د. مينا ملاك عازر
يبهرني البرلمان المصري بقدراته الهائلة على الوقوف على سر المشكلة، على ألمعيته في تشخيص الداء ووصف الدواء ومعالجة المرض بأقصر وأسرع الطرق، الأعضاء البرلمانيين برئيسهم يتمتعون بفطنة وحسن فهم للأمور وقدرات فذة على التعامل مع أعقدها وأكثرها صعوبة، يبرهن البرلمان المصري على كل ما تقدم بمروره من كل موقف يقف أمامه، ودعني أعطيك أحدث الأدلة.
بنك التنمية والائتمان الزراعي بنك خاسر ويداين الفلاح المصري بأربعة مليارات جنيه، لم نعرف أين ذهبت هذه الأربعة مليارات؟ هل أهدرها الفلاح بعدم قدرته على زراعة محاصيل أتلفها البرد والحر؟ أم فشل في أمور أخرى أم أن البنك هو المسؤول عن إهدار هذه المليارات الأربعة.
هذا البنك الذي أسسه إسماعيل باشا صدقي قبل سنوات طويلة من ثورة يوليو، وأبقت عليه الثورة لدوره بما يجب على البنك تقديمه للفلاح المصري، لم يهتم البرلمان بمصير المليارات الأربع، ولا أين ذهب وسيذهب دور البنك؟ وماذا على البنك من مسؤوليات لم يكلف البرلمان نفسه عناء ومشققة البحث في هذه الأمور الشائكة، ودخل على الأمور الشائقة ليبدع ويبهرنا واضعاً حلاً لكل أزمات البنك مع الفلاح وأزمات الفلاح مع البنك.
ماذا فعل البرلمان الفصيح في البنك؟ غير اسمه خلى اسمه بنك الزراعة،وهو كما ترى اسم معبر عن دور البنك، فبدل من أن كان دور البنك التنمية وإقراض الفلاح للزراعة بات اسمه معبر عن دور جديد وهو تحويش الزراعة في الخزن، يعني إيه بنك الزراعة يا إخوانا؟ بنك المحاصيل يعني بأي فائدة سيعود علينا تغيير الاسم على الفلاح أو البنك أو على البلد؟ هل هو من باب إراحة الفلاح من نطق اسم طويل من أربع كلمات ليختصره للنصف، راحة برضه.
هل تغيير الاسم تعبير عن تغيير الدور؟ هل هذا نوع من أنواع إجراءات بعض رجال الأعمال المفلسين الذين يغيرون اسم شركاتهم عندما توشك على الإفلاس ويسندوا إدارتها لأولادهم مثلاً ليهربوا بالقروض ولا يسألهم أحد عن ديونهم، ما هذا الفكر البرلماني الاقتصادي الذي نتمتع به.
المختصر المفيد قال يا بويا علمني الهيافة قال تعالى في الهايفة واتصدر!!!.