الأقباط متحدون - رأيت يسوع
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | الأحد ٢١ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٥ | العدد ٤٠٢٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رأيت يسوع

رأيت يسوع
رأيت يسوع

 الكاتب الدكتور القس / جرجس عوض

في ليلة قاسية والظلمة تغطي الأرض حيث القمر لا يعطي  ضوء ونجوم السماء تكاد تختفي والضباب يملئ الأجواء حيث الأخبار المزعجة المليئة بالطائفية حيث إغلاق الكنائس وتهجيرالأقباط وتعرية السيدات وسجن الأطفال وإنطفاء شموع الحق والعدل في ساحة القضاء وقد أصبح أصحاب الأرض غربا في أوطانهم فموتهم جائز ودمهم  بارد وأموالهم غنيمة ونسائهم رزيلة وسط هذا الخضم وحالة اللااستقرار ...والحيرة والترقب..حيث لا أمن ولا أمان ولا أمل في التغيير فسواد القلب وتلوث الفكر وروح التعصب يملئ المناهج التعليمية والأقسام البوليصية والمدارس والجامعات والمؤسسات وأمتدت إلي النوادي الرياضية مينا وبطرس وحنا ليس لهم مكان في الأندية الرياضية  و..و..و إلخ  أنتابني صمت عميق، وشرود عجيب وذهول غريب أخذ حزني يزداد شيئا فشيئا كم أتمنّى أن أبكي لعلّي أجد في البكاء بعض الرّاحة تحجّرت دموعي في مقلتي وانكفأت إلى الدّاخل والحزن يمتصّ قلبي امتصاصا فيسلبني قوتي ويقضي عليّ شيئا فشيئا وماذا عن محافظة المنيا هل تحولت  إلي إمارة داعشية ؟؟ أم أن مصر تحكم بفكر داعشي وهابي؟؟ أم أن مصر تحكم بطريقة الهرم المقلوب ؟؟ اين الوعود ؟ أين الأمن ؟ أين الدولة المدنية ؟؟هل هذة هي مصر بعد ثورة 30 يونيه ؟ وسط الهموم القاسية والأسئلة الكثيرة التي ملئت رأسي  المزعجة ..فجأة ذهبت في غفلة . ورأيت شخصا غريبا لم أكن أعرفه فالشيب يغطي رأسه وهامته منحنية علي عكاز ووجهه ملئ بالتجاعيد  والحزن يملئ قلبه وعينيه رأيت شخص مغلوب علي أمره فسألته .. من أنت ؟ قال أنا يسوع... فقلت متعجبا مستحيل . يسوع مازال في سن الشباب .. فهو خارج حيز الزمان والمكان  فقال لي بل أنا.. أنظر يدي ورجلي فوجدت أثار المسامير في يده ورجليه وأراني جنبه المطعون فخررت ساجدا ربي وإلهي كما صرخ توما قديما .. وقلت له أسالك ياسيدي. أين نضارة وجهك الجميل ؟ أليس مكتوب عنك (أنت أبرع جمالا من كل البشر مز 45: 2 )؟ ..أين قوتك أليس مكتوب ..(هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود رؤيا يوحنا 5:5...)؟ أين سلطانك وقد قيل عنك (إنجيل متى 28: 18 «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)..بل "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عبرانيين 1: 3) كيف كنت.؟ ولماذا أصبحت هكذا .؟ شعرت أن الحزن يعصرني والحيرة تملئني لقد اختلّ توازني وارتجفت أوصالي. فقدت عقلي ورشدي بسرعة فائقة. أحسست بالدّم يتدفّق في عروقي ساخنا هائجا مجنونا مسحوقا كيف يكون هذا ؟؟ وصرخت هائجا ,أأنت ملك الملوك ورب الأرباب ؟ قال نعم ...قلت ولماذا أنت هكذا ..؟ أسمح لي يا سيدي.. أين مجدك ..؟ وأين سلطانك ..؟ وأين قوتك ..؟ وأين اياتك ومعجزاتك ..؟ وأين ...وأين؟؟ كنت أسأل وهو ينظر إلي  بصمت ثم سألني سؤال كان لي كالصاعقة فصوته ملئ السماء والأرض وأرتجفت أمامه الجبال والاكام قائلا : أين كنيستي ؟ وأين عروستي ؟ ماذا حل بكرمي ؟ الذي أحببته ,

لماذا أصبحت ممزقة ؟ وأعضائها متفرقة ؟ أين مصابيح الكنيسة وأين ثمر الروح؟ أين مواهب الروح؟ وأين نور محبتها لتضئ للجالسين في الظلمة فالنور الذي في أعماقها يهزم الشر والخطيئة و الظلام والدنس , وينشر القداسة والنور.فعروستي هي صوت الحق المفرح والمعزي للحزانى، وهي الحق للذين يحبون الباطل، والصدق لمن يختبئون وراء الكذب  . أليس  لها قوة أن تلمسني فتأخذ قوة ترفع الأستعباد والسبي والظلم والظلام عن شعبي أين رسالتها من نشر الحب للعالم الممتلئ بالكراهية؟. ونشر السلام والأمن في قلوب البشر . وخلق إنسان حر يستطيع أن يعبد الله بقلب صادق ونفس مطمئنة. ويعيش الحياة الأفضل مع الله والآخرين. فهل أنشغالها بالسياسية سيحقق الهدف من وجودها ويتمم رسالتها؟ والناس في كل مكان من كل الأجناس والألوان تنتظر مجيىئي وكنيستي العروس مشغولة نائمة تشكو الضيق والأضهاد .. وتصدرني للمجتمع كما تراني الان.. إله ضعيف عاجز لاحول له ولا قوة !!!!!!! إن ما يحزن قلبي علي كنيستي وعروستي إنها إتكلت علي ذراع البشر وتصرخ للبشر  وهذه هي الخيانة بعينها وقد نسيت إني أنا يسوع كوكب الصبح المنير أنا إله أتون النار وإله جب الأسود أنا الماضي والحاضر والمستقبل أنا الحي القائم من بين الأموات 

سقطت علي وجهي من الخوف والرعدة ملئت جسدي أحسست بالخجل واعتراني أسف شديد، وأخذت أبكي غرقت أجفاني في الدّموع وتساقطت بغزارة سجدت عند قدميه وقلت في خجل يا سيد أعن ضعف إيماننا وتذكر وعدك المبارك( 2اخ 7: 14 فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم)

فأخذني  بين ذراعيّ وضمني إليّه فشعرت بسلام فائق العقل وإيمان ملئ كل كياني  ما كدت أفتح فمي حتّى أومأ إليّ بيده قائلا: ..لا تسكت وذكر شعبي بهذه الكلمات ... (2اخ 7: 14 فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم فها انا اتي سريعا وأجرتي معي وفجأة رأيت نضارة وجهه وجمالا لم أري له مثيل وأنتصب بقامته وأمام هيبته العظيمة سجدت ملائكة السماء وترنمت بكلمات وألحان لم أسمعهما قط ...أمام هذا التسبيح أهتزت أساسات العتب وخرج دخان كثيف من عند رجليه  وأهتزت الجبال والاكام وسجدت له ملوك ورؤساء الأرض  وأستيقظت من غفلتي وأنا أكتب ...

- ياكنيسة قومي بالمصابيح..... وقولي جاي المسيح 

عريسنا جاي ياخدنا إليه..... ده جاي بمجده بمجد أبيه

- قوموا يا أبناء النور برجاء.... واستقبلوا حب الأشواق

شدوا الحقوين فالحق معين..... لحافظيه والمتضعين


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع