حرصت ليليان هانت تراشر منذ طفولتها على التردد على اجتماعات أسبوعية للصلاة والترانيم، كانت تعقد في منزل أحد جيرانها، ولمست فيها الانتعاش الروحي وقوة حضور روح الله، وانجذبت للمسيح بقوة، وفي شبابها المبكر خرجت يوما ً لإحدى الغابات القريبة بمفردها، وهناك ركعت وأخذت تصلي من أعماق قلبها، انسابت الكلمات من فمها، هناك شعرت بقوة الله المجددة المغيّرة تغمر حياتها، وهناك صارت خليقة جديدة في المسيح. واشتركت في عدة حملات تبشيرية، وفي عام 1905 التحقت بإحدى مدارس الكتاب المقدس، ثم في 1910 سافرات إلى مصر حيث عاشت بها عشرات السنوات، ونبرز أكثر بعد المعلومات حول حياة ليليان في الأسطر التالية.

 

- ولدت ليليان هانت تراشر في ولاية فلوريدا يوم 27 سبتمبر 1887، وتوفت 17 ديسمبر 1961، وتحمل الجنسية الأمريكية، ونشأت في عائلة محافظة مدققة تميل للتقاليد.

 

- بدأت في التعلم على رعاية الأيتام لأول مرة في حياتها في ملجأ ميس بيري، ومن ثم ذهبت لمعهد الهناء للتدريب، حيث عملت في الخياطة والمطبخ والعناية بالأطفال المولودين حديثاً، والعناية بأعداد كبيرة من الأطفال اليتامى. 

 

- اشتركت في عدة حملات تبشيرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1905، التحقت بإحدى مدارس الكتاب المقدس. 

 

- وصلت ليليان لأسيوط في 26 اكتوبر سنة 1910، افتتحت ملجأ لليان تراشر للأيتام في 10 فبراير سنة 1911، في البداية  أولمدينة وصلتها كانت الإسكندرية وة منها استقلت القطار إلى القاهرة، ومن ثم أبحرت في النيل في مركب إلى أسيوط.

 

- يعتبر ملجأ أيتام ليليان تراشر ليس فقط أكبر ملجأ وأول ملجأ في أسيوط لكن أيضًا أول ملجأ للأيتام في مصر كلها . 

 

- كانت تتجول ليليان في قرى  أسيوط بواسطة الحمار، وتستعطي مالاً، وفي أحيان كثيرة كانوا يعطونها أطفالًا عوضًا عن المال، وكان رجال الحكومة يندهشون لأن أحدًا لم يزعجها أو يؤذيها. وقد وبخها حاكم المدينة لركوبها الحمار، لأنه أمر محتقر لشابة جميلة. فقالت له ليليان إن الحمار قد ركبته أم ربها، فهو بكل تأكيد يصلح لها أيضًا، فأصبحت تُعرف باسم "السيدة راكبة الحمار".

 

- تخرج من الملجأ أكثر من 25 ألف شخص، ومساحته 12 فدان، عبارة عن 3 ملاعب، 3 حمامات سباحة، 14 مبنى، منها مدرسة ابتدائي، بالإضافة إلى مباني السكن ومباني التدريب المهني والإدارة.  يضم الملجأ  الأيتام حتى يحصولوا على الشهادة النهائية، الدبلوم أو الجامعة، وبعدها يستلمه ولى أمره من أهله ويخرج للمجتمع.

 

- شكرها الرئيس السابق جمال عبد الناصر، عندما زارها وزار المجأ جمال عبد الناصر كتب لها " أكتب لك شاكرا ً، وأريد أن أخبرك أن عملك مع الأيتام يقدره كل مواطن في هذا البلد، وأتمنى لك الاستمرارية في خدمتك الاجتماعية".

 

- ليليان كثيرة الشكر، كانت تأتي لها معونات من كنيستها، كميات من الملابس، وأحيانًا بعض الأموال، ولكن ليليان ظلت تعتمد على كرم جيرانها المصريين، فكانت تشكر لأجل كل دولار ولأجل كل ما يُقدم لها، وكانت ترد على كل خطاب يصلها، في نفس اليوم.

 

- أكثر من 100 عام، يقدم ملجأ أيتام ليليان تراشر الخدمات للفقراء من الأطفال الأيتام وخاصة اللذين هم في سن الرضاعة وحالات القبول هي: وفاة الأم أو الأب أو كليهما على أن يكون الطفل يتيمًا فقيرًا ليس من يقوم برعايته.