يعاني البعض ممن يقضون معظم يومهم في وظيفة مكتبية، من احتمال التعرض لمخاطر صحية عديدة.
وعلى الرغم من أن البعض يفضل الابتعاد عن القيام بأعمال يدوية وحركية كثيرة علّها تجنبهم تلك المخاطر الصحية، إلا أنهم يتجاهلون أن الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لثماني ساعات على الأقل يومياً لن يكون بديلاً صحياً مطلقًا.
وسواء أكنت تعمل من المنزل أو تجلس وراء مكتب، فهناك بعض الطرق الواجب عليك اتباعها لتجعل مكتبك مكاناً أفضل لصحتك وتقلل من تلك المخاطر، إليك أبرزها:
1- تنقية الهواء
بيئة العمل تثير حساسيات – جسدية أو نفسية – لدى الشخص مثل الحساسية من الطلاء أو أثاث المكتب أو المواد الكيميائية الموجودة في السجاد، وحتى بدون أعراض جسدية يمكن للهواء المكتوم أن يثبط قدراتك العقلية.
إذ تقول دراسة حديثة أجريت في جامعة هارفارد إن المكاتب التي بها فتحات تهوية جيدة وملوثات الهواء بها قليلة، يكون مستوى أداء العاملين فيها أفضل.
2- المكاتب الواقفة
اسأل ما إذا كانت ظروف عملك تسمح باستخدام المكاتب الواقفة (المكاتب التي يمكن استخدامها من خلال الوضع واقفاً)، إذ سيساعدك هذا النوع من المكاتب على التحرك أكثر خلال اليوم والجلوس لوقتٍ أقل.
ولأن الوقوف على قدميك طوال اليوم قد يسبب آلاماً، يمكنك أن تستخدم مكتباً يسمح لك بضبطه وقوفًا أو جلوسًا، كما يمكنك استخدام كرة التمرين المطاطية بدلاً من الكرسي إذا كان المكتب الواقف خياراً غير متاح في مكان عملك.
3- ضع إبريق ماء على مكتبك
وفقاً لمجلة Glozine فالماء لا يُحسن البشرة فقط، بل يمنع الصداع أيضًا خلال درجات الحرارة العالية والجافة، كما أنه يقلل الشهية.
والماء ضروري كذلك ليعمل الكبد والكليتان بشكل جيد، كما أنه يساعد على إخراج السموم من الجسم، لذا اختر إبريقا أو زجاجة مياه 32 أونصة على الأقل لتبق مرتوياً خلال اليوم.
4 – اختر المكتب القريب من النافذة
أظهرت دراسات من جامعة نورث وسترن أن الأشخاص الذين لديهم نوافذ في مكاتبهم يكونون أكثر نشاطاً، كما أنهم يحصلون على نوم أفضل.
لذلك حاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي من خلال جلوسك بجوار نافذة، فتعرضك لضوء النهار الطبيعي يساعدك على إبقاء مستوى القلق منخفضاً وكذلك يُبقي ساعتك البيولوجية تعمل بشكل جيد، وسيجعلك أيضًا تشعر بطاقة وحماس أكبر خلال اليوم.
أما إذا لم يكن لديك نافذة بجوار مكتبك، فحاول الحصول على ضوء بارد يميل إلى الأزرق إذ إنه سيساعدك في التفكير التحليلي، بينما الضوء الدافئ يكون أفضل لتنشيط التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، لذلك قم باختيار مصباح مكتبي بدلاً مصباح السقف للتقليل من إجهاد العين.
5- استخدم زيوتًا عطرية
تجاوز معطرات الهواء والشموع التي تنشر روائح صناعية إذ إن بعضها ينشر مواد كيميائية مزعجة، واتجه بدلاً من ذلك إلى موزعات الهواء التي تستخدم زيوتاً عطرية فهي تنشر عبيراً طبيعياً رقيقاً.
إذ تستطيع رائحة الحمضيات وحدها أن تحسّن ذاكرتك وتفكيرك بينما ترفع من معنوياتك، وإذا كانت معظم الروائح قوية بالنسبة لك، جرب رائحة قريبة من رائحة الليمون ستكون أهدأ وألطف كثيرًا.
6- اختر الطعام الصحي
قد تصبح آلة البيع مغرية خلال ساعات النهار لتشتري منها الأغذية والعصائر المُصنعة، تجاوز هذا الإغراء عالي السعرات بإحضار طعامك الصحي إلى العمل، وجرب الفواكه والخضراوات الطازجة والزبادي والمكسرات لتظل شبعاناً.
كما أن فواكه مثل البرتقال والتفاح تتماشى تماماً مع المكسرات، خاصة أن الفواكه تحتوي على نسبة سكريات لذا يجب أن تؤكل مع أطعمة صحية أخرى، ويمكن أن تختار التفاح مع زبدة اللوز، أو أعواد الجزر مع زبدة الحمص، فإنهما يمثلان وجبات خفيفة صحية تساعد على الشعور بالشبع.
7- تمشى أثناء الاستراحة
ابدأ برنامجاً للمشي أو الهرولة أثناء فترة الاستراحة أو بعد انتهاء العمل، وحث زملاءك في العمل على الانضمام لك في تلك التجربة، وسيؤدي ذلك إلى حياة صحية في المكتب كله.
فمجرد التمشية لمدة 5 أو 10 دقائق 3 أيام أسبوعياً ستبقي جسدك نشيطاً، كما سيساعد عملية الأيض على العمل بشكل جيد.
8- ضع نباتات في المكتب
أظهرت الدراسات أن وجود النباتات في المكتب أدى لزيادة الإنتاج بنسبة 38%، ورفع الإبداع إلى نسبة 45%، وساعد أيضًا على رفع مستوى الصحة العامة بنسبة 47%.
وستساعد النباتات كذلك على تنقية هواء المكتب، والتقليل من التشويش وضوضاء المكتب، وتأكد من اختيارك لنبات يمكنه العيش في إضاءة خافتة وفي أماكن مغلقة، مثل نبات العنكبوت وزنبق السلام والصبار.
وعليك أن تدرك جيدًا أن العمل في وظيفة مكتبية لا يعني التخلي عن الحياة الصحية، فهذه التغييرات الصغيرة في مكان العمل وفي الروتين اليومي ستساعدك على الحصول على صحة أفضل خلال اليوم.