الأقباط متحدون - السائح النائح!
أخر تحديث ٠٣:٢٣ | الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٣ | العدد ٤٠٥٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

السائح النائح!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بقلم: عـادل عطيـة
قلت من الحر أصيّف؛ فالمصيف نوع من السياحة لمشاهدة معالم الطبيعة، والتمتع بأثر من آثار الله على الأرض: البحر!
 
ومثل كل موسم، اينما توجهت إلى مدينة ساحلية، تجد المُتكفّل بإقامتك، يعرض عليك الشقة (في بعض المناطق، يطلقون على الشقة: "عشة"؛ ربما تعبيراً عن حال المُصيّف بعد السكن فيها، فيقوق من حال الإقامة، ويبيض من الضغط الجشعي!). أقول يعرض عليك الشقة باعتبارها بحري، فكل الشقق ـ سبحان الله ـ باتجاه واحد: بحري!
 
وتُعامل ـ مالياً ـ كسائح أجنبي، بل وأكثر؛ لأن السائح يدعمه فارق قيمة تحويل عملته إلى عملتنا، بينما نحن نكتوي بقيمة عملتنا ذات الفارق بين السماء والأرض، مقارنة بالعملات الأخرى!
 
فالصحف، تحية الصباح، تباع بضعف ثمنها، ولو حاولت أن تمتعض من ذلك، قالوا لك: كل عام وأنت طيب. وهم يقصدون: كل عام وأنت مصاب بداء "الجيب الخالي"!
 
 وتعريفة الإنتقال من شاطيء إلى آخر، تُحسب بحسب حساب جشع السائق، الذي يشعرك وكأنك تنتقل بطائرة، وليس بسيارة!
 
أما الشواطيء، فحدث عنها ولا حرج، فقد باعتها المحليات لأناس يعرفون كيف يعوّضون ما دفعوه من مبالغ، هذا مقدارها، من جيوبنا الفقيرة؛ فيؤجرون لك الشماسي والكراسي على طريقة: "الغالي للغالي". وآه لوذهبت إلى الشاطيء مبكراً، فأنهم يمنحونك المكان الذي يناسب دهاءهم، ومكرهم.. وكلما توافد الناس على الشاطيء، تجد نفسك وقد حجبوا عنك وجه البحر، فلا ترى مياهه إلا من خلال الأجساد التي تتقطّر عند عودتها من السباحة فيه!
 
   السياحة لا تموت بإرهاب السلاح، وانما تموت بإرهاب المعاملة!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter