الأقباط متحدون - مقدمة برنامج الدين والحياة تروي قصة عن التقوى
أخر تحديث ١٢:٥٦ | الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٠ | العدد ٤٠٥٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مقدمة برنامج الدين والحياة تروي قصة عن التقوى

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

كتب: محرر الأقباط متحدون
حكيت مقدمة برنامج الدين والحياة، الإعلامية لمياء فهمي، قصة التفاحة وصاحب البستان، والشاب التقي.

وقالت "فهمي"، يحكى إنه في القرن الاول الهجري كان هناك شاب تقي يطلب العلم ومتفرغ
له ، ولكنه كان فقيرًا، وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح وكان أحد أغصان شجرة منها متدليًا في الطريق.

فحدثته نفسه أن يأكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع إلى بيته بدات نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائمًا جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغًا عظيمًا وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهأنذا اليوم ستأذنك فيها.

فقال له صاحب البستان: "والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله"، وبدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه وقال له "أنا مستعد أن أعمل أي شي بشرط ان تسامحني وتحللني وبدأ يتوسل إلى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد إلا اصرارًا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر، فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفًا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورًا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان "يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون أجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني عندها.

 وأطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني إنني مستعد أن أسامحك إلان لكن بشرط ، فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم. فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي!.

صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ... ولكن يا بني أعلم إني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضًا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك.

صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟ بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!،  ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرًا مما أصابني.

فقال صاحب البستان، حسنا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها، فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر، ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ـبوها وأدخله البيت وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني، تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها، فاذا فتاة بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها ، فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي.

أما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام، ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من النظر الى الحرام وبكماء من النظر الى الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام،  وانني وحيدة ابي ومنذ عدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له حري به ان يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجًا وهنيئا لابي بنسبك.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter