الأقباط متحدون - د . صموئيل معوض : مصر ظلت ثقافتها ولغتها قبطية حتى القرن التاسع الميلادى
أخر تحديث ١٦:٠٧ | الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١٦ | نسئ ١٧٣٢ش ١ | العدد ٤٠٤٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

د . صموئيل معوض : مصر ظلت ثقافتها ولغتها قبطية حتى القرن التاسع الميلادى

 د . صموئيل معوض : مصر ظلت ثقافتها ولغتها قبطية حتى القرن التاسع الميلادى
د . صموئيل معوض : مصر ظلت ثقافتها ولغتها قبطية حتى القرن التاسع الميلادى
كتب – ايهاب رشدى
قال الدكتور صموئيل معوض الباحث بقسم القبطيات بجامعة مونستر بألمانيا أنه رغم دخول العرب مصر فى القرن السابع الميلادى إلا ان مصر قد تأخرت كثيرا فى التحول من اللغة القبطية إلى اللغة العربية مقارنة ببعض الدول الاخرى فى الشام ، حيث بقيت ثقافة مصر ولغتها ، قبطية حتى القرن التاسع الميلادى ، إلا ان التأليف باللغة القبطية قد بدأ يقل منذ القرن الثامن .
 
وتابع بان الاقباط قد مروا بمرحلة انتقالية من القبطية للعربية ، حيث بدأوا بكتابة  اللغة العربية بحروف قبطية ، مشيرا إلى وجود مخطوطات بدير الانبا مقار فى وادى النطرون لسير قديسين كتبت بهذه الطريقة 
 
واضاف " معوض " خلال محاضرته التى القاها اليوم بمركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية حول موضوع "الترجمات العربية للكتاب المقدس عند الاقباط " ان الترجمات العربية  للكتاب المقدس قد بدات فى فلسطين والشام وصحراء سيناء ، وكانت أديرة الروم ( دير مار سابا فى فلسطين ، ودير سانت كاترين فى سيناء ) هى مصدر الترجمة العربية لنصوص الكتاب المقدس حيث بدأ هناك استخدام اللغة العربية فى الصلوات الكنسية خلال القرن الثامن الميلادى .
 
وقال أستاذ القبطيات ان الاناجيل الاربعة وسفر المزامير كانت لهم الاولوية فى الترجمة إلى اللغة العربية نظرا لاستعمالهم فى الصلوات الكنسية ، ولكن لم تصل الينا الترجمات العربية المبكرة للكتاب المقدس لأنها كانت ضعيفة فى صياغتها واتسمت بالحرفية الشديدة فى الترجمة على حساب الصياغة اللغوية ، ولذلك لم يتم نسخها ولم تعد هناك حاجة اليها .
 
وتابع بأن الترجمة العربية للكتاب المقدس لم تتم بتكليف رسمى من الكنيسة وإنما جاءت من خلال عمل تطوعى قام به بعض اشخاص غير معروفين فى البدايات . 
ويعد أقدم مخطوط عربى مؤرخ لجزء من العهد الجديد هو مخطوط ( سيناء عربى 151 ) والمحفوظ فى دير سانت كاترين ويحوى ترجمة " بشر بن السرى " لرسائل بولس الرسول من السريانية . 
 
وقال أن الاقباط قد بدأوا نشاطهم فى الترجمة فى القرن العاشر الميلادى وأنهم قد استفادوا من خبرة ومحاولات أهل الشام الذين سبقوهم فى ذلك وكان الاقباط يقارنون الترجمات العربية بالنص القبطى ، ثم جاءت أول ترجمة للكتاب المقدس فى مصر وتدعى ( الفولجاتا ) ويقصد بها النص الشعبى . 
 
ومع القرن الـ 13 الميلادى بدأ العصر الذهبى للكتابة العربية للاقباط وظهر فى هذا القرن العديد من المترجمين للكتاب المقدس وأشهرهم " الأسعد بن العسال " وهو ينتمى لأسرة مثقفة اشتغلت بالتأليف والترجمة ، وهو الذى قام بترجمة دقيقة للاناجيل الاربعة ، وكان متمرسا فى اللغتين العربية والقبطية وقام بعمل تشكيل كامل لكل كلمة فى الترجمة العربية حرصا منه على دقة القراءة والفهم ، كما قام بعمل حواشى لترجمته ، وكان عالما بمعانى الكتاب المقدس ، وتميز كذلك بحسن صياغته للغة العربية ، كما قام بعمل مقدمة لترجمته كتب فيها أسباب قيامه بهذه الترجمة والمنهج الذى اتبعه فى الترجمة . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter