الأقباط متحدون - قبل انتشار الطاعون!
أخر تحديث ٠٨:٠١ | الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٣ | العدد ٤٠٥٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

قبل انتشار الطاعون!

حمدي رزق
حمدي رزق

دعونا نعترف بأن ماكينة الإخوان الإعلامية المعادية الموجهة تعمل بكفاءة فى مخططها لتسويد صورة مصر داخلياً فى عيون العاديين، وخارجياً بإيعاز واتفاق مع أجهزة استخبارات عالمية ضالعة فى فنون الحرب النفسية، تهتبل الحالة المصرية اهتبالاً!.

وما كانت تنجح هذه العصبة إلا تأسيساً على تخبطنا فى مواجهة هذا المخطط، بل وتخديمنا عليه، ومده بكل ما يلزمه لإشعال الفتنة كما يمد الحطاب النار بالحطب الجاف قبل أن تهب فى وجهه تكاد تحرقه.

كل طلعة نهار الإخوان يجدون حطباً جافاً لإشعاله، قرارات حكومية خاطئة، تصريحات وزارية غريبة، مشاريع قوانين غير ناضجة، سقطات إعلامية هزلية، كل ما يلزم لإشعال النار فى الهشيم، على مدار الساعة هناك جديد مصرى، واستخدام رهيب لما يصدر عن الحالة المصرية من تخبط وعشوائية وعبثية.

لا تعرف من قال ماذا، ولماذا، ومتى وأين وكيف، ولا تفقه هل هو توجيه موجه أم عبث مفتكس، ولا حقيقى، والحقيقى منه قد إيه، أرباع معلومات وأنصاف بيانات، وكلمة من الفيس على كلمة من تويتر، على صورة قديمة، على تسريب جديد، وما هو بخبر ولكنه تهويمات وعنعنات وتخبط فى الظلام المعلوماتى، تسمع وكأنك ترى عجباً.

شح المعلومات الصحيحة، وخرس المصادر المأذونة، والتلكؤ فى المواجهة، وغيبة الخط العام الحاكم للأداء، وسيادة الشائعات على الحقائق، وتغول الخبراء بالآراء، وما هم بخبراء، واجتراء نفر من الإعلاميين والسياسيين على الحديث باسم المؤسسات أو عن المؤسسات أو قريباً من المؤسسات!

بلغت حالة البارانويا، بعضهم يتحدث باسم الرئيس وعن الرئيس وكأن الرئيس كان قاعد معاه إمبارح وأطلعه، ونفر منهم يتحدث عن تسليح القوات المسلحة باعتباره خريج أكاديمية ناصر، وكثير يتحدث عن معاملات الاقتصاد، وشروط الصندوق، ورفع الدعم، وطبع الجنيه وكأنه عميد كلية اقتصاد، وكله يفسفس ويغرد ويفتى، كله يحرث الأرض ليبذر الإخوان بذور الشيطان فى الأرض الحرام.

ليست نزهة خلوية، معركتنا مع الإخوان فى ظل هذا التردى العام ليست سهلة ولا يسيرة، وتحتاج إلى جهد جهيد، الإخوان الكاذبون ليسوا فى حاجة لافتكاس أكاذيب جديدة، ولا تخليق حالات افتراضية، ولا اختراع حكايات وهمية، كل ما يلزمهم متوفر فى الأسواق المصرية، فقط يضعون التاتش، اللمسة، استيكر رابعة الأصفر.

المعلومات الفاسدة منشورة، والحكايات العبيطة متواترة، والقصص الحريفة الساخنة على قارعة الطريق، بلد يلقى بطول ذراعه من النفايات المعلوماتية أكثر مما يلقى من القمامة المنزلية، بنفس الآلية، ارمى الزبالة فى الشارع تشوطها الأقدام تنثرها فى نهر الطريق، ارمى الزبالة المعلوماتية على الفيس تشيّرها الأيدى تنثرها على تويتر، ومن تويتر إلى الفضائيات ومن الفضائيات إلى المواقع ومن المواقع إلى الصحف.. وهكذا دواليك.

يجيد الإخوان على طريقة تنظيمهم السرى العمل تحت جنح الظلام، والظلام المعلوماتى الذى يغشى الحالة المصرية بيئة ملائمة لنمو الفطريات الإخوانية الضارة، وتوحش البكتيريا السامة، ومناخ فاسد خصب لنشاط الفيروسات الكامنة، كم فيروساً كامناً كاد أن يندثر عاود النشاط أخيراً، فيروسات مهجورة تعلن عن نفسها ببجاحة فى ظل ضعف المناعة الذى أصيبت به الدولة المصرية.

فيروسات كانت دخلت غيابات الجب طفت أخيراً على السطح، للأسف لم يجر التطهير الجذرى، تركت البرك آسنة لتنمو فى مياهها هذه الكائنات التى سنحت لها الفرصة أخيراً للظهور، والانتشار، ونشر العدوى، كائنات خفاشية كانت تخشى الضوء، برزت سافرة الوجه، سميكة الجلد، تتغذى على الفضلات التى يغص بها الشارع المصرى، حملة نظافة واجبة تحد من تكاثر الجرذان قبل انتشار الطاعون!!
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع