الأقباط متحدون - على حافة الخطر
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الاربعاء ٢٤ اغسطس ٢٠١٦ | مسري١٧٣٢ش ١٨ | العدد ٤٠٣٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

على حافة الخطر

 على حافة الخطر
على حافة الخطر
د. مينا ملاك عازر
مصر ذات موقع فريد متميز، هذه العبارة التي كنا ندرسها في مادة التربية الوطنية، كان الكتاب حينها يؤكد لي أن مصر تقع في قارة آسيا، وكنا نندهش، وبماذا نجيب في الامتحان؟ الجغرافيا بتقول إنها في أفريقيا، وجزء في آسيا، والتربية الوطنية بتقول إنها في آسيا، والبابا شنودة رحمه الله بيقول إنها تقع في قلوبنا.
 
لما كبرت عرفت أن مصر تقع بين مسجد وكنيسة، وبين إرهاب الإخوان وأفكارهم المتطرفة الإقصائية والحزب الوطني بأفكاره المعلبة، إللي كانت عشان خاطر عيالك، ومن أجلك أنت، ثم قامت الثورة الأولى ووجدت مصر تقع في الميدان والناس بتوع الكنبة منسيين، فجاء الإخوان بعد أن سلم المجلس العسكري البلاد لهم، ثم حررها الجميع من عبودية الإخوان، لتقع مصر مرة أخرى بين مسجد وكنيسة يحرقها الإخوان ويرممها الجيش، وترفض بناءها الحكومة في قانون معيوب معدل عليه لإرضاء السلفيين الحكام الأصليين للبلاد بسيطرتهم على الشارع، لانعزال الرئيس بعد استسلامه لأفكار أجهزته ووزراءه المستسهلة لمسألة رفع الدعم وزيادة الأسعار والجباية والاقتراض.
 
فبات من الضروري إرضاء السلفيين على حساب مصر، فلم يعد للرئيس التأثير وقوة الحضور بالذات في القرى والنجوع حيث مصر الحقيقية والشعبوية حيث يسيطر السلفيين وبواقي الإخوان، والشرطة تمالئهم وتخشاهم وترضيهم، والجيش في سيناء يكافحهم، والرئيس ينادي جددوا الخطاب الديني.
 
وفي هذه الأثناء، يهلل الإخوان ويقولون بملء أفواههم خلي السيسي ينفعكم، وبعد 14 مسودة لقانون واحد، بات للكنائس قوانين كلها مسودة، وللسلفيين مسودات كلها قوانين، ولذا البلد تتقدم بثبات نحو حضن السلفيين، وتضع الأقباط في ظهرهم مكافأة على أنهم قرروا استعادة البلد من الإخوان لصالح السلفيين الحكام الفعليين للبلاد، ولأن لا يحق للأقباط ممارسة صلواتهم في ملاحق الكنائس بينما يحق للسلفيين بث أفكارهم في أزقة الشوارع، تعيش مصر حالة تمزق يشهد عليها الأمن الذي باسمه ترتكب كل الجرائم تحت عنوان دواعي أمنية.
 
ولكي يهاجم يعقوب وبرهامي الإخوان، كان الثمن تعديل قانون بناء الكنائس ليضاف له كلمة عدم، فيصبح قانون عدم بناء الكنائس لنضمن لمصر مساحة أكبر للسلفيين في هلهلة البلاد، وللأمن في تمزيق الشعب، وللرئيس لرفع الدعم، ومدة الدورة البرلمانية الأولى أوشكت على الانتهاء، لم يبقى لها بحسب تصريحات الدكتور علي عبد العال إلا ثلاث أسابيع، وهي مدة طويلة تسمح بالمناقشة، فتفشل رغبة الحكومة في منع النقاش حول القانون، فتتلكأ الحكومة عن تقديمه، لتقدمه في الوقت القاتل، فيجد النواب أنفسهم أمام خيارين، إما الموافقة بمزاجهم أو الموافقة تحت تهديد رئيس مجلس النواب الذي سيسارع لإرضاء الحكومة، فسيصارع النواب لإنهاء الجدل الدائر بإصدار قانون العزبي باشا بثوبه الحديث المواكب للقرن الواحد والعشرين المتستر في ثياب ثورتين مدنيتين اختطفهما تيار ديني، تنوعت اسماءه مرة إخوان ومرة سلفيين، ولا عزاء للوطن الذي أصبح اليوم يقع على حافة الخطر.
المختصر المفيد حبوا مصر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter