بقلم : نعيم يوسف | الاربعاء ٧ سبتمبر ٢٠١٦ -
١٦:
٠٧ م +02:00 EET
نعيم يوسف
عزيزي القارئ هذا المقال ساخر، و"دمه تقيل على قلبك" إذا كنت ممن لا يحبون السخرية ولا تمتلك حس الدعابة، وأنصحك بعدم استكمال القراءة إذا كنت من هذه الفئة.
نحمد الله على انتهاء شهر أغسطس ذروة الطقس الحار، فبفضل مجهودات الحكومة التي تعمل بتوجيهات الرئيس، مر شهر أغسطس بدرجة حرارة ليست شديدة كالعام السابق، ونظرًا لانشغال الحكومة بإطفاء لهيب درجة حرارة "أغسطس" لم تلحظ لهيب الأسعار الذي "ولع" في المواطن المصري!! إلا أنها تعهدت (مشكورة) بأن الأسرة التي لا تمتلك "ثلاجة" لن تزيد عليها فاتورة الكهرباء كثيرًا!! "ما هو مش هيبقى حر أغسطس بدون تلاجة.. وجحيم أسعار كمان"!!
الحمد لله.. نشكره جميعًا على كل عطاياه.. ولكن نشكره بالأكثر أنه منحنا "حكومة مؤمنة بتعرف ربنا ومش بتحب تتدخل في شغله".. فهي تهتم بإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المواطنين، أما "آلية" تنفيذ هذه الحلول فهي تتركها لله.. "وهي ونصيبها بقى".. فمثلًا قررت الحكومة تركيب كل عدادات الكهرباء الجديدة "عدادات كودية" يتم شحنها مسبقًا.. أما عن وسيلة الشحن والتسهيل على المواطنين في هذه المسألة.. فهي لم يتم حلها حتى الآن.. وذلك لأن المواطن يذهب إلى مقر شركة الكهرباء لكي يعيد شحن عداده مرة أخرى.
أما في أزمة نقص لبن الأطفال.. فقد قررت الدولة الاعتماد على "منظومة ذكية" لكي يصل الدعم لمستحقيه من خلال الوحدات الصحية في الأماكن المختلفة، إلا أنها سارعت في تنفيذ الفكرة دون النظر لـ"الآلية"، الأمر الذي ترتب عليه نقص اللبن في الصيدليات واستغلال المستوردين، وأصحاب الصيدليات ما دفع القوات المسلحة للتدخل واستيراد 30 مليون عبوة لبن "كسرًا للاحتكار" -حسب بيان المتحدث العسكري-.
بعد أزمة نقص لبن الأطفال فكرت الحكومة خارج الصندوق !! وقررت أن "تحلب" المواطنين!! وذلك لثلاثة أسباب،
أولها: توفيرًا لتكلفة اللبن وعلى رأي المثل المصري الشهير "من دقنه وافتله"!!
وثانيهما: تشجيعًا للمنتج المحلي، في مواجهة وسعيًا للاكتفاء الذاتي في إنتاج اللبن، وعدم الاعتماد على الغرب المتآمر ضدنا!!،
وثالثهما: إرضاءً للتيارات المتشددة التي لا ترضى بأي شكل من الأشكال أن يقوم "الغرب الكافر" بإرضاع أطفالهم!!
أما السبب الرابع والأخير، فهو: استغلال كافة الخبرات المتواجدة في الجهاز الإداري للدولة، والاعتماد على التاريخ المهني الطويل لمستشار الرئيس "إبراهيم محلب"!!
رسالتي الأخيرة للحكومة، هي: "اللي عايش غير اللي متعايش وأرحمونا يرحمكم الله".
نقلا عن الطريق
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع