النهارده فيه ناس تستحق الرحمة، وناس تستحق اللحمة.. لكن فيه ناس تستحق التهنئة.. دعاء يوم عرفات، أمس، كان «اللحمة من عندك يارب».. كاريكاتير للصديق هانى طلبة لخص كل شىء.. الأسعار فعلاً نار.. خروف العيد أصبح لعبة تُباع فى وسط البلد.. يقولون عندنا «ريحة البر ولا عدمه».. أصبحنا نشترى دُمية ونمثل بأننا نذبحها، ونتقرب بها إلى الله.. صك الأضحية أصبح 50 جنيهاً بدون تقسيط!
تلقيت، أمس واليوم، تهانى لا حصر لها.. بوكيهات ورد إلكترونية، وخرافاً حية تحمل الورود، وتطلب النجاة وتتوسل إلينا من الذبح.. نجحت السوشيال ميديا أن تنقل لنا البهجة، كما تنقل لنا الآهات.. عايشنا الحجاج ورأينا السيلفى فى كل المناسك.. على عرفات وفى جوف الكعبة، وفى السيارات، وعلى سلم الطائرات.. عشنا تفاصيل كل شىء.. عشت ذكريات الحج ثانية.. كأننا نحج معهم.. هنيالكم، وعقبالى!
أرسلت التهانى عبر الموبايل والفيس والواتس آب.. وتلقيت مثلها وزيادة.. ننسى كثيرين فى الزحام.. الآن أسجل تهنئتى لكل الأصدقاء ولكل أساتذتى.. أخص منهم الأستاذ إبراهيم سعدة.. المقيم حالياً فى سويسرا.. وحشتنا يا ريس.. انزل بقى.. كما أخص الأستاذ محمد العزبى، فلا يحرمنى من تشجيعه المستمر.. قال جملة رائعة عن «المصرى اليوم»، وهى أنه يستمع فيها لأم كلثوم وعدوية، ونعم هى جريدة لمصر!
ذكرنى الأستاذ العزبى بما قاله الأستاذ سمير عطاالله فى «الشرق الأوسط»، إنها جريدة لا تستطيع أن تقول إنها على يمين النظام، أو يسار النظام، لكنها بالتأكيد فى قلب مصر.. ونحن بالفعل نحسب كل الألوان والمذاقات بالورقة والقلم.. فلا شىء يحدث فيها اعتباطاً.. وهنا ينبغى أن تكون التهنئة لمؤسس الصحيفة صلاح دياب.. ونرجوه أن يغفر لنا شططنا، فلم نقدم له غير وجع القلب، وهو راضٍ ومحتسب!
التهنئة واجبة أيضاً لأصدقاء كثيرين، منهم نادية صالح، فريدة الشوباشى، وشمس الإتربى.. سلامتك يا شمس.. أين صالونك العامر؟.. فلا أظن أن أحداً يحب مصر لم يمر على هذا الصالون.. وحين كتبوا عن الصالونات فى مصر تجاهلوك.. قلبك كبير.. أما نادية صالح فهى صوت من العصر الذهبى، لا ينبغى أن ننساه.. أما فريدة مصر فهى وطنية بامتياز.. يحلو لها أن تقول إنها جمهور الترسو إذا رضيت رضوا!
ومن الناس الذين يستحقون التهنئة فى العيد اسم العالم الراحل أحمد زويل.. سيبقى بيننا رغم الزمن، بما قدمه للبشرية كلها.. أيضاً الأديب الراحل جمال الغيطانى.. وأرجو أن تسامحنى الكاتبة الصديقة ماجدة الجندى على تقصيرى.. والموهوب الراحل عبدالله كمال.. كان طاقة صحفية جبارة تمشى على قدمين.. أخلص لقضيته فلم يتلون ولم يتبدل، وكان عُرضة للسجن أيام الإخوان.. هؤلاء الآن عند مليك مقتدر!
وختامه مسك كما يقولون.. أخيراً تهنئة مستحقة للرئيس السيسى شخصياً، جزاء ما قدم لوطنه وأمته.. نحمّله كل شىء خطأ منذ آدم فيصبر.. نعارضه فى الصباح والمساء، ونكتب ضد المحافظين والوزراء، كأنه السبب فى أخطائهم فيبتسم، ولا يغضب ولا يجزع.. النهارده استراحة للتهنئة يا ريس.. كل سنة وأنت طيب.
نقلا عن المصري اليوم