العذراء تبدو بملامح شرقية فى الايقونة القبطية وليست بعينين ملونتين

الاسكندرية – ايهاب رشدى
كيف صور الفن القبطى القديسة العذراء مريم ، وما هى أشهر الايقونات المعروفة للعذراء فى هذا الفن ، وكيف بدت ملامح العذراء فى الايقونة القبطية ، وما هو الاختلاف بين عذراء الفن القبطى وعذراء الفن الغربى 

يجيب على هذه التساؤلات الفنان المصرى عادل نصيف  سفير الفن القبطى فى عصرنا الحديث ، والمهموم بقضية الفن القبطى ، كتراث فى الماضى يمتد إلى حاضرنا ومستقبلنا شاهدا على   أصالة وعراقة الكنيسة القبطية المصرية .

يقول نصيف للاقباط متحدون .. لم تصلنا الكثير من ايقونات القرون الاولى للمسيحية فى مصر بسبب اندثار الكثير منها ولكن ربما تكون ايقونة العذراء مريم وهى ترضع الطفل يسوع والمعروفة باسم ( العذراء المرضعة ) هى الأشهر فى تلك الفترة ، وهذه الايقونة صورها الفنان القبطى فى شكل فريسكا حائطية بدير السريان ، كما نجدها فى دير الانبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وكذلك فى آثار باويط .

وقد كان للفنان القبطى السبق فى تجسيد هذه الايقونة قبل أن يصورها الفن الآوربى فى عصر النهضة ، وربما يكون من أسباب اهتمام الفنان القبطى بهذه الصورة ، هو الرد على بدعة انكار ناسوت السيد المسبح التى ظهرت فى القرن الرابع أوالخامس ، وهذا هو الفرق بين الفن القبطى والفنون الاخرى ، لأن الفن القبطى يعالج أمورا  روحية .

ونحن نرى فى صور الفن الايطالى التى جسدت العذراء وهى تحمل الطفل يسوع ، تعبيرا رمزيا عن الامومة ، اما  الفنان  القبطى ففكره دائما مستمد من الكتاب المقدس حين يقوم بتصوير العذراء مريم . 

وقد  صور الفن القبطى العذراء مريم مرتبطة دائما بالسيد المسيح وليس بصورة مستقلة ، فنجد العذراء فى الايقونات القبطية دائما على يمين السيد المسيح كما جاء فى  الكتاب المقدس " جلست الملكة عن يمين الملك " .

وهناك كذلك أيقونة بشارة الملاك للعذراء مريم ، فأنا لا يمكن أن أرسم الملاك جبرائيل فى أيقونة البشارة أعلى من العذراء ، كما تعبر عنه بعض لوحات الفن الغربى ، لأن العذراء أعظم منه ، لذلك فان الايقونة القبطية هى عظة صامتة ، ممتزجة بالقيمة الفنية ليكون لها تأثير على المصلى .


وهناك فريسكا حائطية للسيدة العذراء فى دير السريان ويظهر معها ملاك البشارة وكذلك الأنبياء الكبار الأربعة وكل منهم ممسكا بنبوة عن ميلاد السيد المسيح  . وهذه هى روعة الفنان القبطى الذى يجعل من الايقونة تعليم مقروء ، فهو لا يجسد الواقع ، وإنما يهدف إلى وصول فكرة للمصلى ، بخلاف الفن الاكاديمى الذى يخرجك من الفكرة إلى ملامح محددة .

ونجد كذلك ان الفنان القبطى كان يرسم 3 نجوم فى رداء السيدة العذراء واحدة عند الرأس والثانية عند الكتف الايمن والثالثة عند الكتف الايسر ، وفى ذلك رمز لاستمرار بتولية العذراء قبل الحمل وأثنائه وبعد ميلاد السيد المسيح .

ومن الايقونات الشهيرة أيضا ، أيقونة نياحة العذراء مريم و نجدها فى شكل فريسكا بدير السريان ( فى وادى النطرون ) وقد عبر الفنان القبطى عن روح العذراء فى شكل طفل صغير يمسك به السيد المسيح ملفوفة بلفائف بيضاء .


أما ملامح العذراء فى الفن القبطى فقد تأثرت كثيرا ببورتريهات الفيوم ، فهى ملامح شرقية خالصة – لم تظهر قط بعينين ملونتين – كما راعى فيها الفنان القبطى المرحلة العمرية لها ، وصورها و هى تحمل الطفل يسوع وفى ذات الوقت تنظر إلى المصلى بنظرة مملوءة بالحنان.