الأقباط متحدون - مازن سعيد: الحس الوطني بدأ عندي من موقعالبال توك
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الجمعة ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٩ السنة السادسة
إغلاق تصغير

"مازن سعيد": الحس الوطني بدأ عندي من موقع"البال توك"


أجرى الحوار: هند مختار
وأنا ذاهبة إلى المخرج مازن سعيد لإجراء حوار معه حول فيلمه 114 كبريت، والذي كما كتب وأعلن عنه فيلم سوف يتم بالجهود الذاتية للمشاركين فيه، لم يكن في ذهني شيء معين غير إجراء حوار ..ولكن أثناء حواري معه ترددت في أذني كلمات قصيدة على "اسم مصر"لـ"صلاح جاهين"..
الوطنية ليست كلمات أو شعارات، الانتماء لـ"مصر"حقيقي وأنه لسه في أمل .. والدليل حواري مع المخرج الشاب"مازن السعيد"..

ما هي بدايات المخرج مازن السعيد؟
أنا كنت ناجح جدًا كمخرج خارج"مصر"وبالتحديد في"لبنان"، ولكن بمجرد(أن شعرت برائحة النجاح) قررت أن أعود لبلدي لأستثمر فيها هذا النجاح ..
أنا خريج كلية الإعلام من جامعة مصر الدولية، وكنت أثناء وجودي بالجامعة كنت أقوم بعمل ورش في الإخراج والتمثيل وتنفيذ مشاريع لدفعات أكبر مني، ولكن بعد أن أنهيت الدراسة كنت منتظر تحديد موقفي من التجنيد، وخريجوا الجامعات الخاصة يتم أخذهم مع دفعات المتخلفين من التجنيد، في هذه الأثناء عملت في إحدى القنوات الفضائية كمونتير، نظرًا لأني كنت لا أستطيع السفر خارج"مصر"، وشهر وراء شهر أصبحت مدير المحطة ..
في تلك الأثناء ظهرت موضة اللبنانيين في إخراج الكليبات، وأنهم أشطر من المصريين، ويساعدهم في هذا أنهم لديهم موضوع الذوق أعلى، وكنت أشعر بشيء غريب فكيف يكون في"مصر"ما ينقصنا، والإعلام هو مرآة المجتمع، لذلك ذهبت إلى"لبنان"، وصفيت كل شيء في" مصر"وذهبت إلى"لبنان"حتى قامت علي حرب لبنان، فخسرت كل وعدت لنقطة الصفر لم يبق لي شيء إلا العمال التي قمت بها هناك، عدت إلى"مصر"، ولكني قوبلت بالهجوم، وكأني عميل، حيث قالوا لي أنت تركتنا وذهبت إلى"لبنان"وعائد بسبب الحرب، ولم يكن ليفهم أني ذهبت إلى هناك لإثبات نفسي كمصري .. ونتيجة لذلك بعدت عن الوسط الفني المصري وعدت إلى لبنان مره أخرى .

من أين أتي لديك هذا الحس الوطني؟

الحس الوطني بدأ عندي من موقع البالتوك وأنا كنت مثل كثيرين غير مهتم بمسألة الوطنية أو الانتماء، حتى وجدت خناقات على البالتوك مابين المسيحيين والمسلمين، وكان هذا بالنسبة لي غريب فهذا غير موجود في مجتمعي(أنا مسلم أنا أفضل أنت مسيحي أنا أفضل )، ثم بعد ذلك تغيرت النبرة أنا خليجي أنا أفضل منك كمصري ـفبدأ المصري يدخل الموضوع في التريقة على المصري، ومن هنا بدأ الحس الوطني لدي يصحو، والإعلام الذي لا يجمل صورة المصريين ..
فالنموذج اللبناني مثلاً (لأني عشت فيها) ما هي أسباب نجاحه على الرغم من مشاكله الكثيرة، الصورة الجيدة التي يقدموها في الإعلام، فالإعلام ينمي من الانتماء ..أما المصري فانتمائه موجود بصورة أكبر، فأثناء ماتشات الكورة تظهر فكرة الانتماء بوضوح..
أنا عندي تحفظ على فكرة أن الانتماء لـ"مصر"نعبر عنه بماتش كورة!
ماتش الكورة هي الحاجة الوحيدة التي يتفق عليها الشعب، ويلتف حولها لأسباب كثيرة وهذا ليس حبًا في الكورة ولكن للتعبير عن الانتماء ..
بداية الشعور بالانتماء جاءت لي عند ماتش"مصر"و"الجزائر"الأول والذي أقيم في"مصر"، أنا كنت في بدايتي ألعب كرة قدم وكنت في المنتخب، ولكن حدثت لي إصابة جعلتني أترك الكره، ولا أشاهدها حتى، وأثناء عودتي من"لبنان"، وكان معي الكاميرا فنزلت للشارع وبدأت أصور مشاهد الفرحة للناس، وأثناء نظري للصور وجدت فرحة حقيقية وقلت (ياه لدرجة دي بتحبوا مصر) كنت أشبه بشخصية"أحمد حلمي"في فيلم عسل أسود ..
وكان بعد ذلك كان هناك ماتش"مصر"و"الجزائر"في"السودان"، وطلبت مني أختي أن تأتي معي، فحجزنا الرحلة وذهبنا غير مهتمين بتهديدات الجزائريين، ولقد تم إهانتنا بطريقة كبيرة ولقد رأيت ظلم كبير هناك، وكان التساؤل ـ كيف ولماذا يجرؤ رئيس عربي على معاداة المصري، وكيف فقد المصري هيبته، و المصري أيضًا غير مؤذي، الأميركي له هيبته ـولا يستطع أحد الاقتراب  منه..
نعود هنا للإعلام والسينما فإذا قدمنا لشخصية المصري قدمنا اللمبي،وأفلام"تامر حسني"، وأنا لا أتكلم عن"تامر حسني"كـ"تامر حسني"، ولكن أتكلم عن ما يقدمه، فلا يوجد فيلم حينما تخرج منه تقول (الله عليكي يا مصر).
 
من هنا كانت الفكرة فأنا لو حدثت معي خناقة أو مشكلة أوحد ضربني، بروح لأخويا الكبير، من هنا أخي الكبير الذي لا خلاف عليه؟ إنه الجيش
أذهب للجيش وأبحث عن ما أريد، فكانت القصة الوحيدة المناسبة هي قصة هذه الموقعة.

هل هي التي كانت متاحة فقط؟

الجيش أعطانا كل التسهيلات لنأخذ ما نريد، ولكننا كنا نبحث عن القصة المناسبة كتنفيذ، ومن هنا جاءت فكرة عمل (التريلر) ليبين قدرتنا على العمل، فهم لم يكونا يريدون أفلامًا تسجيلية بل دراما ـولا يريدون سيناريو بل يريدون أن يعرفوا ماذا نستطيع أن نفعل ..
أنا شاهدت فيلم أميركيي اسمه(ثري هاندرد) وكنت أعتقد أنه مجرد خيال، ولكن بعد ذلك اكتشفت أنه ليس خيالاً بل حقيقة، طبعًا أنا لن أقلد الفيلم الأميركي، ونحن لا نعرف أي شيء عن حرب أكتوبر إلا العبور ـولكن ماذا عن ما بعد العبور وقبل العبور؟ وإلا كان كل هذا مجرد تمثيلية كما يقول البعض وأنه لم يكن هناك عبور، وماذا عن الشهداء، وصور الأسرى التي رأيناها، وهل كنا في حاجة لنقتل شهداء حقيقيين لو كانت هذه تمثيلية، من هنا كانت فكرة الفيلم فلقد أشترك فيها كل الفئات من الوطن مسلمون مسيحيون، فقراء وأغنياء متعلمين وغير، كل الفئات بدون تفرقة وهذه هي قصة الفيلم، وهذا كلام أقوله لأول مره فنحن هنا نناقش قضايا من أرض الواقع المعاصر في الفيلم مثل الانتقادات التي تحدث ، كيف انعدمت الوطنية وازدادت معاكسات الفتيات في الشارع ، وهذا من خلال شخصية حقيقية شاركت في العملية، ومنها أدخل بطريقة"الفلاش باك"على أحداث الفيلم، ولم استقر حتى الآن هل أستعين بالشخصية الحقيقية، في الأحداث أم آني بممثل ليمثل دوره ..

الفيلم كله تمويل ذاتي؟

نعم حتى الآن تمويل ذاتي.
حاليا تتم الاستعدادات لتنفيذ فيلم سينمائي كبير عن أحداث الضربة الجوية، الفيلم اسمه(وبدأت الضربة الجوية) من إخراج"علي عبد الخالق"، ولقد حشدت له مدينة الإنتاج الإعلامي ميزانية ضخمة، وصرح المخرج الكبير"علي عبد الخالق"أنه لن يستعين في أي دور مهما كان حجمه إلا بنجوم ..

ألا يصيبك بعض القلق من المنافسة مع هذا الفيلم؟
لا أريد أن أكون مغرورًا، ولكن لماذا حينما قلنا أننا مجموعة من الشباب نحلم بعمل فيلم بدأت الأخبار عن هذا الفيلم ..فلقد نشر خبر فيلمنا في الأهرام في الصفحة الأولى وخبر الفيلم الثاني في آخر صفحة .. لماذا حينما أعلنا عن الفيلم، لم يأت أحد ليقول لنا سوف نعطيكم كل الإمكانيات ..أنا لست قلق
ألم تبحث عن تمويل؟
حتى الآن نحن لا نحتاج إلى أي تمويل أكثر شيء يلتهم ميزانية الأفلام، هو الأجور سواء أجور فنانين أو فنيين أو عمال، كل هذا غير موجود .

ولكنكم في حاجة إلى أشياء أخرى مثل الإكسسوارات الذخائر الملابس؟
لدينا وعد من الجيش بإعطائنا كل ما نريد طالما أننا من نموله .

ألم توجد أية جهة منتجة عرضت عليكم التمويل ولو من باب الدعاية؟
أي شخص كان يتحدث معنا حتى ولو على"الفيس بوك"يقول لنا أننا عندنا متبرع ولكنا حتى الآن غير محتاجين، فنحن لا زلنا في مرحلة الكتابة، فقد أعدنا الكتابة أكثر من مره تحت إشراف الجيش حتى يكون السيناريو جاهز، ونأخذ عليه الموافقة مباشرة ..لكن لا توجد أي جهة عرضت علينا الإنتاج.

لماذا في رأيك لم يعرضوا؟
لأسباب كثيرة يوجد من أعتقد نتيجة ظهورنا الإعلامي المكثف أننا نقوم بفرقعة إعلامية، وغير ذلك نحن غير متعجلين.

يوجد في الفيلم اثنان من المخرجين أنت و"محمد خضر"فكيف هذا فالفيلم يجب أن يكون برؤية واحدة؟

هذا له غرض فهناك منصب معين به دكتاتورية هو منصب المخرج، وهذا بالإضافة إلى أن الفيلم ضخم صعب أن يتحمله مخرج واحد، فهو يحتاج لفيلم أيضًا لمخرج كبير.

ولكن هناك أفلام عظيمة قام بها مخرجون شباب وبمفردهم أن أتكلم عن ازدواج الرؤية في الفيلم؟

الفيلم به رؤيتي أنا و"محمد خضر"فأنا عندي العلم بالتقنية والعدسات و"خضر" له رؤية، وأنا أنفذها وهو أيضًا له رؤيته، باختصار فنحن نكمل بعض ..

ولكن العمل السينمائي ليس فقط كادرات وأنواع عدسات ولكن به أيضًا توجيه ممثل؟

توجيه الممثل أيضًا بيننا، أي نعم أنا مسئول عنه، لكن يوجد أيضا تشاور بيننا في كل شيء فنحن نقوم بالعمل بشكل ودي..

أعود لفيلم الضربة الجوية مره أخرى ..ألست قلق من تقنيات التصوير المستخدمة في الضربة الجوية ؟

لست قلق، فأنا أصور بكاميرا (ردk) وهي ذات جودة عالية أكبر من جودة السينما، أنا سعيد بفيلم الضربة الجوية وتساءلت لماذا لم يحدث هذا من زمان، وأنا أنكر أن الجيش كله وقف معنا والحكومة كلها، ولم نظهر إعلاميًا ثانية لأنه ليس لدينا ما نقدمه في تلك الفترة ..

على أي أساس سوف يتم اختيار الممثلين في الفيلم؟
على أساس الوطنية ؟

الوطنية ليس لها علاقة بالتمثيل أو الموهبة
الوطنية هنا بمعنى أنه لن يأخذ أجر، وأنه سوف يترك عمله وبالكاد نستطيع أن نوفر لهم الطعام، كما أن المخرج الجيد هو القادر على إخراج ما يريد من الممثل الذي أمامه وكيف يستخدم جسده ..

دائما ما تقدم شخصية اليهودي بطريقة ساذجة؟ فكيف سوف تقدموهم؟
هذا هو ما طرحناه على الجيش فوافقوا عليه فنحن سوف نقدمهم، بصورة جيدة لأنهم لو كانوا أغبية أو ضعاف لكان النصر عليهم ضعيف، وبدون طعم، وسوف يتم تقديمهم بصورة بها صراع ودراما وسوف نتعاطف معهم  في البداية حتى الحرب ونفرح بالنصر عليهم ..
سوف نقدمهم بالصورة الحقيقية، فحقيقة هروبهم السريع نتيجة أنهم قلة في العدد فالجندي خسارته خسارة فادحة عندهم، أما نحن فالكثرة العددية عندنا كانت في مصلحتنا .

هل سوف يكون هناك أي ذكر لدور البدو في حرب أكتوبر، خاصة وأن لهم دمر كبير تم التعتيم عليه وعمل له دعاية مضادة بأنهم خونه وغير ذلك على غير الحقيقة؟

المشكلة أن"كبريت"كانت على البحيرات المرة فليس للبدو دور في داخل الفيلم..
هل إخراجك للكليبات أفادك؟
أفادني جدا فأعطاني الثقة، وليس الغرور فبينهما شعرة .

ألم تفكروا في وجود نجوم في الفيلم ؟
الفكرة غير مطروحة لأني عندي ثقة في الجمهور المصري، الذي في حاجة لفيلم حقيقي .

هل لديك طموح لدخول مهرجانات مثل كان أو أوسكار ؟

أنا أنوي دخول مهرجانات طبعا لكن مثل أوسكار أو كان ..المهم هو خروج الفيلم للنور .

ماذا سوف تفعل في حالة تحقيق الفيلم لمكاسب المادية هل سوف توزع الأرباح على العاملين؟
لم نتناقش أنا أو المجموعة التي معي فلست بمفردي، ولكن هناك مبدأ أن نعطي جزء من الأرباح لأسر الشهداء، وأكيد سوف يتم التوزيع على العاملين بالفيلم .

هناك مشكلة دائمة في الطرح والتقديم لحرب أكتوبر وهي تقديمها بصبغة دينية مثل معركة العاشر من رمضان الرمز بدر ..فهل هناك وجود دور للمواطن المصري المسيحي في الفيلم أم أن الأحداث الأصلية ليس بها أشخاص مسيحيون من الأساس؟
الفرقة التي قامت بالموقعة كانوا أساسا من"المارينز"وهي كانت فرقة جديدة في تلك الفترة، وكان أغلبهم من الإسكندرية وكان بالفعل بهم مسيحيين، ومن مشاهد الفيلم مثلاً أن وقت الصلاة كان المسلمون يصلون جماعة، وكان المسيحيين يقومون بحمايتهم ..
سوف أقول لك تصريح لأول مره أقوله أيضا كان هناك طبيب اسمه"صفوت غطاس"، حينما تم ضرب"كبريت"توفي هو و المرضى.

 كيف؟
 وجدوه ميت وجوده وبحضنه المرضى  آخذهم في أحضانه جميعًا، وعلى وجهه ابتسامه هذا بخلاف أنهم اكتشفوا الجثة بعد أربعة أيام، ولم تكن قد تحللت .
وهناك جثة العسكري الذي يموت ويجده في جثته مصحف وصليب، فلا يعرفون دينه فيرد أحدهم، قائلاً المهم أنه مصري.

انتهى حواري مع"مازن سعيد"ولازالت كلمات قصيدة على اسم مصر ترن في إذني، كما إنني أدعو الجميع لدعم"مازن سعيد" وأصدقاءه  ليس فقط بالدعم المادي، ولكن بالمساندة المعنوية بالدعاء لهم، بالذهاب للسينما يوم العرض لمشاهدة الفيلم، بالتصفيق له هو وكل أصدقاءه على محاولاتهم الجادة لصنع"مصر"الأجمل والأحلى دائمًا ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter