الوطن | الأحد ١٨ سبتمبر ٢٠١٦ -
٤٨:
٠٦ م +02:00 EET
ابطال سينما
دائماً ما تكون مواسم الأعياد سواء «الفطر أو الأضحى» من أهم المواسم السينمائية، يتسابق النجوم على طرح أفلامهم ويتنافسون على «تورتة» الإيرادات، وهذا العام شهد وجود العديد من الأفلام السينمائية «لف ودوران» و«كلب بلدى» و«عشان خارجين» و«حملة فريزر» و«صابر جوجل» و«تحت الترابيزة».
على مستوى الإيرادات تصدر أحمد حلمى الشباك، وتذيل المنافسة محمد سعد فى سقوط لم يكن غريبًا، ولكنه متوقع بناء على الأعمال الأخيرة الذى قدمها سعد فى السينما.
فى هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد عن رأيهم فى مستوى الأفلام المشاركة فى الموسم وعن الإيرادات التى حققتها.
فى البداية تحدث الناقد طارق الشناوى وقال: معظم الأفلام المشاركة فى الموسم هذا العام ليست أعمالًا فنية، ولكن يغلب عليها الطابع التجارى أكثر، فجميع العاملين عليها انصب تركيزهم على النجاح خلال العرض أيام العيد لجذب الجمهور، ولكن ليس لتقديم فيلم سينمائى يعيش مع الجمهور ويستمر نجاحه.
وأضاف الشناوى: الظاهرة الغريبة أن معظم المشاركين فى الموسم يتمنون أن يصبحوا نجوم شباك والآخرين يتمنون العودة الجيدة، باستثناء أحمد حلمى الذى أكد من خلال فيلمه أنه فنان ما زال قادراً على جذب الجمهور إليه، خاصة أن فيلمه الجديد «لف ودوران» لم أر فيه الجودة الذى تعودنا عليها فى أعمال حلمى سواء على مستوى الإنتاج أو السيناريو والأداء، أعتقد أن مدة تصوير الفيلم لم تتعدى ثلاثة أسابيع وكان يريد اللحاق بالموسم، ولذلك هو آخر عمل تم طرحه بدور العرض، ولكن حلمى ما زال يمتلك بريقًا خاصًا مع الجمهور جعله قادرًا على تصدر شباك التذاكر.
وتابع «الشناوى» حديثه قائلاً: ومن كوارث الموسم فيلم «تحت الترابيزة» للفنان محمد سعد، فهذا العمل هو بمثابة انتحار لـ«سعد»، فهو يقف تائهًا لا يعرف ما عليه فعله من أجل أن يعود للماضى ويصبح نجم الشباك الأول، وهذا ما ظهر عليه فى فيلمه الجديد الذى تذيل به المنافسة، ولأول مرة أشاهد حفلات له تقوم بإلغائها دور العرض لعدم وجود جمهور، وهذا حدث منذ اليوم الأول لعرض الفيلم، وهو ما يؤكد أن الجمهور لم يبتعد عن العمل لضعفه، بل لأنهم لا ينتظرون شيئا من سعد من الأساس.
وقال: يتبقى أربعة أفلام وهي: «كلب بلدى» و«عشان خارجين» و«حملة فريزر» و«صابر جوجل»، أفضلها من وجهة نظرى هو «كلب بلدى» للفنان أحمد فهمى الذى انفصل عن الثنائى شيكو وهشام ماجد، لأن الفيلم بالفعل يمتلك فكرة جيدة، ولكن ما يؤخذ على فهمى أنه تعامل مع الفكرة بمنطق «الإفيه» ولم يتعمق بها أكثر لكى يقدم للجمهور عملًا سينمائيًا ناجحًا، أما فيلم عشان خارجين، فهو عمل تجارى بدون معالم، ولكن نجاحه يعود لوجود الفنانة إيمى سمير غانم بجانب حسن الرداد ووجود الروح الفكاهية فى هذا الثنائى، أما حملة فريزر، فهو ليس بالمستوى الذى شاهدناه فى أعمال الثلاثى قبل انفصال فهمى عن شيكو وهشام ماجد، والسبب أن شيكو وهشام أرادا أن ينسبا النجاحات الماضية لهم كثنائى بعيداً عن فهمى من خلال هذا العمل، ولذلك جاءت جرعة الجودة محدودة، وأخيرا فيلم «صابر جوجل» للفنان محمد رجب، وهو عمل متواضع بسبب أن رجب يريد أن يثبت «بالعافية» أنه نجم شباك من الطراز الأول، ولكن يظل يخفق فى ذلك لأنه يبالغ كثيراً فى اختياراته وأدائه.
الناقدة خيرية البشلاوى قالت: موسم متواضع كثيراً من حيث المستوى الفنى، فالأعمال من «البروموهات» لا تشجع على مشاهدتها، لأنها أعمال لا تتعدى فترة عمرها أيام العيد فقط، بعيداً تماماً عن السينما التى تعيش وتظل باقية مع الجمهور، حتى العمل الذى حاز على المركز الأول «لف ودوران» للفنان أحمد حلمى فيعود نجاحه لخلفية حلمى السابقة مع الجمهور وثقتهم فى مشاهدة عمل كوميدى جيد.
الناقد خالد محمود قال: أفلام العيد من الصعب تقييمها على المستوى الفنى، ودائماً ما تكون الإيرادات خادعة ولا تتناسب تماماً مع المنتج الفنى، النجوم والمنتجون يقدمونها لتحقيق الأرباح والإيرادات خلال أيام العيد، دون النظر تماماً لقيمة العمل، أحمد حلمى عاد بعمل ليس على المستوى الفنى المطلوب، ولكنه يعتبر أفضل الأعمال المشاركة، بالإضافة إلى تشوق الجمهور له بعد سنوات غياب ونجح فى جذبهم إليه من جديد، أما محمد سعد فأكد للجمهور أنه أفلس فنياً، ولم يعد يمتلك شيئا جديدا لكى يقدمه بالرغم أنه متساوٍ مع حلمى فى سنوات الغياب، ولكن الجمهور لم يجد منه شيئا ينتظره عليه، معظم الأفلام المشاركة الأخرى هى أفلام كوميدية تجارية لتحقيق أرباح خلال أيام العيد، الثلاثى الذى انفصل لعملين «كلب بلدى» و«حملة فريزر» هى أعمال لا يمكن تقييمها فى صيغة أفضل من كونها أعمالًا تجارية لجمهور العيد وإيراداتها تعود للتوزيع وامتلاك منتجيها لعدد كبير من دور العرض، أما الفنان محمد رجب فعليه أن يقف مع نفسه لأن يريد أن يثبت أنه من نجوم شباك السينما ولكنه يخفق بسبب مبالغته وعدم اختياراته الجيدة.
وأضاف محمود: هذه الأعمال لها آثار سلبية كثيرة على السينما، أهمها ابتعاد أصحاب السينما الحقيقيين عن طرح أعمالهم فى مواسم شرسة مثل مواسم الأعياد، ولكن أوجه لهم نداء بضرورة طرح أعمالهم فى هذه المواسم، لأنها ستجذب الجمهور وستغطى على الأعمال التجارية.
ومن جانبها أكدت الناقدة ماجدة موريس، أنها لن تجد ما يقنعها فى أفلام العيد، وقالت: هذه الأعمال سينما مؤقتة، أو نزهة فى العيد للجمهور، باعتبار أن السينما هى نزهة الأسر فى العيد، ولذلك هى أعمال تجارية لا ترقى لمستوى السينما المصرية التى نريدها، ولذلك أناشد صناع السينما الحقيقية أن يعودوا إلى الساحة من جديد حتى تعود السينما المصرية لرونقها.