أدت ثورة 25 يناير إلى بروز العديد من التيارات الفكرية والأيدلوجية إلى السطح، ومنها التيار السلفي، الذي يتخذ من الإسكندرية مركزًا أساسيًا له ومنها نشأت الدعوة السلفية في أواسط سبعينيات القرن الماضي على أيدي مجموعة من الطلبة المتدينين، كان أبرزهم محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، وسعيد عبد العظيم، ومحمد عبد الفتاح، ثم ياسر برهامي وأحمد حطيبة فيما بعد، التقوا جميعا في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، وكانوا منتمين لتيار الجماعة الإسلامية، ونستعرض في الأسطر التالية 10 معلومات حول الدعوة السلفية و السلفيين بشكل عام في الإسكندرية.

 

- أسس محمد إسماعيل النواة الأولى من خلال درس عام كان يلقيه كل يوم خميس في مسجد "عمر بن الخطاب" بالإبراهيمية، فتكونت النواة الأولى للشباب السلفيين في الإسكندرية تحت اسم "المدرسة السلفية"، عام 1977م،  وذلك بعد انسحاب الطلاب المتأثرين بالمنهج السلفي من الجماعة الإسلامية، التي هيمن عليها طلاب الإخوان وفرضوا منهجهم.

 

- يعتبر السلفيون في الإسكندرية والدعوة السلفية أهدافهم الفكرية هي أهداف دين الإسلام أي "الدعوة إلى توحيد الله والإذعان لله والانقياد التام لله والبراء من الشرك وأهله" استنادًا إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين. والدعوة إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والمقصود بسلف الأمة هم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، استنادًا إلى قول النبي.

 

- لم يكن السلفيون  في بدايات نشأتهم الأولى  بعيدين عن حركة الإخوان المسلمين فكريًا ولا تنظيميًا، إذ نشأ بعضهم في بيوت إخوانية، مثل الشيخ ياسر برهامي الذي اعتقل والده وعمه من بين من اعتقلوا من الإخوان خلال الحقبة الناصرية، بينما عمل البعض الآخر بين صفوف الحركة في أول حياته.

 

-في بدايات تأسيس الفكر السلفي في الإسكندرية ظهرت جماعة "التكفير والهجرة" على يد شكري مصطفى، الذي استطاع بأسلوبه وذكائه أن يضم إليه عددًا كبيرًا من الشباب، اللذين نفذوا فيما بعد حادثة قتل وزير الأوقاف الأسبق الشيخ الذهبي، وقعت الحادثة بينما كان السلفيون بأحد معسكراتهم الإسلامية في إستاد جامعة الإسكندرية صيف عام 1977، وحرص السلفيون على نفيها عن أنفسهم.

 

- نشبت بعض الصدامات بين الطلاب السلفيين والإخوان المسلمين داخل جامعة الإسكندرية عام 1980، وكان طلاب الإخوان ما زالوا يعملون باسم الجماعة الإسلامية.

 

- عمل السلفيين على تدعيم شعبيتهم ونشاطاتهم فأصدرت الدعوة السلفية  مجلة "صوت الدعوة" وكانت تصدر دون انتظام إلى حين تم إيقافها نهائيًا سنة 1994م، وكانت تهتم بكل ما يتعلق بالمنهج السلفي من خلال مقالات شرعية مطولة يكتبها الدعاة السلفيون. وبجانب اهتمام السلفيون بالجوانب التعليمية والدعوية، اهتموا بالجوانب الاجتماعية والإغاثية ككفالة الأيتام والأرامل، وعلاج المرضى، وغير ذلك من النشاطات جرى العمل فيها من خلال "لجنة الزكاة" التي كان لها فروع في كل منطقة وحي من مناطق وأحياء الإسكندرية.

 

- بعد انفصال المدرسة السلفية عن تيار الجماعة الإسلامية في الجامعات وتخرج هؤلاء الطلاب أطلق عليها الدعوة السلفية في العام 84-1985؛ وذلك لإثبات شمولية دعوتها. على حد قول الشيخ عبد المنعم الشحات.

 

-  أسست الدعوة السلفية معهد "الفرقان لإعداد الدعاة" في الإسكندرية عام 1986،لمزيد من الانتشار والتوسع، لتكون أول مدرسة إسلامية ذات منهجية سلفية لتخريج الدعاة، وشرع الدعاة السلفيون يشرفون عليه ويضعون مناهج التدريس لطلابه، وقد لاقى هذا المعهد سمعة طيبة حتى ذاع صيته بين الراغبين في طلب العلم الشرعي بكافة فروعه "فقه، تجويد، حديث، أصول، توحيد، قرآن".

 

- أهم المساجد التي تسيطر عليها الدعوة السلفية وتعتبر معقل لهم هي "الفتح بمنطقة مصطفى كامل، البخاري بمنطقة جليم، عمار بن ياسر بالساعة، الحي القيوم بالعامرية، النور بالعامرية، مسجد الرحيق المختوم بالعصافرة، مسجد عباد الرحمن بعزبة البحر بالعوايد، مسجد الحمد بخورشيد، مسجد أولياء الرحمن فى الساعة، مسجد نور الإسلام بمنطقة باكوس، مسجد الصفا بسيدى بشر قبلي، مسجد الصحابة بمنطقة الدخيلة، مسجد الرحيق المختوم العصافرة قبلي، مسجد الهدى بالسيوف الشماعة، مسجد سعد ذكي الورديان، مسجد نور السلام محمد نجيب بسيدي بشر، مسجد ام الرى بالعصافرة قبلي، مسجد هدى الإسلام حوض 10، مسجد الإيمان السيوف شماعة، مسجد أم المؤمنين بباكوس، مسجد التقوى بسيدي بشر، مسجد ابن تيمية بكامب شيزار، مسجد الرحمة بالعصافرة".

 

- أشهر الدعاة السلفيين في الإسكندرية هم محمد عبد الفتاح أبو إدريس ومحمد إسماعيل المقدم والدكتور أحمد فريد والدكتور سعيد عبد العظيم والدكتور ياسر برهامي والدكتور أحمد حطيبة والمهندس عبد المنعم الشحات وسعد فياض وخالد سعيد.