الأقباط متحدون - السيسي .. ذلك البطل المظلوم
أخر تحديث ٠٢:٠١ | السبت ١٠ سبتمبر ٢٠١٦ | نسئ ١٧٣٢ش ٥ | العدد ٤٠٤٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السيسي .. ذلك البطل المظلوم


بقلم : ساندى ادوارد

 لا أظن أن رئيسا مصريا منذ عهد محمد نجيب تسلم حكم مصر وهي تئن وتتوجع من جروح غائرة  جراء إرث كبير من الأزمات والمشاكل والمحن كما تسلمها الرئيس السيسي، فمع حكم الاخوان ذلك النظام الديني الفاشي الذي لا يعرف للوطنية المصرية طريق ولا يؤمن بمبدأ المشاركة في الحياة السياسية بل المغالبة في كل شيء هي العنوان، ولا يهمه من أبناء مصر سوى أهله وعشيرته ومن والاهم  من آكلي البط ومدمني الكبسات السعودية في أروقة قصر الاتحادية، وبعد أن نصب ذلك النظام العنصري نفسة فوق سلطة القانون والدستور وأصدر فرمانا بعدم الطعن على قراراته اما القضاء ،  باتت مصر قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية بغيضة ستأكل في طريقها الأخضر واليابس ولا تعود بمصر إلى العصور الوسطى فحسب بل كانت ستمحي مصر من الخريطة كدولة لتصبح جماعات وشيع وقبائل متقاتلة  فتنتهي لأن تكون فريسة سهلة للمفترسين المتربصين بها وما أكثرهم.

  فقد تسلم مصر وقد تدهور أمنها الداخلي تدهورا خطيرا كانت نتيجته أن طفحت على السطح جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجوب بعض المحافظات وتنتشر الرعب في الشوارع فتقطع أذن هذا وتقتل ذاك، وبلغت الطائفية مدى غير مسبوق ، فمن الاعتداء على منازل المسيحيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم إلى حرق الكنائس بالجملة وصل إلى حد الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة منذ انشائها إلى قتل الشيخ حسن شحاته وسحله في الشوارع والتمثيل بجثته إلى المناداة بفرض الجزية على مسيحييى مصر وتكفيرهم إلى الدعوة لتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية على مجتمع به ما يقرب من 15 مليون مسيحي.

    وأيضا تسلم السيسي حكم مصر وحدودها منتهكة ومستباحة فمن حدود غزة المليئة بالانفاق لتهريب السلاح والمحروقات والبضائع ودخول الارهابيين بغير رقيب ولا حسيب وتجنيسهم بالجنسية المصرية ومنحهم رقما قوميا شرعيا ليعيثوا في البلاد فسادا تحت مظلة المواطنة المصرية إلى حدود ليبيا المشتعلة والتى كانت المصدر الرئيسي لشحنات المتفجرات والأسلحة المهربة إلى مصر ، إلى حدود السودان الغير مستقرة إلى السواحل الشمالية التي حاول منها المتربصون الدخول لتنفيذ عمليات ارهابية في العمق الجغرافي للدولة إلى داعش التي ثصطف على طول حدودنا الغربية بطول لا يقل عن الف كيلومتر منتظرين ثغرة يدخلون منها.

   وتسلم السيسي رئاسة مصر في وضع دولي لا يحسد عليه حيث اصبح العالم فريقين ضد مصر  فريق لا يدرك ما حدث في مصر ولايملك الرؤية الواضحة للحكم على المجتمع المصري وثقافته  فاعتبر ان ما حدث - ولو شكليا – انقلابا عسكريا يستوجب معاقبة مصر عليه. وفريق يدرك جيدا ان ما قام به الشعب المصري في الثلاثين من يونيو هو ثورة شعبية غير مسبوقة العدد في التاريخ والجيش المصري ساندها ووقف بجوارها ،  وقد جاءت تلك الثورة على غير ما يرغب  ذلك الفريق فراح يصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري،حتى يقنن عقوبات على مصر من قبيل منع المعونات والمنح وما شابهها  وعليه... فالفريقان لم ينصفا مصر.

   ولا يخفى على أحد حالة مصر الاقتصادية عند تولي الرئيس السيسي مقاليد السلطة في البلاد ، ديون خارجية بأعباءها  تنوء بها الجبال وديون داخلية تنهش في عظام الموازنة العامة للدولة، عودة الكثيرين من العمال المصريين في ليبيا وبعض الدول العربية، ضعف التحويلات النقدية للمصريين في الخارج بالعملة الأجنبية، حالة الإغماء التي راحت فيها السياحة والتي لم تفق منها حتى الآن ، ضرب الإخوان لمنابع الانتاج في مصر  بحرق المصانع  وتفجير أبراج الكهرباء ، رجال أعمال يأخذون اكثر مما يعطون .

   ثم لا ننسى حالة التوتر بين صفوف الشعب من جراء الكم الهائل من القنابل التى كانت توضع بجوار اسوار المدارس  لتقتل ابنائنا وكأن الاإخوان قاموا بحملة قنبلة في كل مدرسة.

   هذا الوضع المتردي التي تعانيه مصر في كل المجالات جعل مهمة الرئيس السيسي في النهوض بمصر من جديد مهمة في غاية الصعوبة ، مهمة لا يقدم عليها إلا الأبطال ممن يحبون مصر ويعشقون ترابها ويفتدونها بالغالي والنفيس ، أبطال يؤمنون بأن الأعمار ليست بيد المخلوق وان الله لا يضيع أجر من يعمل لرفع  قيم الانسانية وحب الوطن .

   فكان على السيسي الاختيار بين أحد أمرين : إما السير في طريق مداهنة الشعب واللعب بعواطفه واللجوء الى الخطابات العنترية ومحاولة جلب كل وسيلة تجعل التفاف الشعب من حولة امرا مقضيا  فتعيش مصر في – نغنغة – بضع سنوات والكل يهتف للسيسي حتى نصحو من النوم فنجد مصر وقد اشهرت افلاسها فنهوى مسرعين إلى السيناريو الذي أراده لنا الأعداء. وإما السير في طريق وعر وصعب ومحفوف بالمخاطر الجسيمة وأثناء سيره يسمع مالايحب أن يسمعه  ويرى ما لايود أن يراه  وينال منه المنتقدون والمتلاسنون معدومي الأدب والحياء ويقسو عليه الشعب ... ولكنه الطريق الوحيد للنجاة والوصول الى بر الأمان .

 

     ولأن هذا الطريق لا يقصده إلا الأبطال فقد قصده السيسي متوكلا على الله متحملا وحده كل تبعاته حتى لوذاق مرارة الظلم وعاش معاناة الطريق . ونحن نقول لك يا سيادة الرئيس : حتى لو كان الطريق طويلا وكان الظلم الواقع عليك مريرا  فسر على بركة الله ، فالجاحد من ينكر انك بطل أنقذ مصر وما يزال ينقذها .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع