الأقباط متحدون - عجينة.. نائب من كوكب الذكور!
أخر تحديث ٠٤:٣٠ | الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٥ | العدد ٤٠٥٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عجينة.. نائب من كوكب الذكور!

حمدي رزق
حمدي رزق

إنسان أنوى نادر، أتحدث عن النائب إلهامى عجينة، تفرس ملامحه يعطيك إحساساً بأنك أمام طفرة جينية، ذكر استثنائى، قادم من كوكب الذكور فى المجرة البعيدة، حيث لا نساء، كوكب لم تظهر عليه الكائنات الفاتنات، كوكب قفر خشن لم ترققه الأيدى الناعمة وتملس عليه.

الإنسان الأنوى النادر الذى أنفق على اكتشافه البروفيسور داروش (يوسف وهبى) فيلما بطوله عام 1968، (شنبو فى المصيدة) وأمسكه من شواربه، ظهر أخيراً، يُقال إن عجينة هبط على سطح الكوكب الأرضى من كوة زمنية تشاهدها عادة مجسدة بالجرافيك فى أفلام الخيال العلمى الأمريكية.

الاسم إلهامى واللقب عجينة، ذكر أبيض، ريفى طيب، ع الفطرة، يحسب كل شىء أحمر خد الجميل، يُروى أنه فى أول ظهور لعجينة تحت قبة البرلمان أصابته دهشة ممزوجة بالخبل، الرجل اتخبل مع أول «استريتش» تصافحه عيناه، ففغر فاه، واحتبس صوته، ثم تجشأ لفظاً يعاقَب عليه الرجال بتهمة التحرش، وترفق به النواب تعاطفاً مع صدمته الحضارية، وقيل عنه ترفقاً: «نائب من الأرياف»!.

يصدر عنه دوماً ما يصدم النساء، وترشحه المجلات النسوية عدواً للمرأة وهو «ميت صبابة»، يدوب فى كعب الغزال، فى الأخير رجل طيب لا يضمر شراً للنساء، ولكنه أول ما يشوف واحدة ست، يركبه الجنى الذى اصطحبه من كوكب الذكور، غصب عنه، قرينه ذكر سلفى يحط على النساء: «أنا مش شايف قدامى أيتها ست». والعبارة من مسكوكات فنان الزمن الجميل عبدالفتاح القصرى.

عجينة يحتاج إلى توليف، ومعايشة، ورغم أنه متزوج ويرفل فى السعادة الزوجية، ويتحدث بها على الفضائيات ويستشهد بالفاضلة زوجته، إلا أن تاريخه العاطفى قبل الهبوط الأرضى يلح عليه، تسيطر عليه نزعة ذكورية حمقاء، ويهرتل رافضاً النساء، ويدبدب بقدميه زاعقا: «والمرأة مرأة ولو لها ذَنَب، والرجل رجل ولو من غير شنب»، شعار استقاه من الفنانة الراقية مديحة يسرى فى دور «عصمت المسترجلة»، بطلة فيلم «بنات حواء»!

كل ما يصدر عن عجينة يشى بأنه صريع الهوى، وهن رحمة لنا، وجنة من غير نساء ما تنداس، ويعتنق مذهب «القصرى» متقعراً: «يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة»، عجينة أبداً ليس عدواً للنساء ولكنه متيم بالنساء بس مخبى خايف من أم العيال!.

عجينة عانى صغيرا من حرمان عاطفى، واضح جداً فى تحرشه بالنساء قولاً، يحاول لفت الأنظار إليه، ويرسم لنفسه صورة مغايرة تماماً، يحلم بكوكب من النساء يكون هو فيه الذكر الوحيد، يسبح فى بحيرة من العواطف الساخنة، وكل حرف ينطق به عجينة ينطق برغبة على طريقة أحمد فؤاد نجم: «أهيم شوقا أعود شوقا إلى لماكى وسلسبيلى، يا سمرا ياللى الهوى رمانى، وتهت فيكى وضاع زمانى»!!.

فى كوكب الذكور الذى قدم منه عجينة لا يعرفون «قواعد العشق الأربعون»، المرأة حرث لهم ومتاع فقط لا غير، لا تنفع مهندسة ولا طبيبة ولا عالمة ولا مفكرة، عجينة إن فكر فيها يتعب، والتشخيص عنده فكر وهو مرض عضال والعياذ بالله.

معلوم البلوغ فى كوكب الذكور بعد الخمسين، تظنه كهلاً وهو فى فورته الجنسية، ويباهى بفحولته فضائيا، عجينة طامح إلى الكمال الذكورى، المثال الجنسى، عجينة من طينة معجونة بالفحولة، تخشى منه الحرائر إذا ما قابلنه فى الطرقات، طلوقة هذا الرجل.

لو كان على عجينة يفضّل العصور العارية، أيام الرغد والرخاء الجنسى، وبالخير يتذكر أيام صاحبات «الرايات الحمر»، ويرفض بالكلية المساواة بين الرجل والمرأة حتى فى جريمة الزنى، حصلت المساواة فى الزنى، مخلصاً لقاعدة الذَنَب والشنب، معلوم المُحن الرجالى أمرّ من المُحن النسائى فى الكوكب الأرضى!!.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع