كتبها Oliver
أبى القديس البطريرك.قبلما أعرف من سيكون بابانا الجديد كتبت مقالاً بعنوان قبل أن تصبح بطريركاً . www.ankawa.com/forum/index.php/topic,617823.msg5800924.html#msg5800924
الآن و قد إعتليت السدنة المرقسية فعندي كلاماً جديداً لأقوله لقداستكم بحكم البنوة التي بدونها نفقد مسيحنا بدونها تفقد الأرثوذكسية أهم أساساتها فالبنوة عمل نعمة إلهي و ممارسة كنسية .لذا بمسيحية أرثوذكسية يكسوها وداعة اللفظ و رقة الكلمات مسنودة ببنوة حقيقية لهذه الكنيسة من غير تشويه أو شطط أتكلم مع أبوتكم غير متغافل عن الفرق بين مكانتكم أنتم أب آباء الكنيسة كلها و بين إنسان مجهول مغمور لا يملك سوي كلمات يقولها لأبيه تسنده ثقته في إتضاعك.و تغمره قناعة أنك ممتلئ محبة فلن يأخذك القصد بعيداً عنها.و قلبك متسع فيستوعب كلمات نفس واهنة تخاطب إيمانك القوي القويم.
أبى الحبيب.أدرك أنك تفتح ملفات تراكمت فوق أرفف العقل الأرثوذكسي و كساها غبار عتيق.أُدرك أن فتح هذه الملفات حتماً سيعفر جبهتك الشامخة بالمسيح.لا بأس فالمسيح له المجد لبس الشوك إكليلاً مغروساً علي رأسه.لذا يا أبي إستمر فيما تفعل.فالوحدة بين الكنائس ستعالج جراح ملايين الملايين.لكنها صليب لا يعرفه سوي من يحمله.و قد يعرفه سمعان القيراواني الذي تشارك لحظات في حمل الصليب.ثم إنسحب ليدع الألم للمسيح وحده.هكذا قد يدع البعض مشاركتك لهذا الحمل الثقيل.و يعودون إلي حقولهم مكتفين بالبيت الضيق و الحقل الضيق و القلب الضيق.
أبى الحبيب .الهياج ضد الوحدة هو إعتراض علي عمل الروح القدس في الكنيسة.و الذات هى أصل كل إنقسام.لذلك من تنتفخ ذاته لا يسعَ و لا يتسع لمشاركتك هذا العمل الجبار. لكن صلوات البسطاء أقوي ممن يحسبون أنفسهم عارفين.لذا نحن البسطاء في كل شيء ندعو معك لمخلصنا أن يلملم شتات شعبه من كل صوب مهما بدت الخلافات و الإختلافات مستحيلة.فالنعمة فيك ظاهرة و يد من السماء تمسك سواعدك.
أبى الحبيب.فيما أنت تريد أن تقنن كل شيء حتي تنتفي الذاتية و تختفي شخصنة الأمور تبقي المحاربات من داخل و خارج لا سيما أولئك الذين إعتادوا أن يعيشوا بغير قانون أو أن يكونوا قانوناً للناس متجاهلين وصايا الإنجيل التي تحثهم عن الإختفاء ليظهر المسيح و يظهر حق الإنجيل و يظهر العمل الرعوي مسنوداً بمحبة غامرة غير متسلطة و لا معجبة بذاتها.جاء وقت كانت العشوائية قانونهم حتي ظنوا أن كلماتهم وحى و أوامرهم سماوية و هم حتي عن أنفسهم و قامتهم الروحية السامية ساهون.
أبي الحبيب.نياتك الطيبة تكشف نقاوة قلبك.لكن بعض من تكلفهم بتنفيذ العمل ليسوا أهلاً للمهمة.لا بأس.يوجد هكذا في كل زمن و خدمة.لكن طالما يوجد راع أمين مثلك فنأمل أن يتم تصحيح هذا المنهج.و عدم تكليف من يثبت أنه لا يلتزم بالمهمة.بل يؤديها بسذاجة تحرج شعب الكنيسة كله و تجلب تقريعات الكثيرين علي الأقباط.نحن سنتحملها عن حب لكن أنت أبي المبارك تعالجها.فلم يكن في ألسنة تلاميذ المسيح سطحية المعاملات و لا تدني التصريحات.لا أقصد فقط ما يخص موضوع الترحيب بالرئيس لكننى أقصد معهم غير المنتبهين أن الكلمة الآن حين تخرج من الفم يسمعها العالم كله تنتشر بلا توقف.تعبر كل الحدود و تقف قدام كل المستويات فتتباين ردود الأفعال.لذلك قلبك الطيب سيعذر من هاجمك و يسامح من إعترض بضراوة علي ما قيل من هذا و ذاك و علي الطريقة التي قيل بها الكلام و يتفهم حسن نواياهم و يستر ضعفات أولاده.أبعث يا أبى من هو ممتلئ بر المسيح ليجمع القلوب للمسيح.فهذا عملك يا حبيب المسيح.
أبى الحبيب نؤمن بشخصك أنك رائع.عميق.منظم الفكر و مدبر.و أن الروح القدس يحثك علي مهام عظيمة و يؤهلك لها.و كلها تحتاج سنوات طويلة لإنجازها و الرب يديمك سنوات و أزمنة عدة سلامية مديدة.فلتكن من مهامك منع كل الأساقفة من الحديث عن أنفسهم أمام الكاميرات و أمام شعب الكنيسة.فليس من حقهم أن يتباهون أنهم يحملون أثقالنا.إذا لم يكونوا أهلاً لذلك فليتركونا نحملها نحن بنعمة المسيح.فالشعب هو الذي يصنع الكنيسة و ليس الأسقف.كفوا عن التفاخر علينا.نحن شعب المسيح قبلما تكونوا أساقفتنا.و سنظل شعب المسيح بعدما تمضون.و ستظل مهمة حمل الإيمان القويم مهمتنا نحن.لو تفضلتم بمشاركتنا هذه المهمة فليكن ذلك عن حب و إتضاع و إحساسا بالجسد الواحد ومحبة في أبوة صادقة لا تتفاخر بل من يفتخر فليفتخر بالرب.أصمتوا و إنسبوا المجد للمسيح.و لا تتباهوا أنكم تشيلون الشيلة.فهل المسيح غائباً عنكم؟ أم عنا؟ لا يا آبائي.دعوا المسيح يحمل أثقالنا و لا تتعبوا أنفسكم فيما لا تقدرون عليه.نحن ننتظر منكم أن تعملوا عمل المسيح.خلاص النفوس.تتكلمون بوداعته.تتزينون بحكمته.تتأثرون بصمته و كلامه.تدبرون الشعب بالحق.تخاطبون أرواح الناس و لا تشغلوهم بما ليس مهمتكم.هل سيسألكم المسيح لماذا لم ترحبوا بالرئيس أم سيسألكم لماذا لم تبذلوا أنفسكم حتي الدم لخلاص رعيتكم.حتماً حدث إنحراف في الفكر يا أبي.ربما لم يكن مقصوداً لكنه مؤشر علي الإنحراف الذي يحتاج تقويمكم.و تذكيرهم أي شيلة يشيلونها هذه التي رسموا لأجلها.
أبي الحبيب.تنتظرك آلاف الأسر أن تصدر قانون الأحوال الشخصية.فتعيد الروح للكثيرين و تستعيد الكثيرين لمحبة المسيح و محبة الكنيسة.الأمر ليس فقط حل مشاكل أسرية لكنه أيضاً خلاص نفوس يا أبى المبارك.فإلحق بهذه النفوس لئلا تهدر خلاصها يأساً من حل مشاكلها.و لا تسمح يا أبي أن يكون أمرها في يد إنسان مهما كانت سلطته.بل في يد لائحة واضحة تراعى حق الإنجيل و حق الرعية في المسيح .كفانا ترك كل المهمة في يد أسقف أو أكثر مهما برع هذا أو ذاك.فالمنظور الشخصي يبقي هنا متحكماً.نريد تقنيناً يمنع التحيز و يجنب التعنت و المجاملات و يسمح بحساب من يفعل ذلك.و أنت العالم يا أبي بقوانين الكنيسة فهي كما تعط للأسقف كرامة و مكانة فهي أيضاً تمنعه من التغول و تؤدبه إن تحيز و خالف الحق الإلهي.هل يمكن أن توجد لجنة مراقبة قانونية علي قرارات المجلس الإكليريكي؟ هل يمكن أن يوجد إستئناف؟ هل يمكن أن توجد لجنة متابعة تمنع بقاء الملف سنوات يخفت خلالها وهج العمر و تخمد أثناءها محبة المسيح و تبقي فقط هلاهيل إنسان نال حقه بعد فوات الأوان.حتي صار غير راغب فيه.أنا يا أبي ليس لي مشكلة في هذا الصدد لكنني أخدم البعض منهم و أراهم تتهاوي إيمانياتهم و تخبو محبتهم و يتحولون ناقمين علي كنيسة لم يشعر آباؤها بما يجتازون.مجالس إكليريكية كثيرة تحتمى في سلطة كهنوتية تأمر و تزجر دون أن تحتضن و تربح كل نفس.أنا ما سمعت عن أب يفرط في أولاده قدر بعض آباء كنيستنا المسئولين عن هذه الملفات.إن أفكاراً كثيرة حتماً لديكم و لدي المخلصين من آباءنا تستطيع أن تجعل هذا الملف عملاً روتينياً سهلاً يحسم الحل سريعاً و يبصر كل طرف بموقفه ليهتم بنفسه و من معه و يعرف كيف سيقضي بقية عمره دون أن تضيع الكنيسة سنوات من عمره بغير ثمر.
ما المانع من عمل لجنة قانونية في كل إيبارشية من قانونيين و قضاة سابقين ليحكموا في الشق القانوني للأمر.و معهم مستشارين إجتماعيين ذوي أهلية ليحكموا في الشق الأسري ثم بعد أن يتوصلوا إلي الحكم المناسب يعرض للمجلس الإكليريكي للتصديق و المتابعة الروحية و إعطاء الحل المناسب و التصريح لمن يستحق.مع التأديب لمن أخطأ ليأخذ فرصة مجدداً بعد إثبات توبته فليس في الإنجيل خطية أبدية و لا عقوبة أبدية إلا التي بلا توبة.فما داموا قد تابوا فليكن هناك مخرج لهؤلاء التائبون كما صنعت الكنيسة أيام الإضطهاد مخرجاً للذين أنكروا الإيمان و أعادتهم للإيمان.أليس هؤلاء أقل جرماُ منهم.فليكن لهم في قلب الكنييسة و قلبك الحنون باباً مفتوحاً إذ تتغني كنيستنا أن التوبة تحول الزاني إلي بتول فهل بعد أن تاب و صار بتولاً تظل الكنيسة تعاقبه و تراه زانياً؟
أبي الحبيب.ثق أننا نفهك أكثر مما يفعل المقربون.ليس لأننا أفضل منهم لكن لأننا بسطاء ليس لدينا نوايا و لا مصالح .فإذا صدر منا عتاب فهو من محبة.و إذا بدا منا إعتراض فهو من بنوتنا لك.
أبى القديس عندي كلاماً كثيراً يزيد عن ذلك لكنني سأؤجله إلي مقال آخر.
لك محبتي من القلب.و ميطانية حب صادقة.لك مع جميع شعبك صلواتنا من أجل مسئوليتك العظيمة.مع ثقة لا تنقطع فيك كحبيب المسيح أنك مسنود بالنعمة رغم كل المعطلات.
صلاتنا إليك اليوم
يا مسيح الكنيسة الحي.جابل النفوس و مخلصها.يسر قلبك هؤلاء الذين بمسرة تركوا كل شيء و تبعوك.حملوا الصليب كمن يحمل جوهرة.يا مفرح تلاميذك بالحصاد الذي أنت صانعه.و بحنوك تضع في شباكهم الممزقة سمكاً وفيراً.كلمتك تجلب الثمر و إتضاعك يجعل أولادك مكرمين.فالمجد و الكرامة لك.لكنك سررت أن تكلل بهما خدامك .لذا بمجدك نتهلل.و لا نحتسب أنفسنا مختلسين.و بالكرامة نجابه الشياطين كملوك.فيندحروا بإسمك العظيم المبارك.حتي يكادوا يروننا كآلهة و ينهزموا سريعاً.يا مسيح القصبة المرضوضة رمم الثغرات سريعاً و إنسج من كل مؤمنيك ثوباً وحيداً فتكون كنيستك كاملة بك.إملأها حباً و إنزع الإنقسامات.حل بذاتك في ذوات الجميع فنذوب فيك حباً و حياة.يا مسيحنا الرب القدوس إعط نعمة لبطريركنا و آباءنا .فيستقيم المعوج و تلتهب النفوس بالكرازة.و تتقافز قلوبنا بإمتلاء السفينة.يا مسيحنا أغفر للكل فهذه مراحمك.أبدية متجددة.