الأقباط متحدون - سينمات وسط البلد.. تاريخ شاهد على الفن السينمائي في مصر
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٦ | العدد ٤٠٥٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سينمات وسط البلد.. تاريخ شاهد على الفن السينمائي في مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: هشام عواض
لمصر تاريخ كبير ممتد مع السينما ، فبدأت عرض الأفلام في مصر بعد أيام قليلة من عرض أول فيلم في العالم في ديسمبر 1895م في باريس وتحديدًا الصالون‏ ‏الهندي‏ ‏بـ"الجراند‏ ‏كافيه" الكائن‏ ‏بشارع كابوسين بالعاصمة‏ ‏الفرنسية باريس، وبعد ذلك بفترة وجيزة عُرض أول عرض سينمائي في مصر في مقهى زواني بمدينة الإسكندرية في يناير 1896 م، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 م في سينما سانتي، ومنذ ذلك الحين أخذت دور السينما في القاهرة بالانتشار وخاصة في منطقة وسط البلد التي كانت تحتضن على مر الزمن عشرات السينمات، أغلق قرابة ثلثها الآن بفعل الإهمال أو تغير النشاط و هدم البعض غيرها، لكن الحكايات عن دور العرض في فترة نشأة وبدايات السينما المصرية لا تنتهي، ونستعرض في هذا التقرير أشهر سينمات وسط البلد.

"أوليمبيا" أول سينما متكاملة في مصر
حتى الآن لا تزال باقية صامدة سينما أوليمبيا بالرغم  من مرور الزمن، والتي قدمت عرضها ‏السينمائي ‏الأول‏ ‏في ‏يوم‏ 10 ‏أكتوبر‏ 1907، وتعود قصة إنشاء السينما إلى أنها كانت‏ ‏الأرض‏ ‏التي ‏تقوم‏ ‏عليها‏ ‏سينما أوليمبيا ملكًا‏ لشريف‏ ‏باشا، ‏رئيس‏ ‏وزراء‏ ‏مصر‏ ‏خلال‏ ‏عهد‏ الخديوي ‏توفيق‏. ‏وبسبب‏ ‏عشقه‏ ‏للفن‏ ‏أهداها‏ ‏للشيخ‏ سلامة‏ ‏حجازي ‏لتكون‏ ‏مقرًا ‏لأول‏ ‏مسرح‏ ‏فني ‏في ‏مصر.

في عام‏ 1904 ‏كان‏ ‏المسرح‏ ‏الوحيد‏ ‏للتمثيل‏ ‏في ‏القاهرة‏ ‏هو‏ "‏التياترو‏ ‏المصري‏" ‏في ‏شارع‏ عبد ‏ ‏العزيز، ‏ ‏مكان‏ ‏سينما‏ "‏أوليمبيا‏" ‏بعد ذلك‏، ‏وكان‏ ‏الشيخ‏ ‏سلامة‏ ‏حجازي ‏هو‏ ‏مطرب‏ ‏الفرقة‏ ‏التي ‏كان‏ ‏يملكها‏ اسكندر‏ ‏فرح، وصار تياترو شارع عبد العزيز ينتقل من يد ليد ما بين عروض مسرحية وأخرى سينمائية، وكان آخرها فرقة "أولاد عكاشة".

أما عن مالكي هذا المكان، فقد كان أولهم من الأجانب وهما الثنائي باردي وكرياكوس، ثم انتقلت ملكيته إلى حسني الشبراوي، أول مالكيه من المصريين، حتى وصلت الملكية إلى سمير عبد العظيم، في رحلة تمثل تاريخ مصر السياسي عبر قرن من الزمان.

"مترو" أول دار عرض مكيفة في مصر وأكبر سينما في وسط البلد
افتتحت دار سينما مترو بوسط البلد، في يوم الجمعة 2 فبراير سنة في يوم الجمعة 2 فبراير سنة 1940،  لتكون أول دار سينما فخمة مكيفة الهواء، وكانت جميع تصميماتها وتجهيزاتها من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تضم وقتها 1526 مقعدًا. وتعرضت السينما لهدم أجزاء كبيرة منها بسبب تفجير على يد جماعة الإخوان عام 1947، وبعد أن تم ترميمها حُرقت ضمن حريق القاهرة عام 1952.

"رمسيس" أول  سينما تلغي التمييز بين الأجانب والمصريين
افتتحت سينما رمسيس في أبريل عام 1931، كانت بمثابة تحقيق حلم المصريين بإنشاء دار عرض تلغي التمييز وتحترم الجمهور المصري، وكانت سينما رمسيس هي تلك الدار التي كانت واقعة في شارع فاروق "الجيش حاليًا"، حيث تميزت السينما عن غيرها أنها أزل سينما لاتفرق بين المصررين والأجانب من  بدايات السينما في مصر، والتي كان يشكو الجمهور دائمًا تمييز دور العرض بين المصريين والأجانب، حيث كانت سينمات "ريالتو" و"الكورسال" بالإسكندرية مثلًا تخصص مقاعد الدرجة الأولى للأجانب، بينما الدرجة الثانية للمصريين، كذلك كانت سينما أولمبيا بالقاهرة تخصص مقاعد الجزء الأيمن لأبناء الجاليات الأوربية، بينما كانت تخصص الجانب الأيسر لأبناء البلد.

"ميامي" من أعرق السينمات في وسط البلد ومصر
يعود تاريخ سينما ميامي لعام 1923، وتعد من أعرق دور العرض في القاهرة ومصر، وتتبع حاليًا الشركة العربية للإنتاج الإعلامي والثقافي "شعاع"، والتي استأجرتها من الشركة المالكة "شركة مصر للصوت والضوء والسينما" عام ١٩٩٩ لمدة عشرين عامًا، وبحكم موقعها المتميز بشارع طلعت حرب فقد كانت "ميامي" شاهدًا على الكثير من الأحداث المختلفة كجزء لا يتجزأ من قلب منطقة القاهرة الخديوية، ولم تسلم السينما من الحرائق المتوالية بدايةً من حريق 6 مايو 1946 حيث تعرضت لتفجير اُتهم به منتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تمر ست سنوات حتى طالها حريق ثانٍ كبير ضمن أربعين دار سينما أخرى منها ريفولى وديانا ومترو وراديو أثناء حريق القاهرة.

وتصل مساحة  سينما ميامي لنحو ألفي متر، وتتكون من قاعة واحدة كبيرة مصممة على الطراز القديم الذى يتيح وجود مقاعد بالصالة الرئيسية ومقاعد أخرى بالبالكون، وتسع نحو ألف ومائتي مقعد.

"قصر النيل" صرح فني من سينما ومسرح
يعود تاريخ نشأة  سينما قصر النيل إلى عام 1954، حين استأجرتها شركة "إخوان جعفر" من "ليفي دي بانجيو" مالك الأرض، وافتتحها الرئيس جمال عبد الناصر في نفس العام، ثم فى عام 1989 استأجرتها شركة أفلام محمد فوزي، التي أضافت إليها المسرح.

 وفي البداية كان مبنى السينما مكونًا من قاعة واحدة كبيرة مقسمة إلى ثلاثة أماكن تدريجية تسع نحو ألف كرسى، عبارة عن سينما ومسرح، ثم تحولت "قصر النيل" للعرض المسرحي فقط بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، فقدمت مسرحيات الفنان محمد صبحي مثل مسرحية "ماما أمريكا" التي ظلت تعرض لمدة خمس سنوات، ومسرحية "عائلة ونيس"، كما تم تأجير المسرح لعرض مسرحيات الفنان سمير غانم، ومنها مسرحية "أنا ومراتي ومونيكا". واستمر تقديم العروض المسرحية حتى ثورة 25 يناير ولم يعد هناك منتجون للمسرح فقلت العروض المسرحية، ولكن لم تتوقف بشكل نهائي، ولم تغلق السينما أبوابها، فلا يزال متاحًا عرض الأفلام والمسرحيات بـ "قصر النيل" متى كانت هناك عروضًا مناسبة.

"كوزموس" أول سينما في مصر تتكون من 5 قاعات
تقع سينما كوزموس في شارع عماد الدين، وتعد واحدة من أهم السينمات في مصر، حيث جاء إنشاؤها مع بداية عهد جديد فى الطراز المعماري الخاص بدور العرض السينمائي، وتم بناؤها عام 1990. وتتكون السينما من 5 قاعات وبها 1200 كرسى، ولا تحتوى على بلكونات، حيث يقول صاحبها المنتج فاروق صبري، إن فكرة تأسيس سينما "كوزموس" جاءت بالصدفة حينما سافر إلى لندن في رحلة عمل وقام بزيارة سينما "أوديون" الموجودة فى شارع أوكسفورد بلندن، ولاحظ عرض العديد من البوسترات لأفلام سينمائية مختلفة، وسأل موظفة الاستقبال، قائلا لها: «لماذا تعرضون كل هذه البوسترات فى آن واحد؟»، وأجابته قائلة: «لدينا 10 قاعات، ونقوم بعرض كل هذه الأفلام فى نفس التوقيت، وتستوعب السينما 1850 شخصًا.

وتابع صاحب سينما كوزموس أنه بعد انتهاء رحلته إلى لندن عاد إلى مصر وأنشأ سينما كوزموس التي كانت أول سينما في مصر تتكون من 5 قاعات، وبعد نجاح الفكرة أنشأ سينما الهرم التي تتكون من 4 قاعات، وسينما بالمنصورة، وأخرى بالإسكندرية وتحتوى على 7 قاعات، مشددًا على أن كل المنتجين قاموا بتقليد فكرة سينما كوزموس وظهرت بعد ذلك المولات التي تتكون من عدة قاعات لعرض الأفلام.

سينما كوزمو تحتفل بـ 100 عام من تقديم الفن
أنشأت سينما كوزمو في عام 1906م، عندما  أنشئ مسرح عباس ولكن بطريقه بدائيه فأعيد افتتاحه مرة أخرى عام 1909م، وفي عام 1917م استأجرته شركه جوزيفيلم وحولته إلى سينما كوزموجراف وأعيد افتتاحها عام 1935م باسم سينما كوزمو.

"ليدو" والتي افتتحها نجيب الريحاني
أنشئ مسرح الأجيبسيانة مكان مقهى قديم يقع في شارع عماد الدين بوسط البلد، وافتتحه الفنان نجيب الريحاني عام 1917م وفي عام 1923م تم أعادة بنائه وسمى بمسرح برنتانيا والذي غنى به الموسيقار محمد عبد الوهاب وفي عام 1930م تحول الى سينما كابيتول وفي عام 1946م تحولت إلى سينما ليدو.

"بيجال " جوهرة شارع عماد الدين
فتحت سينما بيجال أبوابها للجمهور عام 1912م، وتقع في شارع عماد الدين الشهير في وسط البلد، وضمت سينما بيجال مسرح ماجيستك، والذي تم ضمه لها عام 1960م وظلت السينما محتفظة به حتى الآن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter