الخميس ٢٥ اغسطس ٢٠١٦ -
٤٠:
٠٤ م +02:00 EET
البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
كتبت – أماني موسى
قال البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين، أن الآية التي يلجأ إليها الكسالى روحيًا والتنابلة نفسيًا والمعوقون لاهوتيًا والمهمشون لأنفسهم ثقافيًا وسياسيًا التي تقول الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون، هي أية من العهد القديم أي بدايات علاقة الشعب مع الله، تلك العلاقة التي وضع أساسها الله مع شعبه وبشعبه لأنه بدون شعب لا يوجد عهد.
وأوضح حنين عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، أن الآية وردت في سفر الخروج الإصحاح الرابع عشر، ونؤكد في البداية على حقيقة لاهوتية وهى أن الله لا يحارب عن أحد ولا يقاتل أحد، الآية لا تعنى أن إلهنا "داعشي" بل هو حتى في العهد القديم إله الحب والسلام، كل ما في الأمر أن الكتاب المقدس يرصد أحوال الشعوب وظروف الناس لكي ما يشرح تدخلات الله.
وأستطرد أن الشعب لم يكن أبدًا صامتًا وكسولاً بل ساهرًا ومثابرًا وذكيًا لأن تحمل ظلم فرعون مصر وأنتظر الرؤية بالخروج على يد موسى.
وتابع، أن الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج يصف حالة شعب الله وهم (راحلون ...) سائرون في طريق الخروج العظيم بالمعنى الروحي واللاهوتي من النير الفرعوني وفى أثناء السير اقترب فرعون منهم وكل المصريون ورائهم لكي ما يعيدوهم إلى حياة السخرة والعبودية التي أخرجهم منها موسى وصلابة الشعب، إذًا المنظر هو شعب -بلا تسييس لمعنى الشعب- بل بالرؤية الروحية واللاهوتية والأبائية لنص الشعب لم يكن أبدًا صامتًا.
وشدد حنين أن هذا هو بيت القصيد، أن الشعب كان مكافحًا ومغامرًا ومثابرًا ومسافرًا إلى أرض الهجرة القسرية بلا ملل إلا من بعض الشكوى والتذمر التي لم تصدر عن كل الشعب، وحينما وصل الشعب إلى حالة من الضجر واليأس والضيق من التعب والهجرة والتهجير الطوعي والقسري قالوا لموسى ما يقوله الكثيرون اليوم من الجبناء والخائفون (أليس هذه هو الكلام الذي كلمناك به.. لأنه خير لنا من أن نخدم المصريين من أن نموت فى البرية) يتفق المفسرون على أن البعض قالوا هذا وليس كل الشعب ولو كان كل الشعب لما تدخل موسى ولما أجبرهم الله، ليس هناك قدرية في النص.
وأوضح، هنا نرى البعض كما نراهم اليوم يفضلون خدمة النظام الفرعوني وعيشة العبيد المنافقين على مغامرة الحرية والسير في البرية!
لكن أمام هذه المعضلة وهذا المأزق يتدخل القائد الملهم لكي يطمئن الشعب ليواصل السير (الرب يقاتل عنكم وانتم صامتون ) صامتون هنا لا تعنى الكسل العقلي والتنبلة الروحية والعبودية الثقافية والإعاقة اللاهوتية والسلبية السياسية، لأن شعبا نجح في تحدى فرعون مصر وقتها، وشعب على رأسه قائد ذكى وواع وملهم ودارس لعلامات الزمان الأتي لا يمكن أن يكون شعب كسول.
وأختتم قائلا، الصمت ليس فقدان ذاكرة عند شعب الله الواعي، هذا ما أرجوه معكم لكل المصريين وكل مصر، وأنتم لستم أبدًا صامتون.