الأقباط متحدون - حماس.. مثيرة للجدل منذ نشأتها ومواقف متباينة تجاه مصر
أخر تحديث ٠١:٠١ | الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٧ | العدد ٤٠٢٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"حماس".. مثيرة للجدل منذ نشأتها ومواقف متباينة تجاه مصر


"حماس".. مثيرة للجدل منذ نشأتها ومواقف متباينة تجاه مصر
كتب: هشام عواض
منذ تأسيس حركة المقاومة الإسلامية والتي تسمى اختصارًا بـ" حماس"، وهي دائمًا موضع جدل حولها داخليًا مع باقي الفصائل والحركات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي،وإقليميًا وحتى عالميًا، فحازت الحركة على الكثير من التأييد الشعبي العربي والإسلامي خلال الفترات السابقة في معاركها ضد إسرائيل، لكن تراجع هذا الدعم نوعًا ما بعد الاقتتال الداخلي مع حركة فتح في عام 2007 والتي  انتهى بتولي الحركة مقاليد الأمور والسلطة بشكل كامل في قطاع غزة، وضلوع الحركة في مجريات الأحداث في بعض دول الجوار، ونذكر في السطور التالية المعلومات حول حركة حماس.
 
النشأة والتأسيس
عام 1987 وبالتزامن مع إعلان الانتفاضة الأولى، انبثقت حركة من جماعة الإخوان المسلمين، وكان إعلانها مبادرة من الإخوان في غزة وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين.
 
حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة العمل الدعوي الإسلامي معظمهم من الدعاة العاملين في الساحة الفلسطينية وهم: أحمد ياسين، ومحمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة، وعبد الفتاح دخان، وعبد العزيز الرنتيسي، وعيسى النشار، وصلاح شحادة، ومحمد الضيف. وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري الإسلامي ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة لاحقًا، إقامة دولة أساسها الإسلام من النهر وحتى البحر، ثم امتدت الحركة إلى الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه كانت جماعة الإخوان المسلمين في الخارج تنشئ مؤسسات ولجانًا للعمل الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم.
 
ونشرت الحركة ميثاقها مع الإعلان عنها، وفيه حددت أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وقدم الميثاق أفكارًا ومبادئ حول رؤية الحركة لمنظمة التحرير وكثير من قضايا التحرير والمقاومة، وهي رؤية لم تكن جديدة بالطبع بل إنها مستمدة من منهج الإخوان وموقفهم الوسطي والتاريخي.
 
أفكار حماس
 تعتبر حركة حماس الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع وجود وليس صراع حدود،  وتنظر إلى إسرائيل على أنها جزء من مشروع "استعماري غربي صهيوني" يهدف إلى تمزيق العالم الإسلامي وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وتمزيق وحدة العالم العربي. وتعتقد بأن الجهاد بأنواعه وأشكاله المختلفة هو السبيل لتحرير التراب الفلسطيني، وتردد بأن مفاوضات السلام مع الإسرائيليين هي مضيعة للوقت ووسيلة للتفريط في الحقوق.
 
وقال أحد مؤسسي الحركة محمود الزهار أن تحرير فلسطين حقيقة قرآنية ستتحقق قريباً، وأن الجيل الحالي سيصلي في المسجد الأقصى محررًا.
 
وأن حركة حماس تؤمن أن تحرير فلسطين حقيقة قرآنية ستتحقق قريبًا، وأن تحرير القدس بات أقرب مما يتصور الاحتلال والمتواطئون معه،
وأضاف: "علينا واجب مقدس لدعم المرابطين في المسجد الأقصى المبارك الذين اخترعوا الوسائل المبدعة في تصديهم للاحتلال ووقفوا درعًا حصينًا في وجه المستوطنين الذين يريدون تدنيس الأقصى.
 
حماس ما بين السياسة والبندقية
عقب إعلان قيام السلطة الوطنية الفلسطينية نشئ داخل حماس تياران، أحدهما يدعو إلى الحوار مع السلطة والمشاركة فيها، والآخر يدعو إلى مواجهتها والعمل على إفشالها وإحراجها، وأنشأت كتائب القسام والتي تعتبر جهاز عسكري مستقل في تحركه وتنظيمه يرتبط بسياسات حماس ومواقفها ويتلقى منها التمويل بالطبع.
 
 وقد اختير بشير حماد مسئولًا لهذا التنظيم الذي سمي كتائب عز الدين القسام، وكانت أول عملية فعلية لهذه الكتائب هي اغتيال المستوطن دورون شورشان في مستوطنة كفار ديروم في غزة في أول يوم من أيام عام 1992، وتوالت بعد ذلك عدة عمليات جريئة. وبرز في هذه المرحلة الشهيد عماد عقل الذي نفذ 12 عملية في ثلاث سنوات قتل فيها أحد عشر عسكريا إسرائيليا، ولكنه كان يرفض اغتيال العملاء. وكان العسكريون الإسرائيليون يصفونه بأوصاف تعبر عن ِإعجاب واعتراف بشجاعته وذكائه، فكان يوصف بالشبح والحرباء والعقرب. واستشهد في مواجهة هي أقرب إلى الخيال مع قوات عسكرية كبيرة يوم 24/11/1993.
 
ومن أشهر مقاتلي القسام الشهيد المهندس يحيى عياش الذي تحول إلى أيكونة فلسطينية وعربية وإسلامية، وقد أدخل عياش أسلوب المتفجرات إلى العمل، وكان يجهز العبوات والسيارات المفخخة. وقد اغتيل في أوائل عام 1996 في عملية بالغة التطور والتعقي] ساهم العملاء في إنجاحها.
 
بدأ العمل العسكري لحماس متواضعا غير منظم حتى أواخر عام 1991، وإن شهد في هذه المرحلة خطف جنديين إسرائيليين، ثم شهد العمل تطورا كبيرا بدءا بعام 1992 حتى عام 1994. وقتل أثناء هذه الفترة 77 إسرائيليا وجرح 172 آخرون.
 
من أشهر مقاتلي القسام الشهيد المهندس يحيى عياش الذي تحول إلى أسطورة فلسطينية وعربية وإسلامية، وقد أدخل عياش أسلوب المتفجرات إلى العمل، وكان يجهز العبوات والسيارات المفخخة، وقد اغتيل في أوائل عام 1996 في عملية بالغة التطور والتعقيد ساهم العملاء في إنجاحها.
 
تراجع العمل العسكري
تراجع بعد هذا العمل العسكري نوعيًا وعدديًا حتى عام 1997، وإن قتل في هذه المرحلة 189 إسرائيليًا وجرح 984 آخرون، وكان هذا التراجع بسبب قيام السلطة الفلسطينية واتباعها إجراءات أمنية صارمة ضد الحركة، وأما الزيادة في عدد القتلى فكانت بسبب الاعتماد على العمليات الاستشهادية التي تستخدم فيها كميات كبيرة من المتفجرات في الحافلات والتجمعات الإسرائيلية. 
 
وتوقف العمل العسكري تقريبًا منذ بداية عام 1998 حتى قيام انتفاضة الأقصى في أواخر عام 2000، فانطلق العمل العسكري مرة أخرى وشهد توسعًا جغرافيًا، وشاركت فيه أيضاً حركة الجهاد وفتح والمنظمات الفلسطينية الأخرى مثل الجبهة الشعبية والديمقراطية.
 
حماس ومصر
من سنوات طويلة وحماس تعاني حماس مع مصر، وتعد أبرزها رفض مصر فتح معبر رفح بصورة مستمرة منعًا لدخول عناصر حماس للداخل، كما ترفض السماح لأعضاء الحركة بالحركة بحرية ودخول الأراضي المصرية، وتتهم حماس حكومتي مبارك و السيسي بالمساهمة في حصار غزة.
 
في حين تعتبر حماس نفسها حماية لبوابة مصر الشرقية، حيث أكد محمود الزهار أن غزة هي التي تمنع احتلال مصر، وهي الحصن الحصين الذي يحمي حدود مصر الشرقية.
 
وشهدت العلاقة بين مصر وحماس اضطرابًا كبيرًا عقب ثورة 25 يناير والقاء اتهامات ضد حماس بدور لها في اقتحام السجون، وتزايد الاضطراب أكثر بعد الإطاحة بمحمد مرسي تم توجيه الاتهام له بالتخابر مع حماس، بل وأصدرت إحدى المحاكم المصرية في 28 فبراير 2015 م قرارًا باعتبار حركة حماس ضمن الحركات الإرهابية، إلا أنه في يوم 6 يونيو 2015 م صدر حكم آخر من محكمة الأمور المستعجلة بمصر بنقض الحكم السابق وإلغائه، وهو ما رحبت به الحركة واعتبرته تصحيحًا للحكم السابق.
 
ولا تعترف مصر بحركة حماس كحركة إرهابية، حيث صدر حكم قضائي باعتبارها إرهابية ثم ألغى الحكم في يونيو العام الماضي.
 
الاقتتال بين حماس وفتح
 بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، أدى ذلك إلى انقسام السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة،فأحدث ذلك صراع مسلح بين الحركتين أوقع عشرات القتلى من الفريقين بجانب المدنيين أيضا، انتهى بتقاسم السلطة.
 
 على إنشاء سلطتين إحداهما تحت سيطرة حركة فتح في الضفة الغربية والأخرى تحت سيطرة حركة حماس في قطاع غزة، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للانتقال السلمي للسلطة داخلية وخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية للحزب الذي كان تقليديًا ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو يمسك زمام الحكم الذاتي الفلسطيني؛ حركة فتح.
 
وتتعرض حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، لحرب استئصال مُمنهجة، والعكس أيضا في غزة بالنسبة لعناصر حركة فتح في غزة وصدامات عديدة بينهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter