ونص مشروع قانون بناء الكنائس فى نسخته الـ(15) على منارة بجرس وصليب، هل كانت المشكلة فى الجرس والصليب، طيب هذا هو الصليب، وهذا هو الجرس، لمن تدق الأجراس؟!.
ما فشل فيه الإخوان والسلفيون والتابعون، وقّعت عليه الكنائس الثلاث طوعاً، مشروع الإخوان والسلفيين والتابعين التاريخى نزع صفة المواطنة عن المسيحيين، وتمييزهم فى وطنهم، بجرس وصليب، ها هو الجرس والصليب، كده أنت مسيحى فى وطن، لست مواطناً فى وطن، أنت ذمى فى ذمة آخرين.
خبث الدولة السلفية رهيب، علقت المسيحيين من أعناقهم فى جرس وصليب، وهى تصك قانونها المعيب، وطفق المسيحيون يتصايحون: أين الجرس؟، أين الصليب؟، وتلهّوا بالجرس والصليب عن قانون ينزع عنهم صفة المواطنة، ويجنبهم المجموع العام، وكأن قضية المسيحيين معلقة فى الصليب، وحتى لو دقت الأجراس.. ستدق فى الوطن حزينة من جراء التمييز.
هذا القانون جريمة متكاملة الأركان فى حق الوطن، وإقراره برضا وتوافق الكنائس الثلاث جريمة كنسية فى حق المسيحيين، وكل من عمل على هذا القانون طعن الوطن فى سويداء القلب، ما كنا نخشى منه حدث، وما كنا نتحسب من شروره قرره القانون، وكأنه قدر ومكتوب.
واختصر نضال المصريين من أجل المساواة فى وطن واحد إلى سراب، تتضاءل حظوظ المواطنة إلى الحق فى صليب فوق المنارة، ياااااه آخرتها جرس، فى قضية المواطنة لا يصح أبداً القول «ما لا يدرك كله لا يترك جله»، لا كله ولا جله، هى مصر ورثة، ضيعة، تركة، مصر الوطن لا تقبل القسمة على اثنين مسلم ومسيحى، جامع وكنيسة، منارة ومئذنة، جرس وأذان، هلال وصليب، طول عمر مصر هلالها يحتضن الصليب، والصليب فى قلب الهلال، مصر رُسِمت هكذا.
إذا كانت الحكومة أجرمت فى اقتراح هذا القانون، فجرم الكنيسة أشد، كلتاهما أجرمت فى حق دولة المواطنة، فى حق كل مصرى، فى حق المسلم قبل المسيحى، على آخر الزمان صرنا (الإخوة) مسلماً ومسيحياً، هذا للأسف آخرة المشى البطال مع السلفيين.
يا مَن تصرخون على الصليب، أين ذهب الشعار «مواطنون لا رعايا»، مَن الذى قرر هذه القسمة، قسمة ضيزى، للمساجد قانون وللكنائس قانون، رسم الكنائس لا يحتاج إلى قانون يجلّسها على الأرض فى مبنى بجرس وصليب، كنيسة الوطن تعنى الوطن، غارت ماء السماحة بعيداً فى النفوس، فصار وطناً محتقناً يصلى فيه المسيحيون فى وطنهم بقانون.
أين صوت من قال «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، اكتفى بجرس وصليب، أتستبدلون المواطنة بجرس وصليب؟، لسنا عبيد إحسانات السلفيين، ولن تميزوا بيننا فى العبادة، أول التمييز الطائفى الرسمى هذا القانون، من يرهن المذبح لمشيئة من يكره الصليب؟، من ذا الذى يسلّم المسيحيين تسليم أهالى للجهات السلفية التنفيذية؟!.
يقيناً ما أقدمت عليه الكنائس الثلاث على طريقة شىء أحسن من لا شىء يصعب هضمه وقبوله من عامة المصريين، لا نفرق بينهم، وخال عليهم أو خُيّل لهم، للأسف تلهّوا بمكيدة النص على الصليب والجرس فى مشروع قانون معيب، ما جرى وصدقه المسيحيون أشبه بالضحك على الذقون، بص شوف العصفورة، انظر ها هو الصليب، اسمع هذا صوت الجرس يدق فى مواد القانون، حزين عليك يا وطن.
مرحى.. مرحى.. قانون بجرس وصليب، قانون جُرسة، قانون يعيدنا إلى عصور الذمة الأولى، بذمتكم هل هذا قانون يليق بالمصريين؟.. نحن براء من هذا القانون، والجرس معلق فى رقبانا جميعاً حكاماً ومحكومين.. هنيئاً للسلفيين ولا عزاء للمصريين.
نقلا عن المصري اليوم