّوح والعقل .
 
  حقًّا انّ القراءة  تزرع في النفوس – كلّ النفوس- المعرفة والعلم والحضارة وتلوّنها بالأمل وتُطرّزها بالرُّقيّ ، فالشعوب التي تميل الى الكتاب وتعشقه تراها تسير في مقدّمة مواكب الامم ؛ تسير رافعة الرأس والهامة، في حين ترزح تلك التي تنفر من الكتاب  تحت طائلة الفقر والجهل والتخلّف.
 
لماذا من المهمّ أن يقرأ الطفل؟
من المُهمّ أن يقرأ الطفل ليوسّع مداركه العقليّة والعاطفيّة ويُهذّب من خلال القصص الهادفة والعِبر الجميلة والبطولات ؛ يُهذّب أخلاقه ويُنمّي حواسه ومعرفته باللغة  حتى يشبّ واذا اللغة اداة طيّعة بين أنامله يُداعبها كيفما يشاء ، ويعزف على أوتارها احلى النعمات وأروع التعابير الجميلة التي لا تتأتّى الّا بالمطالعة الجادّة ، المدروسة ، العابقة بشذا الحبّ والشوق والتواصل، بل هناك من يذهب ابعد من ذلك فينادي بقراءة القصص وسماع الموسيقى للطفل وهو بعد جنين في بطن أمّه.
 
-  كيف نحبب الاطفال بالقراءة في عصر باتت فيه الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحية تسليتهم المفضلّة ؟
 نُحبّبهم  بذلك بتخصيص  وقت مُعيّن وغير مبالغ به لهذه الهواتف ، ومن ناحية اخرى ، اختيارنا لهم القصص الجميلة الهادفة المملوءة بالعِبر الجميلة ، والتي تشدّ القارئ ليُبحر في عبابها حتّى النهاية ،غير متجاهلين او متناسين قصص البطولات والنجاحات التي تحكي عن الانسانيّة الجميلة ، عالمين أنّ الطفل الذي يولد في بيئة تحبّ الكتاب ينشأ على هذه المحبّة . أضف الى ذلك عنصر  التشجيع فبعد كلّ قصة وتلخيصها شفهيًا وكتابيًا يحظى الطفل بجائزة ولو صغيرة .وبعد عدد من الكتب يحظى بجائزة أكبر . ولا بأس  بل من المفضّل ان تكون  بعض هدايانا لأطفالنا قصصًا لتكون نواة لمكتبة للطفل يلوّن بها غرفته. 
 
- هل ما زال بإمكان الكتاب المنافسة على مكانه في قلوب الاطفال في ظلّ الالعاب الالكترونية التي باتت متاحة في كل زمان ومكان؟
لا اخفيكم شكوكي  في الامر ، وذلك حصيلة  ونتيجة ما أراه وألمسه من تعلّق حفيدي زهير بمثل هذه الالعاب رغم تحبيبنا له بالقصص والمطالعة ، ومع هذا فالأمل موجود ، وهذا يتعلّق كثيرًا بالأهلين والمدرسة ، فكلما حثثنا اطفالنا على القراءة وبيّنا لهم الوجه الساطع لها وجدناهم يقبلون ويتابعون .
 
هناك من يعتقد بان علاقة الطفل بالكتاب تنشأ حين يدخل المدرسة .. ما رأيك ؟
يخطئ من يظنّ أن علاقة الطفل بالكتاب تنشأ حين يدخل المدرسة ، فالأمر ألمسه الآن من خلال حفدائي وقد لمسته قبل اكثر من عقدين ونصف من الزمن حين كان اولادي اطفالًا صغارًا، فالطفل منذ الأشهر الأولى يتمتّع ويستمتّع بالكتاب والقصص خاصّةً اذا كان الراوي \ة  يتقن الالقاء والسّرد ، واذا كانت القصّة جميلة هادفة ومُشوّقة وذات صوّر جميلة ومعبّرة.
 
ما هو دور الاهل في تشجيع الابناء على القراءة ؟ أم قارئة او أب قارئ يجعل جميع افراد البيت قارئين .. ما رأيك بهذه المقولة ؟
  
لا أشكّ للحظة واحدة في أنّ للوالدين قسطًا كبيرًا في  تحبيب الطالب بالكتاب والمطالعة ، خاصّةً اذا كان الوالدان أو أحدهما يميل للمطالعة ويحبّ الكتاب ، فالطفل  الذي يفتح عينيه على بيت يعشق الكتاب ، ينزرع هذا العشق في حناياه وخلاياه.
 
هل تولي أهمية لوجود مكتبة في غرفة الطفل او في البيت ؟
سبق وقلت أنّ من المُفضّل ان تكون جوائز وهدايا الاهل والمدرسة للطلّاب كتبًا ، ومن هنا تبدأ النواة ، وعلى الأهل  ان يتابعوا المشوار الجميل ببناء مكتبة بسيطة وجميلة للطفل في غرفته تشجعه أكثر وأكثر على اثرائها، ولا بأس بل من الحريّ ان يتزيّن البيت – كلّ بيت- بمكتبةٍ جميلة ، غنيّة بالمصادر والمعاجم والقصص والروايات ، لا للزينة وانما للاستعمال واثراء العقل والفكر.
 
قصة قبل النوم .. ما هي اهميتها في حياة الطفل بوجه عام ، وفي جعله طفلا قارئًا على وجه الخصوص ؟
 
سقى الله تلك الأيام ، أيام كنّا نغفو ويغفو الكتاب في حضننا.
حقيقة القصة قبل النوم للطفل هي " التحلايّة"   من بعد العَشاء ، وهي الفاكهة الجميلة التي تفتح النفس الجميلة  على النوم ، خاصّةً اذا أردفناها بصلاة صغيرة لربّ الكون ...
لا أقول هذا جُزافًا ومن فراغ ، وانّما اقوله من خلال  الواقع المُعاش والذي عشناه مع اولادنا وحفدتنا.
 
ما هي الكتب التي يوصى بها للأطفال ؟
  بعد ان اصبح السوق عائمًا بكتب الاطفال ، والتي تحتوي على الغثّ والسّمين ، بات علينا نحن الاهل والمعلّمين ان نختار لهم الافضل ، بحيث تكون هذه الكتب هادفة ، مفيدة، ذات عبرة ، اضافة الى تلك التي تحكي عن امجادنا وعن النجاحات والانسانيّة ومحبّة الغير والمُثُل والفضائل.
 
    من وجهة نظرك الشخصية ، هل يتزايد الاقبال على القراءة في مجتمعنا ام يتراجع ؟
المتابع للإحصائيات العالميّة في دنيا الادب والكتاب والمطالعة ، سيصاب بخيبة أمل وحزن شديد حين يرى تدنّي نسبة القراءة والمطالعة في مجتمعاتنا الشّرقيّة، الا ان هناك بصيصًا من نور في نهاية النفق وهو المطالعة والقراءة لدى الاطفال ،  وهذا الفضل يعود الى الاهل والمعلّمين والقائمين على المكتبات العامّة والصُّحف ..
 وللحقّ اقول انني بالنسبة للكبار أراني متشائمًا بعد هيمنة  الالكترونيات على حياتنا ، الامر الذي لا نلمسه في الغرب ، حيث ترى الكتاب في القطارات والطائرات والحوانيت و.....
 
  هل لديك نصائح او توجيهات عملية لتشجيع القراءة في صفوف الكبار والصغار في مجتمعنا على حد سواء ؟
انادي  بالعودة الى الزمن الجميل وعشق الكتاب والمطالعة ، وتبيان اهمية الكتاب في دنيا التحضّر والتقدّم والتطوّر الانسانيّ ، فمهما علا كعب الالكترونيات والتطوّر في دنيا التواصل الاجتماعي يبقى الكتاب هو المصدر الذي له نكهته ونجاعته التي لا تُعوّض.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter