كانت هزيمة يونيو 67 وحدها والتي تسببت فيها القيادة العسكرية وعلى رأسها المشير عبد الحكيم عامر كافية لأن تسهل أبعاده وتنحيته عن منصب قيادة القوات المسلحة.

 

وكان عامر قد جمع حوله مجموعة من الموالين له والمتعاونين معه شركاء اللهو والسهرات الحمراء، حيث كان عامر متزوجا من الممثلة برلنتى عبد الحميد، وعلى شفيق من مها صبرى وعبد المنعم أبوزيد من الراقصة سهير فخرى.

 

لم يبالِ من النكسة بل انتقل بجميع أسلحته وأفراده إلى منزله الجديد بالجيزة، ووضع خطة هو ومعاونيه لقلب نظام الحكم في 27 أغسطس 67 للاستيلاء على القيادة العامة للقوات المسلحة، وتأمين وصوله إلى منطقة القناة واتخاذها مقرا له يعلن من خلالها مطالبه إلى رئيس الجمهورية.

 

في 25 أغسطس تحددت إقامة المشير قبل الانقلاب بــ 48 ساعة بمعاونة السادات وزكريا محيى الدين وسامى شرف وشعراوى جمعة ومحمد فوزى الذي أعطيته التعليمات بصفتى وزير الحربية تنفيذ الجانب العسكري دون إطلاق النيران، وحتى لا يفطن أحد إلى العملية أسميناها "العملية جونسون " وكان نتيجتها تحديد إقامة عامر، وخروج صلاح نصر من المخابرات والقبض عليه وتعيينى قائدا للمخابرات العامة .

 

وفى يوم 14 ستمبر أبلغت الفريق فوزى بقرار الرئيس عبد الناصر نقل عامر من منزله إلى استراحة بالمريوطية على أن يقيم فيها منفردا تمهيدا للتحقيق معه فيما نسب إليه.

 

عندما ذهبت إليه أنا وفوزى لتنفيذ القرار رفض وغافل الحاضرين وتناول مادة الاكونتين السامة ممزوجة بمخدر الأفيون، وعندما أدرك الفريق عبد المنعم رياض الذي كان موجودا أنها مادة سامة اقترح نقله إلى مستشفى المعادى للقوات المسلجة، وبالفعل نقل وتم إسعافه ونقل بعدها إلى استراحة المريوطية.

 

أثبت الأطباء فيما بعد وجود قطعة من الورق اللاصق أسفل جدار البطن مثبت به مادة الاكونتين، وقرر النائب العام محمد عبد السلام أن المشير عبد الحكيم عامر قد انتحر بنفسه.