الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١٦ -
٠١:
١٠ ص +02:00 EET
جمال عبد الناصر مع ايدن
فى مثل هذا اليوم 15 سبتمبر 1956 م ..
سامح جميل
بعد تهديد انتونى ايدن رئيس وزراء انجلترا بتحويلها الى حفرة..وان مصر لن تبنى السيد العالى ابدا...
اعد المرشدون اﻻجانب لقناة السويس انفسهم للانسحاب من مصر ومن الشركة بعد تاميمها ونزلوا يشترون حاجايتهم وانشغلت الفنادق بالكامل وكانت ساعة التنفيذ 12 منتصف ليل 14 و15 سبتمبر 1956 وترك المرشدون اﻻجانب السفن وعلى وجوههم السخريةواﻻبتسامة ..ولكن محمود يونس وعزت عادل وعبد الحميد ابو بكر كانوا قد اعدوا طقم من 16 مرشد مصر لتسيير القافلة من السفن اﻻتية من السويس و25 اﻻتية من بورسعيد ..ونجح المصريين فى ارشادالسفن ولم يحدث خطأ واحد ،ودوت الزغاريد المصرية ..
ويروى الرجل الثانى فى قيادة فريق التأميم المهندس عبدالحميد أبو بكر فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا» فى تفاصيل هذه المعركة الخالدة، العديد من أسرارها، ومنها مؤامرة بريطانيا وفرنسا فى مفاجأة مصر بسحب المرشدين التابعين لهما، فتتحول إلى حفرة بتعبير انتونى إيدن رئيس الوزراء البريطانى، والذى قال: «إن قناة السويس سوف تتحول إلى حفرة بسبب عدم قدرة المصريين على تشغيلها»، قال «إيدن» هذا الكلام لكنه كان يجهل أن القيادة المصرية أعدت العدة لذلك، حيث توقعت سحب المرشدين الأجانب، فأعدت خطتها البديلة بتشغيل مرشدين جدد من المصريين وجنسيات أخرى لا تخضع لارادة بريطانيا وفرنسا، وكان المرشدون اليونانيون العاملون فى الشركة نموذجا فى ذلك برفضهم الخضوع لقرار الانسحاب. القصة فيها تفاصيل كثيرة، ووفقا لـ«أبوبكر» فى مذكراته فإنه فى تمام الساعة الثانية والنصف صباحا من ليلة 14 - 15 سبتمبر عبرت أول سفينة القناة بإدارة مصرية كاملة، وكان هذا فى نفس التوقيت التى تعتزم فيه بريطانيا الإعلان للعالم أن مصر عجزت عن تشغيل القناة، ويصف أبو بكر هذه اللحظات الدرامية بقوله: «كنا من فوق البرج نشاهد جماهير الشعب تحتشد على طول القناة، وعلى طول اللسان الممتد فى الماء، وكنا نشاهد المرشدين والموظفين الأجانب وعائلاتهم على سطح النادى الفرنسى المطل على القناة وبوغاز بورسعيد، منتظرين أن نفشل حتى يتدخلوا من جديد لإدارة القناة، وكنا نشاهد عشرات من الصحفيين من جميع بقاع العالم منتظرين دخول قافلة السفن، وفجأة سمعت دويا هائلا، إنها أصوات الجماهير تهتف وتصرخ من أعماق قلوبها بالفرح، كانت الجماهير فى حالة جنونية من السعادة، كانت روحا وطنية عظيمة».وارتفع صوت عبد الناصر "اليوم نثبت للعالم ان المصريين تمكنوا من مواصلة العمل فى القناة .."..
وكان هذا بعد تصريح انتونى ايدن بان القناة ستتحول الى حفرة بعد انسحاب المرشدين اﻻجانب ..وللتاريخ فان كثير من المرشدين اﻻجريج اليونانيين لم ينسحبوا وفوجىء المصريينبهم صباح 15 سبتمر يتوجهون لعملهم..!!