الأحد ٢٨ اغسطس ٢٠١٦ -
١٢:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم نسيم عبيد عوض
سلوك الشخص المسيحى فى المجتمع هو صورة حقيقية لما يؤمن به ‘ وهو قد تعلم من الأناجيل الأربعة ماكان يسوع المسيح يعمله ويعلم به ‘ وطلب الرب منا أن نكون نورا للعالم كقوله" فليضيئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات."مت 5: 16‘ولقد رأى الشعب فى مصر وكل الناس فى أنحاء العالم لما كان يحدث للأقباط فىما مضى وفى الوقت الحاضر ‘ من حرق كنائس لا يقل عددها عن ثمانين كنيسة ‘ حرق المكتبات المسيحية وأديرة الرهبان ‘ قتل وسحل وسبى الأقباط ‘خطف البنات وإجبارهم على الأسلمة ‘ وحقيقة مايحدث يشيب له الوجدان ‘الجميع ينظر للأقباط بإستعجاب وحيرة فالأقباط هادئون لا ينتقمون ‘ يصلون بين الأنقاض أو فى حوش الكنيسة ‘ ولو أحترق الحوش يصلون فى الشوارع ‘ وفى نهضة القديسة العذراء مريم إمتلأت الكنائس عن آخرها وسبح الشعب تسابيحه وكأن شيئا لا يحدث له ‘وقد عبر أحدهم أن الأقباط ظاهرة فريدة فى نوعها ‘ مع أننا نعيش على أرض وطننا مع غير المسيحيين 14 قرنا من الزمان ‘ ولكن ومع قسوة الواقع المر لاحظ الأخوة معدن الأقباط وقدر إيمانهم بربهم وكلمته المحيية.
يؤمن المسيحى بأن الله خلقنا لأعمال صالحة قد سبق فأعدها لنا لكى نسلك فيها كقول الرسول"لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها."أف2: 10‘ فكل لحظة من حياتنا لها عظمة ممتازة لعلاقتها بإرادة الله ‘ وكل عمل مهما كان صغيرا نأتيه فهو كبير لأنه جزء من تدبير الله . كل خطوة قصيرة نخطوها هى خطوة قديرة لأنها متداخلة مع خطوات غيرنا من البشر فما حياتنا سوى نسيج متداخل يسير حسب مشيئة الله لنا‘ فما أصغر حياتنا وأكبرها ‘ وماأدقها وأخطرها ‘ وماأقلها وماأفخرها ‘فهى مهما كانت فى ذاتها الا أنها متداخلة كجزء من إرادة الله أو هى إرادة الله بأكملها لكل فرد فينا.
ان لله غرضا ساميا فى وجود كل انسان على الأرض‘ وطبقا لهذا الغرض سبق فدبر تدبيرا لحياة كل إنسان ولا سيما المؤمن به الذى علية أن يكون إيمانه وسلوكه وحياته تحت مظلة مشيئة وإرادة الله ‘ ونحن فى صلاتنا اليومية المتكررة نصلى "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" وكقول الكتاب "لأنكم تحتاجون الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون المواعيد ."عب10: 36
وقد قال الرب يسوع لتلاميذه وللذين حوله "لأن من يصنع إرادة الله هو أخى واختى وأمى.: مر3: 35
والسؤال ماهى مشيئة وإرادة الله لنا:
1- أن يتخذنا أبناء له : كقول الكتاب "واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطان ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه."يو1: 12‘ وأيضا " إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته."أف1: 5
2- يريد الله خلاص الجميع من خطاياهم: " الذى يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون."1تىمو2: 4‘ الله لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.
3- مشيئته أن نكون مدعوون حسب قصده: كقول الرب " وهذه مشيئة الآب الذى أرسلنى ان كل ما أعطانيه لا أتلف منه شيئا بل أقيمة فى اليوم الأخير." يو6: 39
4- لا يشاء أن يهلك أحد من البشر :بل بفمه الكريم يقول لتلاميذه انه جاء ليخلص ماقدهلك ‘ ويقرر الرسول قول الرب " فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدأ الرب بالتكلم به." عب2:3‘ ويقول الرب لحزقيال النبى " قل لهم . حى أنا يقول السيد الرب .إنى لا اسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا." حز33: 11
5- التسليم بمشيئة الله : ويفسرها الرسول" مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ماهى مشيئة الرب." أف5: 11 ‘ ويعلمنا معلمنا يعقوب الرسول فى رسالته" احسبوه كل فرح يااخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة. عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. وام الصبر فليكن له عمل تام لكى تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين فى شيئ." يع1: 2-4
6- أن تكون مشيئة الله فى المقام الاول فى حياتنا: كقول الرب عن نفسه" ياأبتاه إن شئت أن تجيزعنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك." لو22: 42
والنتيجة لهذا الإيمان كقول الكتاب "والعالم يمضى واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد."1يو2: 17
والمؤمن المسيحى الذى يسلم بإرادة الله ومشيئته يحق له أن يقول مع الرسول بولس العظيم " أستطيع كل شيئ فى المسيح الذى يقوينى ." في4: 13.
ولعلى قد أجبت على إستغراب الناس من سلوك المسيحى وسط هذه الظروف القاسية والمريرة التى يمر بها ‘ ليسوا ظاهرة فريدة ‘ بل هذا هو إيمانهم ولا أحد يغلب الإيمان .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع