فى مثل هذا اليوم 5 سبتمبر 1981م ..
سامح جميل
السادات يعتقل 1536 من رموز وقيادات المعارضة ويسحب اعترافه بـ"البابا شنودة".. القرارات شملت إلغاء تراخيص بعض الصحف والتحفظ على أموالها..
لو عاودنا قراءة الصحف الرسمية فى مصر الصادرة يوم 6 سبتمبر 1981، سنعرف خطورة الإعلام حين يزين طريق الخطأ للحاكم، وسنعرف صورة بالغة الدلالة عن حالة الكراهية المتبادلة بين الرئيس أنور السادات وكل أطياف المعارضة فى مصر. فى مثل هذا اليوم "5 سبتمبر 1981" قرر السادات تحفظه على 1536 من قيادات ورموز المعارضة، وألغى التراخيص الممنوحة بإصدار بعض الصحف والمطبوعات مع التحفظ على أموالها، وكانت عملية الاعتقالات بدأت من يوم 3 سبتمبر رغم الإعلان عنها بعدها بيومين. ومن أشهر الأسماء التى شملها هذا القرار، فؤاد سراج الدين ، محمد حسنين هيكل، فتحى رضوان، الشيخ المحلاوى ، الدكتور محمود القاضى، صلاح عيسى ، عادل عيد، المهندس عبد العظيم أبو العطا " وزير الرى مع السادات " ، إبراهيم طلعت ، أبو العز الحريرى ، الدكتور عصمت سيف الدولة ، محمد فايق ، فريد عبد الكريم ، حمدين صباحى، كمال أبو عيطة، عبد المنعم أبو الفتوح ، نوال السعداوى ، لطيفة الزيات، محمد عبد السلام الزيات، شاهندة مقلد، فريدة النقاش، الدكتور عواطف عبد الرحمن، الدكتور أمينة رشيد، الدكتور حسن حنفى، عبد العظيم مناف ، عبد العظيم المغربى، كمال أحمد، الدكتور محمد حلمى مراد، عمر التلمسانى، محمد عبد القدوس، محمد سلماوى ،الدكتور كمال الإبراشى، والمحامى عبد العزيز الشوربجى، وحسين عبد الرازق، والشيخ عبد الحميد كشك، وآخرين. وبالرغم مما أعلنه السادات بأن عدد المتحفظ عليهم " 1536"، إلا أن "هيكل" يذكر فى كتابه "خريف الغضب" بأن عددهم يزيد عن 3 آلاف، كما صاحب هذه الخطوة، نقل عدد من الصحفيين وأساتذة الجامعات إلى وظائف أخرى.
جاءت هذه الخطوة، بعد 5 أيام من عودة السادات من زيارته إلى أمريكا، مما أوحى بأن هناك تفاهما مع الإدارة الأمريكية بخصوصها، غير أن هذا لم يكن صحيحا، فالعوامل الداخلية كانت هى كلمة الفصل، خاصة مع تزايد حدة السياسات التى أدت إلى الفتنة الطائفية، وتزايد نفوذ التيارات المتطرفة خاصة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، كما أنها جاءت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ورفع العلم الإسرائيلى على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة.
امتد الأمر إلى البابا شنودة، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، ففى يوم 3 سبتمبر تم اعتقال مئات الأساقفة والرهبان والقس، وفى صباح 5 سبتمبر جرى تطويق الدير الذى كان يقيم فيه "البابا شنودة " بقوات الأمن، وطبقا لكتاب "خريف الغضب"، ذهب الأنبا "أبشواى" إلى "البابا" يسأله إذا كان سيشاهد خطاب السادات فى التليفزيون ، فرد البابا بأنه لن يفعل وسوف يأوى إلى غرفته ليقرأ. أعلن السادات فى خطابه، سحب اعتراف الدولة بانتخاب البابا، وتعيين لجنة بابوية مؤقتة من خمسة أعضاء لإدارة شئون الكنيسة، مما زاد من احتقان الأقباط. فى يوم 6 سبتمبر، وصفت صحيفة الجمهورية الحدث بـ"ثورة جديدة للسادات، ووصفتها "الأهرام والأخبار" بـ"قرارات ضرب الفتنة"...!!