د. مينا ملاك عازر
أقر أنا كاتب هذا المقال، أني مع حرية الإبداع والفكر والكوميديا الحرة، وأعلن معرفتي أنه قد سبق وأن قدمت السينما العالمية أفلام كوميدية أحداثها تدور عن الجيوش والعمليات العسكرية، بل أن السينما المصرية كانت من السينمات السباقة في هذا المجال. ومن ثمة، فلا مانع لدي إطلاقاً في أن يستمر الينبوع في فيضه الساخر على الإطلاق.
بيد أن ما شاهدته من جحيم في السينما في فيلم يسمى جحيم في الهند ، تأخرت في مشاهدته التي كانت في خلال أسبوع العيد - كل سنة وأنتم طيبون- أزعجني بشدة، لم يزعجني موجة الكوميدية المقدمة والهزل الذي فيه، بل أزعجني السخرية من رجال الجهات السيادية، ومن الجهات السيادية نفسها، فلا أنسى أبداً مكالمة التليفون التي قام بها بطل الفيلم محمد عادل إمام الضابط آدم صبري مع خدمة عملاء إحدى الجهات السيادية،حيث كانت تقوم بالرد بنت مايصة تقدم خدمة رديئة مهرجة لا تحترم عملها، حتى أن بطل الفيلم علق بأن طلبه خمسة شاورما رداً علي هذا التهريج المقدم في الخدمة، كما أن بطل الفيلم ذاته يتحدث مع رئيس الجهة السيادية عبر الإنترنت في مكان عام ظاناً بأنه لا أحد يفهم عربي منمنْ حوله في الهند، فوجد الجميع يفهمون عربي، ما يعني سوء فهم وعدم تقدير لأهمية هذا النوع من العمل.
كل هذا يمكنني قبوله والتغاضي عنه، لو أننا لا نحاسب من يسخر من الجيش في أخطائه ولا نجرم من يضع يدنا على أخطاء الجيش، ولا يعزف الكل على سيمفونية تأليه الجيش والجهات السيادية، لماذا قبلت الجهات السيادية تشويهها هكذا، ففيلم الفيل في المنديل رغم ما فيه من ابتذال إلا أنه حافظعلى هيبة الجهات السيادية، التي طالما كان لها رونقها وبريقها في عيوننابقامها الرفيع، أزعجني مستوى ما قدمه الفيلم عن خدمة عملاء الجهة السيادية المحترمة كل هذا يمكننا التغاضي عنه ما دمنا في مقام الإبداع، لكن هل يقبل رجال الجهات السيادية الإبداعات الفيسبوكية المعارضة لهم بكل جدية!!؟؟.
أكتب هذه الكلمات غير محرض على صناع الفيلم، فيكفيهم ما سيحكم به عليهم التاريخ -تاريخ السينما- الذي سيؤكد بأنه فيلم ضعيف غير هادف في معظمه، ولم يقدم جديد، لكن كلماتي فقط للتهدئة من روع من يرتاعوا لكلمات النقاش والنقد والتحاور المطروحة حول الجيش المصري حتى ولو بداخل مجلس النواب، واسألوا النائب المحترم محمد أنور السادات.
المختصر المفيد كن عادلمع الجميع، واهدأ في ردود أفعالك.