الأقباط متحدون - البرلمان السعيد (1)
أخر تحديث ١٨:٣٥ | الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١ | العدد ٤٠٤٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

البرلمان السعيد (1)

 د/ عايدة نصيف
د/ عايدة نصيف

 مع انتهاء دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الأول للبرلمان، ومع من يحلل وضع هذا البرلمان يجده برلمانًا مسالمًا يحب الحكومة الحالية، ويهلل بإنجازاتها اللهم ما عدا قضايا قد فرضت نفسها كقضية وزير التموين السابق وموضوع صوامع القمح، وفى الحقيقة أيضًا من يتابع المشهد الآن يجد عدة أزمات تظهر على الساحة تمس المواطن البسيط أولها ارتفاع أسعار الاحتياجات الأسياسية للمواطن العادى، بل ظهور وبشكل واضح هيمنة وجشع التجار من أكبر سلعة لأصغر سلعة على جميع المستويات ولا يجدون من يحاسبهم، ويقف البرلمان سعيدًا ومهللًا للحكومة.

 
 
بل رأينا ما حدث من الغش الجماعى في امتحانات الثانوية العامة في وزارة التربية والتعليم ونجد أيضًا برلمانًا مسامحًا وسعيدًا، بما يحدث لأبنائنا في الثانوية العامة ومر الموضوع مرور الكرام في محبة وسلام، يقف البرلمان سعيدًا أمام وزارة التعليم العالى وما يحدث فيها من محسوبية أيضًا مهللًا وسعيدًا.
 
يقف البرلمان مهللًا لارتفاع الأسعار التي أكلت المواطن، الذي جاهد ونزل وانتخبه من أجل حياة أفضل، ولكن هيهات لا أحد يشعر بالمواطن إلا مؤسسة وطنية حتى النخاع تحارب في الداخل والخارج هي مؤسسة الجيش المصرى العظيم، يقف البرلمان مهللًا في أزمة ألبان الأطفال وعندما قام الجيش الوطنى بحل الأزمة وجدنا أقلاما  غريبة عن الوطن وعن الوطنية تهاجم المؤسسة التي تشعر بالمواطن وتحاول أن تسد العجز الذي صنعته الحكومة بمباركة البرلمان، في كل أزمة الجيش المصرى لا يستطيع أن يتخلى عن وطنيته وعن مسؤوليته تجاه شعبه. 
 
الجيش بالداخل والخارج، والرئيس يسعى بكل قوته لبناء علاقات إستراتيجية لمصر مع الخارج ووضع مصر على الخريطة الإقليمية والدولية، والحكومة تبنى في أزمات تجرح كرامة المواطن في أن يعيش حياة كريمة، والبرلمان مسالم مسامح يبارك ما تفعله الحكومة. 
 
أُذكر القارئ معى قبل وجود هذا البرلمان أي من نحو ثمانية شهور، لم تكن موجودة هذه الأزمات من ارتفاع الأسعار وجشع واحتكار التجار، والأزمات التي تظهر يوما بعد يوم، سيادة الرئيس يحترم بنود الدستور والجيش أيضًا يدرك أهمية احترام بنود الدستور ويحترم صلاحيات البرلمان، والذي من شأنه لابد أن تحاسب الحكومة على الأداء الهزيل والمُخزى، ويختزل البرلمان هذه الصلاحيات لصالح الحكومة، يقف البرلمان متعاونًا معها في عذاب المواطن..
 
 وأطرح التساؤل: هل يظل المواطن والشعب المصرى صامتين... أشك في ذلك. الشعب هو من يختار والشعب هو من يحكم والشعب هو من يقرر والتاريخ يشهد على ذلك.
نقلا عن فيتو
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع