د. مينا ملاك عازر
لأن القيادة السياسية لمصر لا تريد لها أن تكن دولة رائدة، ولأن القيادة السياسية لا ترى في الريادة أمر هام، ولأن حضرتك تقرأ هذا المقال، فتحية لمصر ولحضرتك، فمصر بعد أن كانت رائدة تقبل الآن ألا تكون هكذا، وحضرتك بعد أن كنت تركب الطائرات الأمريكية الفخمة صرت تقبل أن تركب الطائرات الفرنسية الرخمة.
وللعلم لكل راكبي هذا المقال، فالإقلاع من الأقباط متحدون والهبوط في باريس حيث يتم التفاوض على صفقة جديدة من الطائرات ترسخ للمفهوم التنافسي بين الطائرات الأمريكية والفرنسية في مصر، فبعد أن صارت الرافال والفانتوم يتنافسان في الأجواء المصرية بأيدي مصرية وبقيادة مصرية، بات من الضروري أن ينتقل التنافس من المجال العسكري للمجال المدني العلوي، حيث أسطول طائرات الرئاسة، ولأن الرئاسة المصرية لا يوجد بها إلا رئيس واحد وأربعة وعشرين طائرة، فقررت الدولة المصرية المقترضة لسد عجز الموازنة والممتنة لصاحبة الحلق المُتبرع به أن تضيف لصراع الطائرات الأمريكي الفرنسي القائم بالفعل بين أسطول طائرات الرئاسة المصري حيث أهدى الرئيس القذافي -رحمه الله- الرئيس مبارك -ابقاه الله- طائرة تنقل أمريكية، وأهدى الشيخ زايد -رحمه الله- للرئيس مبارك -أدامه الله- طائرة فرنسية ولأن الطائرتان صارتا من الطائرات القديمة قررت الحكومة المصرية أن تُسعر المنافسة بأن تضيف لأسطولها أربع طائرات فرنسية وده حقها، ليصبح عدد الأسطول الرئاسي ثماني وعشرين طائرة لرئيس واحد، الأربعة الأخارى قيمتهم ثلاثمائة مليون يورو، والأربع والعشرين القدامى قيمتهم ثلاث مليارات جنيه، ولأني أتوسم دائماً الخير في أهله، فأتوقع أن الرئاسة ستطرحالطائرات الأربع وعشرين لبيعها وتوضع أموالها كاحتياطي دولاري في صندوق تحيا مصر، وتستخدم واحدة للرئاسة والثلاثة الأخارى ستقدم هدايا للمستشفيات المصرية.
طبعاً حضرتك لأنك حاقد وممول،ولا تحب مصر، وخائن وعميل،ومعهد كارنجي يوجهك، حتسأل والمستشفيات المصرية حتعمل إيه بالطائرات دي؟ الإجابة بسيطة إن المستشفيات دي حرة تبعها وتأخد فلوسها تعالج مرضى فيروس سي أو تخلي واحدة منهم مثلاً تركب فيها المرضى، ترفع روحهم المعنوية وترد روحهم فيهم بدل من غرف العناية المركزة، شفتم بقى الكلام وتوقعاتي نابعة من أنى سمعت كلام بأن الأربعة وعشرين طائرة الرابضين على أرض الوطن قالوا للأربع طائرات القادمين في السكة والمتفق عليهم، هي نقصاكم.
المختصر المفيد سلم لي على ترشيد النفقات.