عرض/ سامية عياد
على سفح جبل طره دير من أشهر الأديرة المندثرة الذى كان مسكنا للرهبان للتعبد وحياة الوحدة أنه دير البغل الذى لا يعلم أحد الكثير عنه..
الدير حسبما جاء فى مقال "دير البغل بجبل طره" للقمص يسطس فرج كاهن كنيسة مارجرجس بالمنيا ، هو عبارة عن عدة قلالى أقامها رهبان دير مارجرجس بطره لحياة الوحدة على سفح جبل طره الامتداد الجنوبى لجبل المقطم ، سكنه الرهبان نذكر العلامة المكين جرجس المتطبب المتوحد الذى توحد فى هذه القلالى خلال الفترة( 1280-1299 )، ومن أشهر الآباء البطاركة الذين تخرجوا من هذا الدير بنيامين الثانى ال82 ( 1327-1339 ) الذى كان راهبا متعبدا فى جبل طره وقد كتب عنه ابن فضل الله العمرى فى كتابه "مسالك الإبصار فى ممالك الأمصار" أنه دير البغل فى سفح جبل المقطم وعليه نخل وبه جمائع من الرهبان اليعاقبة.
استمر الدير عامرا بالرهبان الى أن تخرب فى نحو 1365 ووصفه المؤرخ أبو المكارم فذكر أن عدد الكنائس وصل عشرة بالإضافة الى طاحونة للغلال ، كذلك توجد به بئر مياه جوفية، ويذكر أن فى عهد الحاكم بأمر الله أمر بهدم دير القصير وهو دير الأنبا أرسانيوس بجبل طره فأقام الهدم والنهب فيه عدة أيام وقد ذكره القمص عبد المسيح المسعودى فى كتابه "تحفة السائلين فى ذكر أديرة الرهبان المصريين" والدكتور رؤوف حبيب فى كتابه تاريخ الرهبنة والديرية فى مصر وآثارهما الإنسانية على العالم "دير القصير بطره وهو مقام على أعلى الجبل ومحكم البناء وفى أعلاه غرفة بناها أبو الجيش خماروية بن أحمد بن طولون ، ولها أربع طاقات الى أربع جهات" .
وقد أطلق عليه دير البغل نسبة الى البغل الذى كان يحمل المياه من نهر النيل وكان يرجع للدير ليفرغ حمولة المياه من على ظهره ، ثم يذهب للنيل مرة أخرى حيث ينتظره راهب ليملأ أوعية المياه الموجودة على ظهره وكان البغل يفعل هذا من تلقاء نفسه وبمفرده حتى يكتفى الدير من المياه .