الأقباط متحدون - حكاية إبراهيم عيسى
أخر تحديث ٠١:١٧ | الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٠ | العدد ٤٠٥٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حكاية إبراهيم عيسى

نيوتن
نيوتن

هذا رجل لا يمكن وصفه إلا بأنه حكاية. لا يمكن اختزال وصفه إلا بهذه الكلمة: كاتب قارئ، أو قارئ كاتب.

فى التاريخ الإسلامى هو متبحر- بخلاف الكثيرين العاملين فى مهنته، الصحافة. يتسم بالشهامة والفروسية. يوم الاحتفال بالعام الستين بعميد صحافة روزاليوسف المعاصر الكاتب عادل حمودة. كانت كلمته كلها امتناناً للرجل. وجود الأستاذ هيكل لم يعطله. بالرغم من أن وجوده كان مغرياً لتجاهل وجود صاحب الاحتفال نفسه. مع ذلك لم يتنازل عن الشخص المحتفى به. مما أثار دهشة هيكل واستغرابه. ولفت نظرنا جميعاً.

دأب على مهاجمة مبارك. حتى وصل الأمر إلى الحكم بسجنه. بأسلوبه العجيب الضاحك من كل شىء ومن نفسه أولا. أخذ حقيبة ملابسه. ذهب إلى مكتب وزير الداخلية مستسلماً لتنفيذ الحكم. داعب «حبيب العادلى» قائلاً: ما رأيك أن تؤجل سجنى أربعة أيام لما بعد العيد. مما أغرى وزير الداخلية بطلب العفو عنه بعد ذلك. بعد ثورة يناير لم يقترب من سيرة مبارك. أين تعلم الفروسية؟ لا أعلم. بالتأكيد ليس فى كلية الإعلام.

أما كمحدث فى برامج التليفزيون فأتحدى من له فى الجد أو الهزل. من يعرفه أو يجهله. أن يغير محطة التليفزيون. لأنك ستسمع منه بالتأكيد كلاماً مختلفاً. ولكننى أشفق عليه من نفسه. أشفق عليه من النظام. أشفق على النظام منه. أشفق على النظام أكثر من دونه.

أحاول هنا أن أثنيه عن أسلوب رأيته منه فى حلقة أمس الأول الأحد. كان منتقداً للتعليم فى مصر. غرضه الأخير التحفيز أولاً وأخيراً. أطلب منه أن يكون تحفيزه بالاقتراح. بالإيحاء. بالتشجيع. وليس بالاتهام.

سأخرج عن الموضوع قليلاً. أستأذن.
ذات يوم كنت فى صحبة زوجتى على مركب «إليزابيث الثانية» QE2. كانت أكبر سفينة تطوف العالم. وجدت إعلاناً عن فيلم فيه إغراء. ذهبت إلى دار العرض المشار إليها فى الساعة الحادية عشرة صباحا. اتضح أن الفيلم عرضه الساعة 11 مساء. فى ذلك الوقت كان المسرح مشغولاً بحديث لرئيس تحرير مجلة المختار Readers Digest. عن كيف تنشّئ أولادك. تحاملت على نفسى. جلست أستمع إليه. قال ما خلاصته: حذار أن تقول لأحدهم أنت كاذب. بل خاطب الجزء الصادق فيه. قل له أنت صادق بالأساس. لماذا الخروج عن دربك هذه المرة؟ المعنى أن عليك أن تحفز ولدك بشحنة إيجابية. تجاهل فيه الشىء السالب.

عودة للموضوع.
بما أن النظام مطمئن إلى نوايا إبراهيم عيسى. عليه أن يمده بالمعلومات قبل الحدث. يستعين به للتبشير. لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن. بالمقابل على إبراهيم عيسى أن يخاطب فى النظام شحنته الإيجابية.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع