بقلم :عماد الدين أديب | الاثنين ٥ سبتمبر ٢٠١٦ -
٤٠:
١٠ م +02:00 EET
عماد الدين أديب
مشاركة مصر فى قمة العشرين بالصين هذه الأيام هى فى رأيى أهم حدث «تعليمى» لنا ولغيرنا من الدول النامية حول حقيقة أوضاع العالم الاقتصادية وسياساته المالية والنقدية.
الاقتصاد هو محرك السياسة فى عالم اليوم، وهو «جوهر ومركز القوة» فى توازنات ومعايير القوى فى هذا الزمن.
قد يسأل البعض: لماذا نعطى قمة العشرين هذه الأهمية الاستثنائية؟
إذن ما أهمية هذه القمة؟
الإجابة تقول إن قمة العشرين انعقدت لأول مرة عام 1999 عقب الأزمات المالية التى كادت تطيح بالاقتصاد العالمى، وتأسست من 19 دولة مؤثرة فى الاقتصاد العالمى بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبى.
ويبلغ الناتج القومى لقمة العشرين ما يساوى 90٪ من الناتج القومى العالمى.
باختصار، إنه «المكان» الذى يتحدّد فيه مستقبل اقتصاد العالم.
وفى هذا العام، انعقدت القمة رقم 11 فى الصين، ودُعيت إليها مصر، ومُمثلها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هذه هى «دورة تثقيفية مركزة» لزعماء العالم، لفهم وهضم حقيقة واقع الاقتصاد العالمى وتحولاته فى القريب العاجل.
هذا عالم مأزوم اقتصادياً يعانى من عدم توازن بين الأغنياء والفقراء.
أغنياء هذا العالم يبحثون عن أسواق جديدة، وفقراؤه يكادون ينفجرون داخل مجتمعاتهم، فيلجأون إلى الهروب إلى البحر بحثاً عن أوطان جديدة.
هو عالم تسيطر فيه السياسات النقدية على الاستقرار العالمى.
هذا عالم يعانى من أزمات فى الأساسيات، مثل الطاقة والمياه والغذاء.
هذا عالم يموت فيه 3 ملايين طفل من الجوع، ويصل فيه عدد اللاجئين والنازحين إلى 40 مليوناً من البشر.
هذا عالم لم تعد فيه سيولة نقدية متوافرة للإقراض أو التعاون الدولى.
هذا عالم للمنتجين، ولا مكان فيه لمن يستهلكون فحسب.
هذا عالم للاتصالات والتكنولوجيا، الذى يفرض على الجميع إسقاط الحواجز وتحطيم الجسور.
هذا عالم الاقتصاد الحر النابع من سياسة الحرية!
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع