نبيل المقدس
أحنا إللي ضربنا الهوا دوكو ... أحنا إللي خرمنا التعريفة ... وأحنا أيضا إللي إغترعنا حشد الإستقبال .. لم أري أو أسمع طيلة حياتي أن عن زيارة رئيس دولة ما لدولة أخري في أي مناسبة حيث يحدث تنافس بين الجالية التي تتفق مع سياسة هذا الرئيس , ومع باقي الجالية التي يعارضون هذا النظام .. والعحيب أن كلا القسمين من نفس الجالية يتخذان جميع الطرق والسبل النظيفة والقذرة في سبيل حشد أكبر عدد ممكن من الأفراد عند إستقبال الرئيس أثناء دخوله وخروجه إلي الإجتماع الذي يتم عقده بواسطة هيئات او جمعيات عمومية دولية .
نحن الأن في صدد مجادلات كبيرة أعتبرها منافسات تافهة لشعب يريد أن يطور نفسه ويحاول أن يلحق بركب حضارة الدول التي كانت من قبل نحن اكثر واعظم منهم وجاهة وكبرياء وحضارة . فقد كنا من قبل دائما نختلف داخليا مع الرئيس بغض النظر عن تكميم الأفواه .. لكن عندما كان يتواجد رئيس الدولة في الخارج يتجمع المواليون والمعارضون حول الرئيس .. والمقصود من هذه الوحدة هو رفع كرامة مصر وشعبها قبل رفع كرامة الرئيس .
لكن أسال نفسي .. هذه التجمعات المنقسمة ومن بلدة واحدة والواقفة بالساعات امام الهيئة الدولية التي سوف يدخلها رئيسهم رافعين طلباتهم علي يافطات تعلن رفضهم للرئيس أو أخري تعلن قبولهم وترحيبهم به في بلاد المهجر بالنسبة لهم .. هل كل هذا ستأتي بنتيجة لكل من المجموعتين ؟؟ .. وهل لها تأثير في المستقبل علي تعامل الدول المشتركة في المحفل الدولي مع مصر ؟؟ أظن انها تجمعات فاشلة ولا تترك أي أثر في نفوس البلدان الأخري المشتركة بالسلب او بالإيجاب . كل ما نستفيده هو تقليل نظرة هذه الدول لشعب مصر .. فهذه تجمعات الترحيب او إظهار الرفض في الخارج أمر مُخزي , ومشين ويشير إلي جهل هذا الشعب .
وأحب اقول أن حشد ابنائنا في الخارج ابدعها الجماعات الإخوانية , عندما خرجوا من جحورهم , وحاولوا إظهار انفسهم بإدعاء أنهم قوة لها الحق في مزاحمة الشعب المصري الأصيل في جميع المحافل الدولية , وفعلا فقد نجحوا في حشد الكثير من اعوانهم في الداخل وفي الخارج بالمال , وما أكثرهم عددا وإمكانيات أمام جميع المحافل الدولية , ولا انكر انهم نجحوا في إستقطاب بعض الدول لهم .. مما كان عامل يَسّر الكثير في وصولهم إلي قمة الحكم , لكن قوة وحشد الداخلي الذاتي للشعب المصري كان اكثر تاثيرا في هدم هذا النظام الفاشستي الديني .. ودخلنا عصر جديد اهم ملامحها هو تغيير مصر بالكامل , حيث لم يتم اي تقدم طيلة الـ 60 سنة الماضية .
عندما تولي الرئيس السيسي منصب الرئيس بالإنتخاب الكاسح .. قالها صراحة في اول لقاء له مع الشعب .. ان اي دولار بالدين يدخل البنوك المصرية , سوف لا يدخل في الدعم , والذي يريد ان يزيد من رفاهيته فعليه ان يعمل بجدية .. هذه هي سياسة السيسي .. وقد قبلنا هذه الخطة .. فعلا فنحن لنا حوالي 60 سنة ناكل ونشرب علي ديوننا من الدول الخارجية .. وبهذه الطريقة سوف لا نتقدم خطوة واحدة , بل سنتقهقر إلي الخلف , وبناء علي هذا سوف نجد انفسنا نعيش في اوائل القرون الأولي .
لا انكر ان مشكلة الأقباط ماتزال موجودة بسبب برطعة السلفيين , وتركهم يفتون ويتصرفون بلا إختشي أو خوف في إذاء اقباط مصر في بعض قري محافظات الصعيد. لكن في نفس الوقت لا ننسي تهنأة الرئيس المفاجأة عند دخوله الكنيسة الأم ليلة عيد الميلاد وكانت فرحة الأقباط وخصوصا كان قبلها بيومين أنه جند فرقة الجيش الخاصة بمساعدة الجيش الليبي في إسترجاع أبنائنا المسيحيين الذين كانوا تحت قبضة الدواعش الفتاكة .. وفي نفس الوقت تكلم الرئيس في منتهي الجرأة لم يستطع رئيس من قبله أن يتفوه بها حيث قال " أنا جاي لكي اتأسف إننا إتأخرنا في ترميم واعادة الكنائس التي احرقها الإرهاب إبان ثورة الشعب في 30 يونيو . وفعلا وبلا حشد او تظاهر اخذنا حقنا وتم الإنتهاء من بناء الكنائس المتهدمة ..
انا مع الحشد الداخلي ضد هؤلاء السلفيين الذين يتحشرون بمسيحيي المنيا وبعض القري في الصعيد .. انا مع التظاهرات القانونية والمنظمة للمطالبة بحق السيدة الني جردوها من ملابسها ... لكن التجمهر في الخارج لكي نطالب نحن الأقباط بحقوقنا فأنا ضد هذا الأسلوب .. والغريب لم أسمع أن اقباط مصر لم ينظموا تظاهرات سلمية في مصر لإسترداد حقوقهم .. كل ما اسمعه أنهم يهجرون قريتهم وممتلكاتهم ويتشردون ويوزعون انفسهم عند اقاربهم في قري أخري ... لم اشاهد اواسمع عن مظاهرة منظمة لكي يتم الإفراج عن الصبية المتهمين بإزدراء الدين .. كل ما نعرفه هو صويت وصراخ وإشعال الحرائق في مواقع الإتصال الإجتماعي .وإطلاق الإشاعات من قبل الإحوان .. فقد وجدوا مادة مُقدمة لهم من مسيحيي مصر , ولا شك إستغلوا هذه المشاكل وأزادوا عليها كلمات تشبع الأقباط بطموحات زائفة وتعطيهم راحة نفسية تؤدي إلي اللامبلاة , فهي أمور سامة في الأصل ضد الأقباط اولا واخيرا .. .
وهنا ياتي وجوب كيان مسيحي مدني فقط لا صلة له بالمؤسسة الدينية .. هذا الكيان هو الذي يرشد المسيحيين متي واين وكيف واسباب القيام بالتظاهر السلمي القانوني .. هذا الكيان يبطل عمليات التهريح العشوائي الذي يؤدي إلي الفشل اكثر من المنفعة .. كما ان هذا الكيان سوف يكون هو المسئول امام الحكومات , وله الحق في المطالبة لحقوق المسيحيين .. وقد يظن بعض الأفراد ان قيام كيان مسيحي هو يؤدي إلي إنقسام الشعب المصري .. لا يا سادة .. هذا الكيان مندمج تماما مع الشعب المصري كله .
أخيرا انادي بالمؤسسات الكنيسية الإبتعاد تماما عن كل ما لا يخص الكهنوت ..
فعلا شعب خطط الحمار الغلبان اسود .... جعله وحشي ...... !!!!