قبل عامين، وفي مثل هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، انتشرت على صفحات فيس بوك فيديوهات وصورٌ كثيرة لجزّارين وحوش؛ لا يتبعون سُنّة الإسلام المعروفة: في إكرام الحيوان قبل وأثناء نحره بنصل حادّ وعلى نحو خاطف وبعيدًا عن عيون الذبائح الأخرى لكيلا يملأها الرعبُ قبل النحر، إنما يمارسون أبشع ألوان التعذيب الوحشية على الحيوانات كما لو كان نوعًا من الانتقام الرخيص غير المتكافئ بين رجل يملك ساطورًا وكائن ضعيف أعجم لا يملك من أمره شيئًا، وليس طقسًا كريمًا نُحاكي فيه نبيًّا كريمًا افتدى اللهُ ابنَه بذبح لكي يكون آيةً من آيات رحمة الله وفضله.
امتلأ قلبي وجعًا شأني شأن كل القلوب التي شاهدت تلك الفيديوهات المؤسفة. ثم طالعتُ خبرًا مفجعًا في جريدة "الرياض" السعودية عن طفل في الثالثة ذبح شقيقته الرضيعة بعدما شاهد أباه ينحر أضحية العيد. هنا فاض بي الكيل وكتبتُ تغريدة كلها وجع ومرارة، أعترفُ الآن أن لهجتها كانت صعبة وقاسية جرّاء الأهوال التي شهدناها في الفيديوهات والتي جاء ذلك الخبرُ ليُجهز على ما تبقّى فيّ من مقدرة على الاحتمال. نشرتُ التغريدة على صفحتي جوار الفيديوهات والخبر من الجريدة.
تصيّد أحد صغار المحامين من مهووسي الشهرة تلك التغريدةَ التي كتبتها في سياق أدبي على صفحتي، وألبسها غير معناها ليقاضيني (بتهمة ازدراء الإسلام) فيشتهر من جهة، ومن جهة أخرى للانتقام مني بسبب موقفي التنويري الناصع ومعاداتي تيار الإسلام السياسي منذ ستة عشر عامًا. اتضح فيما بعد أن ذلك المحامي الذي رفع ضدي تلك القضية الساذجة من الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية التي مازالت تنخرُ كالطاعون في جسد الدولة المصرية، وإن على نحو مستتر.
الأذكياءُ المستنيرون من القراء، وهم الغالبية العظمى، وصلهم، منذ الوهلة الأولى، المعنى الحقيقي للتغريدة محلّ القضية؛ لأنهم قرأوها في سياقها مع الصور والفيديوهات وخبر جريدة الرياض. لكن هناك مَن لم يتابعوا الأمر واكتفوا بما تمّ ترويجه ضدي من أكاذيب رخيصة، فصدّقوها، شأنهم شأن أبناء ثقافة "قالوا له" الذين يستعيرون عقولَ الآخرين لتفكّر لهم. ولأولئك أقدّم هذا البيان.
ورغم ما نالني من تشويه أدبي واغتيال معنوي على مدى عامين، وبالرغم من الحكم الابتدائي الصادر ضدي بالحبس ثلاث سنوات، إلا أنني أحمد الله أن جعلني سببًا لهذا القانون، الذي تأخر كثيرًا، بتجريم الذبح في الشوارع وتغريم من يرتكب ذلك خمسين ألفًا من الجنيهات. هل ترون تلك الدعوى القضائية التي رفعها ضدي نصفُ أميّ مهووس شهرة، ثمنًا بخسًا أم باهظًا مقابل سنّ قانون يحترم الحيوان الذي لا يملك لنفسه دفعًا؟ السؤال الثاني: هل نطمح في قانون يجرّم تعذيب الأضحية قبل نحرها، ويجرّم نحر حيوان أمام حيوان آخر؟ (كما أقرّ الشرع)؟
وقتها سأقول إننا بدأنا الوقوف على أولى عتبات التحضّر والإنسانية.
===
والآن أقدّم شرحًا دقيقًا لتلك الكلمات الثلاث: (مذبحة- رجل صالح- كابوس)؛ لأوضح لماذا كتبتُها وكيف شوّهها المتصيدون، وصدقهم البعضُ إما: عن سوء نيّة وعداء مسبق لشخصي بسبب مناهضتي للإخوان منذ عام ٢٠٠٥ (حين اقتنصوا ٨٨ مقعدًا في البرلمان المصري)، وإما: بسبب عدم وضوح كلماتي ربما، لأنها كُتبت بصيغة أدبية مجازية، شأني شأن الشاعر حين يكتب مقالا. وفي هذا البيان سيتضح للجميع أن من رفع ضدي تلك الدعوى القضائية لم يقرأ القرآن في حياته، وإلا ما فعل، ما فعل.
أولا: التغريدة محل القضية:
[[بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونيّف، ويكررها كل عام وهو يبتسم. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح. وبرغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، لكن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، برغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص. فعبارة "ذبح عظيم" لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة. لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل. اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم. انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي. وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادّة. ]]
ثانيا: التوضيح
مذبحة: محض توصيف "لغوي". لأن الفعل هو: ذبحَ يذبحُ ذبيحةً. وإذن الناتجُ هو "مذبحة"؟! لهذا نُطلق على المكان المخصّص لنحر الأضاحي في مصر: (المدبح). ولم يتهم أحدٌ "المدبح" بازدارء الإسلام! وآخر ثلاث كلمات في التغريدة "كل عام وسكاكينكم مصقولة وحادّة" تؤكد استنكاري ما يجري من تعذيب للحيوان في مصر بنحره بسكاكين باردة، وعلى مرأى ومسمع من بقية الأضاحي التي تنتظر دورها في الذبح. وكلا الأمرين نهى عنهما الرسول حين قال: “إن ذبحتم فأحسنوا الذبح"، وهو يوصى بأن يكون النصلُ حادًّا وعدم نحر حيوان أمام أخيه.
رجل صالح: هل في قولها إهانةٌ لنبيّ أو رسول؟ أُحيلكم إلى كتاب الطبري كما ورد في الأسفار القديمة، من التلمود إلى القرآن، جميعها نعتت كل نبيّ من الأنبياء بـ: “رجل صالح"، "رجل حكيم".
حين أنعتُ أبا الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام بـ"الرجل الصالح" فأنا أقتدي بالله تعالى الذي خاطب الأنبياء (جميعًا) بهذا النعت في عديد المواضع من القرآن الكريم. (وفي هذا دليل دامغ على أن رافع الدعوى لم يقرأ القرآن الذي يزعم الدفاع عنه!!)
انظروا ماذا قال القرآن عن سيدنا إبراهيم وعن سائر الأنبياء:
* "ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين.” (البقرة ١٣٠)
* "ووهبنا له إسحاقَ ويعقوبَ وجعلنا في ذريّته النبوةَ والكتابَ وأتيناه أجرَه في الدنيا وإنه في الآخرةِ لمن الصالحين.” (العنكبوت ٢٧).
* ”ووهبنا له إسحاقَ ويعقوبَ كلا هدينا ونوحًا هدينا من قبلُ ومن ذريّته داودَ وسليمانَ وأيوبَ ويوسفَ وموسى وهارونَ وكذلك نَجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياسَ كلٌّ من الصالحين.” (الأنعام ٨٤).
والآن انظروا كيف يدعو إبراهيمُ عليه السلام ربّه:
* "ربِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين" (الشعراء ٨٣). دعاؤه هذا تأكيدٌ على أن مرتبة الصالحين هي حلم الأبرار والأنبياء؛ لدرجة أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام نفسه يدعو بذات الدعاء إذ قال: (اللهمَّ توَفَّنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِين). فالرسول شخصيًّا يرجو أن يُلحَق بالصالحين.
فهل قرأ ذلك الدعيّ شيئا من القرآن قبل أن يزعم جهلا إهانتي للنبي حين أنعته بالرجل الصالح؟!
كابوس: كل ما يراه الإنسانُ البشريُّ في نومه من أهوال، يندرج طبيًّا وسيكولوجيًّا تحت مسمّى "كابوس". وسيدنا إبراهيم عليه السلام بشرٌ في نهاية الأمر، وحين يرى أنه يذبح ابنه، (قبل أن يعرف أنه سيُفتدى) فهو كابوس صعبٌ على كل أب محبٍّ لابنه، وهذا لا ينفي كونها "رؤية" ربوبية.
أما بعد: رماني كذبًا بأنني أُنكر شعيرة الأضحية في عيد الأضحى، بقولي: “لا تنتظروني معكم على مقاصلكم". فهل عدم وجودي يعني رفضي أن يفعلها سواي؟!
رماني كذبًا بأنني لا أحترم "فريضة الأضحية”! وبدايةً هو سُنّة لا فرض! والحق أنني أحترم طقوس جميع العقائد، حتى ما أراه بعيدًا عن العقل والمنطق، لكنني أستنكر أن تُمارَس الطقوس الدينية خارج نطاق الرحمة والتحضر والنبل. لهذا أرى، وهذا رأيي يصيب أو يخطئ، أن محاكاتنا فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم، من الأجدى أن تكون رمزيّة وبشكل حضاري (كما يحدث في دولة الإمارات العربية مثلا) وفي أماكن مخصصة لهذا؛ لكي نتجنب بحار الدم والجماجم التي تُغرق شوارع مصر على نحو مخيف مما يترك أثرًا سلبيًّا في نفوس الناس. مثلما أستنكر أن يتم الذبح على مرأى من الأطفال حتى لا تترسب في أذهانهم قيمة "رِخص الدم". وجميعنا يذكر الطفل الذي نحر شقيقته الرضيعة عام ٢٠١٤ بعدما شاهد أباه ينحر شاةً. وكان هذا سبب كتابتي البوست. راجعوا الخبر من جريدة الرياض على الرابط التالي:
bit.ly/2bSOG7R
3-زعم كذبًا أنني أنكر آيات القرآن بقولي: “النص الذي لم يُقل"، بعدما اقتص العبارة من سياقها كما ورد في البوست: ((فعبارة "ذبح عظيم" لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة. لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل)) والمعنى واضح: أن القرآن لم يحدد نوع الذبيحة في (ذبح عظيم ). وليس كما زعم الكذوب بأنني قلت إن واقعة الرؤية لم تُقل في القرآن!!
4-ضعيفُ الإيمان فقط، هو المشغول بتتبع إيمان الآخرين والتشكيك فيه، لكي يملأ صدوعَ روحه وشروخها، بأحجار بنيان الآخرين المتين. أما قويّ الإيمان فهو دائمُ القلق على إيمانه؛ مشغولٌ طوال الوقت بتكريس علاقته بالله، فلا يجد فُسحةً من عقله ولا وقته لتتبع إيمان الآخرين. ولأنه ذو "نفس لوّامة"، فهو يعلم أنه غيرُ أهلٍ لحساب الناس، فلا يزاحمُ الَله في محاسبة عباده معه، وقبل يوم الحساب.
5-أعتزُّ بأنني قرأتُ القرآنَ الكريم عشرات المرات قراءة متعمّقة، وأحفظُ أجزاءً ثلاثة منه منذ طفولتي، مثلما أعتزُّ بأنني قرأتُ التوراة والأناجيل الأربعة في وقت مبكّر من حياتي، ولم أكتف بدراسة الرسائل السماوية وحسب، بل قرأت كل الفلسفات الوضعية كالبوذية والزرادشتية والطاوية والكونفوشيوسية وغيرها من اجتهادات بشرية تصبو لمعرفة هذا الخالق العظيم الذي نعبده جميعًا ونتطلع إلى عليائه، وإن عبر مساراتٍ ودروبٍ مختلفة، إنما جميعها في الأخير يُفضي إلى إله واحد أحد لهذا الكون، لا شريك له سبحانه، مثلما تُفضي أنفاقٌ كثيرة إلى نور واحد في نهاية تلك الأنفاق. وبهذا فأنا أتفوق درجةً على سواي ممن ورثوا العقيدة وراثةً دون اختيارها بعد قراءة ما عداها من عقائد.
6-لديّ رفٌّ في مكتبة بيتي يحمل القرآن الكريم إلى جوار تمثال تخيّلي للسيدة العذراء عليها وعلى ابنها السلام، جوار تماثيل للزاهدين: بوذا وزرادشت ودلاي لاما وغيرهم، أسميه: رفَّ: "الباحثون عن الحقيقة". فأنا أحترمُ مَن يجتهد للوصول إلى الله، حتى وإن عبر طريق مغاير لطريقي. لأنني أنزع نحو المنزع الصوفيّ الذي يجعل من المحبة لله ولخلق الله جميعًا (بشرًا وحيوانًا وطيرًا ونباتًا) نهجًا ودربًا في الحياة. لهذا تصالحتُ مع كل البشر مهما كانت عقائدهم، مثلما تصالحتُ مع كافة المخلوقات مهما كانت وحشية أو مؤذية. فأُربي في بيتي الأليفَ منها، ولا أشارك في قتل المؤذي منها، بل أترك تلك المهمة لسواي.
7-رغم أنني مسلمةٌ وأحفظُ من القرآن، إلا أنني أنتقي من العقائد والفلسفات ما يناسب تركيبتي النفسية ومِزاجي الروحي. انتقيتُ من المسيحية المحبة المطلقة حتى للأعداء والغفران للمسيء. وحاكيتُ البوذيين والزرادشتيين في الامتناع نهائيًّا عن إزهاق أي روح، لأنني لم أخلقها لأُميتها، ولم أمنحها الروحَ لأسلبها منها. لهذا لا أقوى على ذبح عصفور، أو صيد سمكة. وامتناعي عن ذبح الأضحية لا يعني استنكارها على غيري، أو إنكاري شريعتها الربوبية. إنما هي رخصة لا أستخدمها. مثلما يرفض رجلٌ الزواج على امرأته رغم الرخصة الإسلامية بذلك. (الإمام محمد عبده تعهد في وثيقة زواجه ألا يتزوج على عروسه أبدًا). هذا الرجل ليس كافرًا لأنه لا يستخدم رخصته، وإسلامه صحيح.
8-نأتي للأفاضل الذين شككوا في إيماني فكفّروني وألحدوني ونصّروني وشيّعوني وبهأأوني (من بهائية)، كما رموني بصفات منحطة ونعوت لاأخلاقية لا تليق إلا بهم وبانحدارهم. أشكر الله أن جلّ من سنّوا سكاكينهم المسمومة فوق اسمي من أنصاف الأُميين الذين يخطئون في الإملاء، فضلا عن النحو والصرف. وهذا لا يعني إلا أنهم لم "يقربوا" القرآن الكريم، ولا أقول: لم يقرأوه، بل لم يقربوه أصلا. لأن من قرأ القليل من القرآن ومَن حفظ ولو سورة متوسطة الطول منه، لا يلحن في اللغة ولا يخطئ في الإملاء والنحو والصرف على هذا النحو المذري، فضلا عن ركاكة الصوغ الهزلية التي يتمتعون بها (راجعوا لغويًّا مذكرة الخصم "المحامي" ضدي؛ لتتيقنوا مما أقول)، فضلا عن المعاجم البذيئة التي لا يعرفون سواها. ماذا تقول عن رجل يدافع عن (القرآن) وهو يكتبه هكذا: “قران- قرأن"! ماذا تقول عمّن نصّب نفسه محاميًا عن الله، حاشاه، وهو يكتب لفظ الجلالة هكذا: “اللة"! ثم يقول لي: “لا تستحقين اسم (فاطمه)” وقد كتبها بالهاء لا بالتاء المربوطة! :)
9-المهاجمون الذين رفعوا سيوفهم فوق عنقي أربعة أقسام، وخامس أخير:
خاملون نكرات يتمنون الشهرة على حسابي، فوجدوا في تلك الأزمة المفتعلة فرصةً سانحة لكي تبرز أسماؤهم المنسية. ودليلي على هذا أن رأيي هذا قاله مئاتٌ على صفحات فيس بوك وقت اشتعال الأزمة ومازال يُقال، لكن أحدًا من أولئك الخاملين لم ينتقده بحرف واحد! فإذن القضية ليست "الدفاع عن الإسلام" كما يزعمون، بل هي اختيارهم اسمًا "مشهورًا" ليقفزوا على أكتافه فيراهم الناس.
*لجان إلكترونية إخوانية وتيارات إسلام سياسي ممن لم ينسوا لي أنني كنت أحد الدعائم الأساسية في إسقاط الإخوان وطفلهم المدلل "عمّ مرسي"، لهذا يكيدون لي ويشوّهون اسمي ويكفرّونني ويُحرضّون على قتلي لأن سجالي مع فصيل الإخوان لم يبدأ في الحقيقة مع صعودهم للنظام في مصر، بل منذ ٢٠٠٥ حينما احتلوا ٨٨ مقعدًا بالبرلمان، وهو ما رأيته رقما مبالغًا فيه بالنسبة لعددهم على الأقل، فبدأتُ من يومها سجالي الفكري والسياسي معهم.
*مسلمون يشكون في إيمانهم لكثرة ذنوبهم ربما، فيودون أن يقنعوا أنفسهم، ومَن حولهم بأن اغتيالهم لي يُكرّس إسلامهم وتدينهم غير الموجود أصلا. ودليل هذا أن كثيرًا ممن هاجمني بضراوة وكفّرني وجدت صفحته بفيس بوك وتويتر حاشدة بصور نساء عاريات وبمواضيع جنسية مخيفة.
*منقادون من أتباع ثقافة "قالوا له". لم يقرأوا التصريح الذي كتبته أصلا، لكنهم وجدوا أن الكل قد أشهر سيفه وذهب باحثًا عن عنقي، فحملوا سيوفهم وذهبوا مع الذاهبين من باب المحاكاة، واتباعا لثقافة: "اتبعْ القطيع”.
*أما المؤمن الحقيقي الذي جرحته كلماتي فعلا لأن بعض اللبس "الأدبي" شابها، فأرجو ان يكون في هذا البيان توضيح لما التبس.
10- هذا البيان ليس موجهًا لأولئك الدواعش الصغار الذين يملأون فضاء فيس بوك وتويتر بثغائهم وعويلهم وبذاءاتهم وروثهم، فليس سوى الله قادرٌ على إفهام الصخر الأصمّ بديهياتٍ واضحة، إنما موجّهٌ لقرائي الأعزاء لذين ارتبكوا إثر ما حدث وملأتهم الحيرةُ بشأني. ولا أنسى أن أقدم خالص احترامي وتقديري وفخري بقرائي الذين لا حصر لهم ممن لم يشكّوا لحظة في وعيي وثقافتي وإيماني، لأنهم ببساطة يتقنون فنَّ القراءة الأدبية، ويعرفون معني كلماتي على نحوها الصحيح، تلك التي لم يفهمها الدواعش التعساء.
11-أود أن أطمئن قرّائي وأحبتي إلى أنني مطمئنةٌ لإيماني بالله وأعرف أنه أدرى بي من نفسي، فلا أخشى شيئًا لأنه عالمٌ بصدقي مع الناس وحبي له ولخلقه وإيماني بأنبيائه ورسله وكتبه.
تحية للجميع ومحبة
نقلا عن المصري اليوم