في مثل هذا اليوم 20 سبتمبر 835 م..
أحمد بن طولون أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام. لما أدخل المعتصم العباسي الأتراك إلى عصب الدولة العباسية وولاهم معظم المناصب الكبرى آلت إليهم الولايات العباسية وبعد المعتصم بفترة كانت مصر من نصيب الوالي التركي بكياك الذي كان زوجاً لأم أحمد بن طولون وأتى به إلى مصر ثم آلت بعده إلى الوالي التركي برقوق الذي كان أبا زوجة ابن طولون وأناب كل منهما ابن طولون للقيام بأمر مصر فوليها في سنة 254هـ 868م. عين واليا على الشام بالإضافة إلى مصر بعد ذلك بخمسة أعوام ثم أعلن دولة مستقلة وتعاقبت أسرته على حكمها لثمانية وثلاثين عاما.
أنشأ أحمد بن طولون قصره العظيم في موقع ميدان القلعة الحالي وقد اندثر تماماً ويُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً وتحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة وانه كان يتميز بوجود سلالم خارجية. يُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية وقد أنشأه الأمير أحمد ابن طولون في الفترة بين عامي 263هـ ـ 265هـ على مساحة ستة أفدنة ونصف ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم مما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر...
الأمير أحمد بن طولون ( 20 سبتمبر 835 - مارس 884م) أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام ولد سنة 835 ميلادية والى مصر (835 - 884). كان والده من أتراك القبجاق.
لما أدخل المعتصم العباسي الأتراك إلى عصب الدولة العباسية، وولاهم معظم المناصب الكبرى، آلت إليهم الولايات العباسية، وبعد المعتصم بفترة كانت مصر من نصيب الوالي باكباك التركي الذي كان زوجاً لأم أحمد بن طولون، وأتى به إلى مصر، ثم آلت بعده إلى الوالي التركي برقوق الذي كان أبا زوجة ابن طولون، وأناب كل منهما ابن طولون للقيام بأمر مصر، فوليها في سنة 254هـ 868م. وعين واليا على الشام بالإضافة إلى مصر بعد ذلك بخمسة أعوام.ثم أعلن دولة مستقلة، وتعاقبت أسرته على حكمها لثمانية وثلاثين عاما.
لما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عنه وعن جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.
واختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم حيث حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش، كما أنشأ المستشفيات والبيوت.
وقد قسمت المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التي تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم ولهذا سميت المدينة بالقطائع، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر والحلمية.
الزراعة
بذل أحمد بن طولون قصارى جهده لتشجيع الزراعة وزيادة الإنتاج الزراعي، فأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول، وحفر الجديد منها، وأصلح السدود المحطمة، وحمى الفلاحين من ظلم جُباة الضرائب وتعسفهم؛ مما أدَّى إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة من جهة، ووصول أسعار الحبوب إلى أدنى مستوى.
الصناعة
ازدهرت الصناعة في عهد أحمد بن طولون، ويأتي على رأس الصناعات التي اشتهرت بها مصر آنذاك صناعة النسيج، من ذلك صناعة الكتان التي اكتسبت أسواقًا جديدة، وكانت تُصنع أنواع مختلفة من الكتان في مصر السفلى في مدن تِنِّيس ودمياط ودَبِيق وشَطَا ودَمِيرة وغيرها، وفي مصر العليا في مدن الفيوم والبهنسا وإخميم. واشتُهِرَت مصر أيضًا بصناعة المنسوجات الصوفية، إضافة إلى المنسوجات المطرزة بالذهب والموشاة التي أنتجتها مدينة الإسكندرية عُرفت بجودتها العالية.
إصلاح مقياس الروضة
قام أحمد بن طولون بإصلاح مقياس النيل بالروضة، الذي أقامه والي مصر أسامة بن زيد التنوخي سنة 96هـ/ 715م لقياس ارتفاع منسوب مياه النيل، ثم جُدِّد هذا المقياس على أيام الخليفة المأمون العباسي سنة 199هـ/ 814م، ثم أُعِيد إنشاؤه زمن الخليفة المتوكل سنة 247هـ/ 861م إلى أن قام أحمد بن طولون بإصلاحه، وما زال هذا المقياس موجودًا إلى اليوم في جزيرة الروضة.
مسجد التنور
شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيئًا. وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس.
قصر أحمد بن طولون
كما أنشأ أحمد بن طولون قصره العظيم في موقع ميدان القلعة الحالي وقد اندثر تماماً، ويُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً، وتحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة، وانه كان يتميز بوجود سلالم خارجية.
البيمارستان:
أنشأ ابن طولون بيمارستانًا سنة (259هـ/ 872م) لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بين الطبقات والأديان، وجعل العلاج فيه دون مقابل، وألحق به صيدلية لصرف الأدوية، فإذا دخل المريض المستشفى تنزع ثيابه وتقدَّم له ثيابٌ أخرى، ويودع ما معه من المال عند أمين المارستان، ويظل المريض تحت العلاج حتى يتم شفاؤه، وكانت دلالة شفاء المريض قدرته على أكل رغيف كامل ودجاجة، وعندئذٍ يُسمَح له بمغادرة المستشفى، وكان ابن طولون يتفقد المستشفى، ويتابع علاج الأطباء، ويشرف على المرضى.
إنشاء القناطر
شيَّد أحمد بن طولون في الجنوب الشرقي من القطائع قناطر للمياه، وكان الماء يسير في عيونها إلى القطائع من بئر حفرة في أسفلها، وكان يرفع الماء من البئر إلى القناطر بواسطة ساقية، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ الذي بُني منه الجامع الطولوني. لهذا يعتقد أن المهندس الذي شيدها هو نفس المهندس الذي شيد الجامع، ولا تزال بقية من هذه القناطر باقية إلى اليوم في حي البساتين بالقاهرة..
جامع احمد بن طولون:
يُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع، إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات والتوسعات معالمه الأصلية تماماً، وقد أنشأه الأمير أحمد ابن طولون في الفترة بين عامي 263هـ ـ 265هـ على مساحة ستة أفدنة ونصف، ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، ومما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك. ولقد بنى هذا المسجد مهندس قبطى يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني ـ وقال له أحمدابن طولون(اريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى)وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدولة العباسية مصر في اواخر عهد موسى هارون وسوا بالقطائع الأرض ولم يبقى منها سوى هذا المسجد.
كان كما وصفه المؤرخون حازما ونمت ثروة البلاد في عهده واستقرت أحوالها، وفي بداية عهده استطاع أحمد بن طولون التخلص من أحمد بن المدبر؛ جابي الضرائب للبلاط العباسي والذي تطلع إلى الاستئثار بمصر لنفسه. وحين وصل إلى مصر، وجد أن العاصمة غير كافية لبلاطه وجيشه، فأزال المقابر بين العسكر وجبل المقطم؛ وأقام "القطائع"، عاصمة جديدة ثم أسس بعد ذلك مسجدًا جامعًا.وكان ابن طولون أول حاكم لمصر في العصر الإسلامي يعلن استقلالها؛ فوضع بذلك نموذجا تبعه كثيرون ممن خلفوه، وقد اشتهر عصره بالنماء والاستقرار.
وقد ورد في سيرة أحمد بن طولون لابن الدَّاية أنه ركب ذات يوم قاربه فاجتاز به شاطئ النيل فوجد شيخًا صيادًا عليه ثوب خلق لا يواريه، ومعه صبي في مثل حاله من العُرْي وقد رمى الشبكة في البحر. فرثى لهما أحمد بن طولون، وقال لنسيم الخادم: " يا نسيم، ادفع إلى هذا الصياد عشرين دينارًا". ثم رجع ابن طولون عن الجهة التي كان قصدها واجتاز موضع الصياد (في رحلة العودة) فوجده ملقى على الأرض وقد فارق الدنيا والصبي يبكي ويصيح. فظن ابن طولون أن شخصًا قتله وأخذ الدنانير منه، فوقف بنفسه عليه وسأل الصبي عن خبره فقال الصبي: "هذا الرجل ـ وأشار إلى نسيم الخادم ـ وضع في يد أبي شيئا ومضى، فلم يزل أبي يقلبه من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه حتى سقط ميتًا". فقال ابن طولون لغلمانه:" فتشوا الشيخ". ففتشوه فوجدوا الدنانير معه، وأراد ابن طولون أن يعطي الدنانير إلي الصبي فأبى، وقال: " أخاف أن تقتلني كما قتلت أبي". فقال أحمد بن طولون لمن معه:" الحق معه، فالغِنَى يحتاج إلى تدريج وإلا قَتَل صاحبَه".
أما عبد الله بن القاسم كاتب العباس بن أحمد بن طولون؛ فروى لنا أن أحمد بن طولون بعث إليه ذات مرة بعد أن مضى من الـليل نصفه، فوافـيته وأنا منه خائـف مذعـور. ودخل الحاجب بين يدي وأنا في أثره، حتى أدخلـني إلى بيت مظلم، فقال لي: سلّم على الأمير! فسلّمت. فقال لي ابن طولون من داخل البـيت وهو في الظـلام: لأي شيء يصلح هذا البـيت؟ قـلت: لـلفـكر. قال: ولـم؟ قلت: لأنّه ليس فيه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه. قال:أحسنت! امض إلى ابني العباس، فقل له: يقول لك الأمير اغد علي. وامنعه من أن يأكل شيئا من الطعام إلى أن يجيئني فيأكل معي. فقلت: السمع والطاعة. وانصرفت، وفعلت ما أمرني به، ومنـعته من أن يأكل شيئا. وكان العباس قليل الصبر على الجوع، فرام أن يأكل شيئا يسيرا قبل ذهابه إلى أبيه، فـمنعته. فركب إليه، وجلس بين يديه.
وأطال ابن طولون عمدا، حـتى علم أن العباس قد اشتد جوعه وأحضرت مائدة ليس عليها إلّا البوارد من البقول المطبـوخة، فانهمك العباس في أكلها لشدة جوعه، حتى شبع من ذلك الطعام، وأبوه متوقـف عن الانبساط في الأكل. فلّما علم بأنّه قد امتلأ من ذلك الطعام، أمرهم بنقل المائدة وأحضر كل لون طيّب من الدجاج والبط والجدي والخروف فانبسط أبوه في جميع ذلك فأكل وأقبل يضع بين يدي ابنه منه، فلا يمكنه الأكل لشبعه. قال له أبوه: إنني أردت تأديبك في يومك هذا بما امتحنتك به. لا تلق بهمّتـك على صغار الأمور بأن تسهل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كـبارها، ولا تشغل بما يقل قدره فلا يكون فيك فضل لما يعظم قدره.
توفي أحمد بن طولون سنة 270هـ 884م وخلفه على الحكم ابنه خمارويه الذي سار على نفس سياسة والده وكان ليس ابنة الأول أو الأخير.لان اخيه الأكبر العباس مات في السجن ومن بعد خمارويه حكم ابنه أبوالعساكر جيش ثم اخوه موسى هارون والذي انقسم الجيش وكبار رجال الدولة حول تأيده بسبب صغر سنه وتأيد عمه ولكن استطاع موسى هارون الانتصار على اعوان عمه وقام بتعذيبه حتى مات ولكن تدهورت البلاد كثير فأرسل الخليفة العباسي المكتفى جيش بقيادة محمد بن سليمان الكاتب وقام بحرق مدينة القطاع وهرب موسى هارون إلى الشرقية حيث يقيم عماه شيبان وعدى ولكن قتلوه بسبب قتله لعمه وانتهت بذلك الدولة الطولونيه..!!