كان لعائلة ذو الفقار بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية فالأشقاء الثلاثة عز الدين ومحمود وصلاح ذو الفقار عملوا في التمثيل والإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو خلال العصر الذهبي للسينما المصرية، رغم أنهم ليسوا من عائلة فنية فقد نشأوا لأب يعمل ضابط شرطة، كما كان محمود ذو الفقار يعمل في مجال الهندسة، وعز الدين ذو الفقار تخرج في الكلية الحربية، فيما تخرج صلاح ذو الفقار في كلية الشرطة، ليتركوا ذلك ويتجهوا جميعهم للفن، ولم يرتبط عملهم فقط بالفن، بل تزوج الأشقاء الثلاثة من 3 نجمات من الوسط الفني، وكان لكل منهم قصة انتهت بالطلاق.
زواج عز الدين ذو الفقار من فاتن حمامة
بدأت الفنانة المولودة في 27 مايو 1931، مشوارها الفني بمجموعة من الأدوار الصغيرة بالسينما منذ وقت مبكر في حياتها، وكان أول أدورها «طفلة» في فيلم «يوم سعيد»، أمام الفنان محمد عبدالوهاب، عام 1938.
درست «حمامة»، في معهد التمثيل، وتخرجت منه عام 1947، وهو نفس عام زواجها الأول من المخرج عزالدين ذوالفقار.
تعرف ذو الفقار عليها بعد أن قامت بتمثيل فيلمين، وكان وقتها ذوالفقار، يبدأ مشواره في الإخراج السينمائي في نفس العام بفيلم «أسير الظلام»، ولقى الفيلم نجاح مبهرا، في نفس العام أخرج عزالدين فيلمه الثاني «الكل يغني»، وكانت البطلة فاتن حمامة أمام سراج منير.
تكرر لقاء الثنائي ذو الفقار وحمامة، للمرة الثالثة في فيلم« أبوزيد الهلالي»، ومن هنا بدأت قصة الحب.
فى بداية الأمر طلب «عز» يد «فاتن» من والدها، لكن الوالد رفض، وطلب من عز أن ينتظر عامًا ونصف العام، لكن «فاتن» و«عز» ثارا على قرار الوالد ووضعاه أمام الأمر الواقع وهو ما أسعد الأب، وجعله يشعر أن ابنته أصبحت صاحبة قرار وليس طفلة وهو السبب الذى من أجله طلب الوالد من «عز» أن ينتظر عامًا ونصف، خوفًا من أن يكون هذا الحب غير ناضج بين شابة صغيرة ومخرج.
تزوجا سرًا في أبريل عام 1948، وعاشا سويًا لمدة 6 سنوات وأنجبا ابنتهما نادية، وقدما للسينما العربية أجمل الأفلام منها «موعد مع الحياة»، «موعد مع السعادة»، «سلوا قلبي»، ولكن عدم اهتمام عز الدين لها جعلها تطلب الطلاق وانفصلا في عام 1956 لتتزوج بعدها من عمر الشريف، بعد تقديمهما فيلم «صراع في الوادي».
ويقول عز عن زواجهما في مذكراته التي كشفتها مجلة نصف الدنيا عام 2000: «تزوجنا في مغامرة، كنا نعمل في فيلم (خلود) وعقد القران في فيلا فؤاد الجزايرلي وكان شهود العقد جليل البنداري وأنيس حامد، وكان السبب في السرية أن أهلها اعترضوا على الزواج وبدأت الوقيعة بيني وبينها حين أسندت بطولة فيلم إلى فنانة أخرى، فتفسر فاتن العناية بالعمل على أنها عناية بالبطلة وانتهينا إلى الطلاق وكان قرارًا سليمًا لم تطلق فيه رصاصة واحدة على سمعة أي طرف منا.. وذهب ما توهمته حبًا وبقي بيني وبين فاتن الشيء الخالد الصداقة».
ظلت العلاقة الفنية والإنسانية بينهما مستمرة، وفي أفضل حالتها، واستمر التعاون بينهما وهو ما نتج عنه واحد من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية «نهر الحب» عام 1960.
كانت فاتن عند عزالدين الأبقى والأجمل والأكثر تأثيرًا، وكان يصفها بأنها المعجزة الثالثة في القرن العشرين مع أم كلثوم وعبدالوهاب وكان يراها تتصدر قائمة الممثلات وهى الممثلة الأولى في مصر وتظل بعدها عشر خانات في القائمة فارغة لا تجد من ينافسها حتى تصل إلى القائمة الرقم «١١» الأسماء الأخرى، كما كان يقول عنها: «إن جمال شخصيتها أقوى من جمالها المحسوس وأنها لو وضعت وسط مجموعة من ملكات الجمال في العالم فستجذب الاهتمام وتخطف منهن الأضواء لطغيان شخصيتها عليهن جميعًا».
زواج عزالدين من كوثر شفيق
بحسب موقع «جولولي»: «كانت وجهًا صامتًا لا يتحدث بالكثير ولكن عيونها تنطلق بما تبوح به نفسها، وعلى الرغم من أن مشاهدها بالسينما المصرية يمكن حصرها على أصابع اليد إلا أن الفنانة المعتزلة كوثر شفيق تركت بصماتها القوية بجميع الأفلام التي شاركت بها».
كوثر من مواليد 23 ديسمبر 1930، وبدأت مسيرتها الفنية عام 1954 بفيلم «الحياة الحب» مع ليلى مراد، وظلت خلال ثلاثة أعوام تتنقل بين الأدوار الهامشية حتى كان دورها الأقوى على الإطلاق مع عبدالحليم حافظ في «الوسادة الخالية» ولكنها ابتعدت لفترة طويلة بعد النجاح النسبي الذي حققته لتحقق نجاحًا من نوع آخر.
زواج محمود ذوالفقار من عزيزة أمير
ظهر في حياة عزيزة أمير المخرج محمود ذوالفقار، بحسب موقع «paparazzieg»، الذي كان أخر أزواجها، وقد تألقت في أفلامها معه التي شاركت فيها كممثلة ثم ككاتبة وكمنتجة كما شاركته حياته، ومن أهم افلام عزيزة أمير هي: «بياعة التفاحة، وادي النجوم، شمعة تحترق، قسمة ونصيب» وأفلام أخرى كثيرة شاركت بها معه.
شاركت بالكتابة مع محمود ذوالفقار في أفلام «الورشة، عودة طاقية الإخفاء، خدعني أبي»، كما قامت بإخراج فيلمين وهما: «بنت النيل» الذي صورته داخل الاستويو الخاص بها، استوديو هليوبوليس، وفيلم «كفري عن خطيئتك».
وفي لقطة نادرة يظهر الحزن جليًا على وجه الزوج محمود ذوالفقار خلال جنازة عزيزة أمير، بينما يواسيه الفنان يوسف وهبي، المنافس الرئيسي لزوجته الراحلة.
زواج محمود ذو الفقار من مريم فخر الدين
في عام 1952 بدأت مريم فخرالدين وعمرها لا يزيد على 17 عاما أولى تجاربها في الزواج، وكانت من المخرج «محمود ذوالفقار» الذي تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى النجمة «عزيزة أمير» بنحو ستة أشهر وتحديدا في نهاية شهر أغسطس من العام 1952، وكانت لاتزال وجها جديدا على الشاشة الفضية ظهر في فيلم أو اثنين، وكان لزواج مريم فخرالدين من محمود ذوالفقار أثره الكبير في مشوارها الفني خاصة، فقد أصبحت أصبحت قاسما مشتركا في معظم الأفلام التي أخرجها في الخمسينات وبداية الستينات، واستمر زواجهما 8 أعوام، أنجبا خلالها ابنتهما «إيمان»، وانفصلا في عام 1960.
وكانت الفنانة مريم فخر الدين روت قصة طلاقها من الفنان الراحل محمود ذو الفقار في برنامج «اتنين في اتنين» مع الإعلامي مجدي الجلاد، حيث أوضحت أنه كان يعاملها بقسوة وكان يضربها دائمًا، لذلك تمردت عليه وقامت بشراء شقة بدون علمه في نفس العمارة، التي كانت تسكن فيها معه، ثم قامت بتشطيبها وبعد ذلك نقلت محتوياتها إليها.
وأخذت ابنتها والمربية ومكثت في شقتها الجديدة، وحينما استيقظ محمود من النوم تفاجئ بعدم وجود زوجته في المنزل وسأل البواب وعرف الحقيقة، ثم حاول دخول شقتها ولكن مريم فخر الدين لم تفتح له إطلاقا، ثم ترك المنزل وبعث مدير أعماله للمنزل لكي يأتي له بملابسه لشعوره بالخجل أمام سكان العمارة، وبعدها قامت مريم بتوزيع غرف شقة زوجها على العاملين في بلاتوه التصوير وهذا الذي لم يقبله ذوالفقار وشعر بالخجل من هؤلاء العاملين مما فعلته زوجته لذلك قام بتطليقها على الفور.
وبعد طلاقهما لم يتزوج محمود ذو الفقار حتى وفاته العام 1970، بينما تزوجت مريم فخرالدين أكثر من مرة، حيث تزوجت من طبيب انف وأذن وحنجرة، وهو الدكتور «محمد الطويل» بعد 3 أشهر من طلاقها من عندما سافرت الى انجلترا والتقت به هناك وتم الزواج، ومن هنا تغير مسار مريم فخرالدين الفني وتوقفت عن التمثيل في هذه الفترة، وانجبت منه ابنها «أحمد»، واستمر زواجهما 4 سنوات لكنها لم تحتمل الحياة معه وحدث الطلاق.
زواج صلاح ذو الفقار من زهرة العلا
بحسب جريدة «المساء»: «في إطار أحداث الفيلم السينمائي السياسي الشهير (رد قلبي) ربطت قصة حب صعبة بين شكري سرحان ومريم فخرالدين، وأيضاً بين صلاح ذوالفقار وزهرة العلا، وقد اكتشف طاقم الفيلم أثناء التصوير أن جزءًا من السيناريو الرائع ينطوي على قصة حب حقيقية بين صلاح وزهرة، وبمجرد إعلان زواجهما بالفيلم اقترح صلاح على زهرة أن يقوما بإتمام زيجتهما في نفس اليوم قائلاً: ما تيجي يا زهرة نخليها جد».
بالفعل وافقت وتحول التمثيل إلي حقيقة بعد انتهاء التصوير، وتم حفل الزفاف في حضور فريق العمل -بحسب جريدة المساء- حدث ذلك عام 1957، وعلى الرغم من قصة الحب بينهما، إلا أن زواجهما لم يستمر سوي سنة واحدة فقط، وانفصلا بعدها واتفقا على أن يصبحا أصدقاء.
زواج صلاح ذو الفقار من شادية
طلقت شادية من زوجها الفنان عماد حمدي عام 1956 بعد 3 أعوام من الزواج بسبب عدة مشاكل منها فارق السن وشرطه على تأخير الأنجاب، ثم تزوجت بعدها من خارج الوسط الفني، وانتهى بالطلاق، حتى قابلت صلاح ذو الفقار.
وفي عام 1964 ارتبطت بالفنان صلاح ذو الفقار الذي كان زواجها منه زواجًا ناجحًا استمر لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء وانتهى بالطلاق وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور ودخلت في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية بسيطة خرجت منها طالبة الطلاق من صلاح ذوالفقار دون تراجع وكأنها لا تريد أن تكون على هامش حياة صلاح ذوالفقار، وتم الانفصال في عام 1969.
ونجحت محاولات الوساطة في إعادة الزوجين مرة أخرى في سبتمبر من العام 1969، لكن حدثت خلافات من جديد ووقع الانفصال النهائي في منتصف عام 1973، لتقرر بعدها عدم الخوض في تجارب الحب والزواج والإنجاب وتتفرغ لتربية أبناء أخواتها ومراعاة شئونهم الحياتية مع أختها «عفاف».
وقد أثمر هذا الارتباط والزواج بين شادية وصلاح ذوالفقار عددا من الأفلام الناجحة التي قاما ببطولتها ، فقد اشتركا معا في بطولة أفلام «مراتي مدير عام» 1966 و«كرامة زوجتي» 1967، و«عفريت مراتي» 1968، وجميعها من إخراج فطين عبدالوهاب، كما أنتج لها صلاح ذوالفقار فيلم «شيء من الخوف»، الذي أخرجه حسين كمال، من دون أن يشارك في بطولته، وهذا الفيلم هو إحدى روائع السينما المصرية على مدى تاريخها.