خاص - الأقباط متحدون
قال الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر للجامع الأزهر، إن "أهل السُّنَّة والجماعة" حسب منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّيت عليه، ورافقني منذ طفولتي حتى يومنا هذا، إنما يُطلق على أتباعِ إمامِ أهل السُّنَّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي، وأهل الحديث، ولم يخرج عن عباءة هذا المذهب فُقَهَاء الحنفيَّة والمالكية والشافعية والمعتدلين من فقهاء الحنابلة".
وحسب صحيفة الفجر، فقد أشار الإمام الأكبر في كلمته مساء اليوم، في افتتاح فعاليات مؤتمر "مَن هم أهل السنة والجماعة: بيان وتوصيف لمنهج أهل السنة والجماعة اعتقادا وفقها وسلوكا وأثر الانحراف عنه عن الواقع"، بالعاصمة الشيشانية جروزني، إلى أن هذا المفهوم بهذا العموم الذي يَشمَلُ علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدِّثِين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة أَكَّدَهُ قُدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن هذا المؤتمر "جَميل تسديه الشيشان إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل إلى العالم كله شرقًا وغربًا، وتسهم به إسهامًا جادًّا في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية، التي تتخذ من أجساد العرب والمسلمين وأشلائهم، فئران تجاربَ دموية، وتشعلها أنظمة استعمارية جديدة".
وأشار شيخ الأزهر إلى أن العولَمةَ اتخذت خطُوات تُنذرُ بخطرٍ محدق، على طريق إفقار العالم الشرقي، ووضع العوائق والعقبات على طريق تقدُّمه، وإحكام السيطرة على مفاصِلِ دُوَلِه وأوطانه، من خلال منظمات عالمية، وبنوك دولية، وقروضٍ مُجحِفَةٍ، ويُنفَق على تسويقها وترويجها ما لا يُنفق عُشْرُ مِعشارِهِ على الأكباد الجائعة من فقراء هذه الدول، أو على مساعدة شُعوبها لتمكينها من الحصول على أدنى حقوقهم في التعليم والصحَّة والغذاء".
وأكد "الطيب" أن "المذهب الأشعري ليس مذهبًا جديدًا، بل هو عرض أمين لعقائد السلف بمنهج جديد كشف فيه عن الاتساق الكامل في الواقع ونفس الأمر بين النقل والعقل، والذي عجز عن كشفه غُلاة النصيين مِمَّن ثَقُل عليهم النظر العقلي، والمعتزلةُ وسائرُ الفِرَق الأخرى، كما أنَّه المذهب الوحيد الذي لا يكفِّر أحدًا من أهل القِبلة".