الأقباط متحدون - أخوكم صليب...
أخر تحديث ١٣:٢٨ | الاثنين ١٢ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢ | العدد ٤٠٤٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أخوكم صليب...

حمدي رزق
حمدي رزق

يا رب..

لا عمر كاس الفراق المر يسقينا

ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا

وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا

لا تكتمل فرحة العيد إلا برسالة تهنئة رقيقة من الكبير سنا ومقاما أنبا موسى، أسقف الشباب، تتلوها رسالة مكتوبة بمداد الحب من الرائع مفيد فوزى، ويعيد عليك بكلمات منتقاة من قاموس الوطن الوزير منير فخرى عبدالنور، ويمسى عليك ليلة عرفات بكل المحبة الصديق اللدود نبيل منير، ويصبح بكل الحب عشرة العمر الجميل جمال أسعد عبدالملاك.. الحب نعمة... مش خطية.

وتتوالى رسائل البهجة ومعايدات السعادة برسائل متتابعة من إخوتى هانى لبيب وإسحق حنا وكمال زاخر وشارل فؤاد المصرى وسامح فوزى.. والأسرة الكريمة، ويحرص القس صليب متى ساويرس منذ ربع قرن ونيف أن يكون من السباقين إلى التهنئة، أخوكم صليب، وغيرهم أحباء كثر رائعون كالأحجار الكريمة، يضفون على العيد مذاقاً مصرياً وطنياً رائعاً.. وتفضل حلاوة سلام أول لقا فى إيدينا.

إخوتنا فى الوطن الطيب، لا يتأخرون أبدا، فى موعد معلوم، تؤثرنى روحهم، وعطفتهم، ومودتهم، رسائلهم مكتوبة بحروف مغموسة بماء المحبة الخالصة، كل هذا الحب يغسل القلوب، ويجلى المعدن النفيس، ويبرهن على أن ما بين أبناء هذا الوطن أقوى من الزمان، وقادر على هزيمة أشباح الفرقة والفتنة، ويمحق خطاب السلفيين والتابعين فى حق إخوتنا فى هذا الوطن الرائع ويسعد ليالينا.. دى ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة.

يقينا مثل هذه الصحبة الرائعة فى هذا الوطن الرائع أمثال مجدى صابر وسمير سيف ورشاد كامل وغيرهم- أخشى أن أكون نسيت كريما منهم- تمنحنا سعادة وأملا عريضا فى تجاوز الاحن والمحن، وقهر الصعاب، والوطن الذى يحوى بين جنباته هذه الأرواح الطيبة لن يضل طريقه أبدا، وكل مخططات الفتنة تتكسر على صخرة هذه القلوب التى تحب الحب فى أهله، يحبون مصر حبا لا يدانيه حب.. يالا نعيش فى عيون الليل.

ولا يجرمنكم شنآن قوم، النهر يغسل أدرانه، ومهما ألقى المرجفون من آثامهم فى مجرى النهر، جرفه نهر الحب أمامه، وتستمر مسيرة النهر دافقة إلى المصب يحمل على وش المية أمانى عذاب، أجمل ما فى مصر طقوس المحبة، المصريون لا يتجملون ولا يكذبون، محبون مخلصون مثل العم الطيب لويس جريس وعنوانه.. الله محبة، الخير محبة، النور محبة.

تهنئة المسيحيين فى العيد ليست من دواعى الواجب أو الطقس أو تفرضها أدبيات خطها آباء سابقون، ولكنها المحبة الخالصة التى جمعت بين المصريين الأصلاء طويلا، ترجمتها هناك فى القرى الطيبة التى يتزاور فيها المسيحيون مع المسلمين تهنئة وتبريكا ووصلا، ويتذوقون أطايب اللحوم حبا وكرامة، هناك فى الصعيد وبحرى يضربون أروع الأمثال فى المحبة، ويلقون بفتاوى المرجفين على طول ذراعهم.. ولا يعرف الكره مطرحنا ولا يجينا.

فى الأعياد تتجلى المواطنة فى صورتها العذبة، ليت أيامنا كلها أعياد، برهان ودليل على أن مصر وطن يعيش فينا ليست وطنا نعيش فيه، أهؤلاء المحبون الطيبون يستاهلوا من المرجفين كل هذه الجفوة والغلظة والقساوة؟ أهؤلاء المصريون الذين تربوا فى الجوار الرغد، نفس المهد والفصل والتختة والحارة، يأتى عليهم حين من الدهر يفرقهم من لا يحسنون قراءة الكتاب، ولا يفقهون معانيه؟.. لا عمر كاس الفراق المر يسقينا أبدا.

نعم روح مصر الطيبة حاضرة فى كل معايدة، حروف الوطن ماثلة منيرة مبهجة، تلهج الحروف فى رسائل العيد بحب أغلى اسم فى الوجود، مقرونة دوما بحب مصر، وتمنيات بالسلامة.. ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا.. يارب.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع