يتفاجئ المصريون بفضيحة جديدة تلو الأخرى على شاشات التلفزيون الرسمي للدولة، حيث  باتت الأوضاع داخل مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" أسوء من أي وقت مضى، في ظل الأخطاء المهنية الفادحة التي تقع من وقت لآخر عبر الشاشة العملاقة التي ظلت تحمل شارة الريادة الإعلامية لسنوات وسنوات، ويشهد مبنى ماسبيرو  حالة من الفوضى وارتكاب الأخطاء المهنية المتكررة وأيضًا الإدارية والأخلاقية، فخلال السنوات القليلة شهد التلفزيون الرسمي العديد من السقطات المهنية بداية من متابعة أحداث ثورة 25 يناير وحتى سقطة أمس ببث حوار قديم للرئيس السيسي، مما أثر جدل  في الرآي العام المصري والأوساط الإعلامية داخليًا وعالميًا، ونرصد في هذا التقرير أبرز سقطات التلفزيون الرسمي "ماسبيرو"  المهنية خلال الفترات الماضية وحتى أمس.

 

في أحد البرامج  التي تبث على الفضائية الأولى، وقعت فضيحة وهي تكرار الضيوف أثناء استطلاع رأي الشارع حول عدد من القضايا، حيث ظهر في الصور أحد الأشخاص وهو بملابس مختلفة في مشاهد ومداخلات متكررة  أثناء استطلاع رأي المواطنين في مختلف القضايا التي يطرحها برنامج "بيتنا الكبير" على القناة الأولى بالتلفزيون المصري، مما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي  يسخروا على الصور المنشورة، حيث قال أحدهم في إشارة إلى المواطن متعدد الأدوار:"وده بيتأجر ولا باليوم"، وقال آخر:"ده اسمه المواطن المحمول ، بتاخده معاك في كل أوردر".

 

وقع التلفزيون المصري في خطأ فادح حيث كتب اسم عبد الفتاح السيسي خطأ، حيث كتبوا، اليوم انطلاق أعمال القمة الأفريقية في كيجائي بمشاركة الرئيس السيسي مع حذف حرف الياء، وعلى أثر استدعت النيابة العامة جميع من في القناة واحتجزتهم في أحد الأقسام للتحقيق معهم بهذا الخبر التي تم نشره ظهر في 18 يوليو الماضي، وشملت أيضًا التحقيقات كلا من مخرج الفترة الإخبارية ورئيس التحرير ومهندس الأستوديو وفني الفونت ومساعدي الإخراج والتنفيذ.

 

قام التلفزيون المصري، في  صباح اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر عام 2014،  باستضافة خبيرًا مزيفًا في مجال الري، ليتحدث عن مشكلة مصر المائية، وتجلت الفضيحة في مطالبة الخبير المزيف مصر بتمويل سد النهضة الإثيوبي الذي لن يضير مصر فى شيء، ضاربًا بكل الدراسات والرؤى المتخصصة عرض الحائط. وكانت قد قدمته المذيعة، وزادت المفاجأة بتقديم الخبير دفاعًا علميًا غريبًا عن مشروع سد النهضة الإثيوبي، وأكد أن سد النهضة سيزيد حصة مصر من المياه، وأن منسوب المياه في بحيرة ناصر سينخفض، وأن توليد الكهرباء من السد العالي ستنخفض، ولكن سنعوضه بشراء كهرباء رخيصة من سد النهضة، ويحقق هذا وفراً فى تكلفة استهلاك الكهرباء فى مصر. استمر الخبير المزيف في الدفاع عن سد النهضة، وطالب الحكومة المصرية بحل مشكلة إثيوبيا فى تمويل هذا السد العظيم وأن تسمح للبنوك المصرية بتمويل بنائه، وهذه شهادة من خبير مصري، يجب على إثيوبيا الاستفادة منها، للتدليل على موافقة خبير مصري في الري على مشروعها المفيد للجميع.

وكانت المفاجأة الكبرى هي أن هذا الخبير هو الدكتور مدحت خفاجي، أستاذ جراحة الأورام في المعهد القومي للأورام.

 

في أبريل الماضي، خلال إذاعة التليفزيون المصري لحوار الرئيس مع عدد من ممثلي فئات المجتمع، فوجئ المشاهدون بقطع البث المباشر عن الحوار بشكل مفاجئ، حينما تحدث أحد الحضور، فقاطعه الرئيس السيسي قائلًا: "أنا لم آذن لأحد بالحديث، لكنَّ مسئولي ماسبيرو تنصلوا وقتها من المسئولية، وأكدوا أن قطع البث تم من قبل الرئاسة وليس من قبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون".

 

سقطة إعلامية أخرى للتليفزيون المصري، في قناة النيل للرياضة خلال فقرات البرنامج الصباحي قاموا بالاتصال بمحمد رشوان البطل المصري الأوليمبي صاحب فضية أوليمبياد 1984 وخبير التحكيم في الجودو، وخلال الحديث مع البطل المصري عن طريق الهاتف حول أمور المنتخب خلال الأولمبياد المقبل وإمكانية تحقيق الأبطال المصريين أي ميداليات، انقطع الاتصال دون أن يكمل رشوان حديثه وظهرت رسالة "عفوًا لقد نفذ رصيدكم" وهي إهانة كبيرة للتليفزيون المصري الحكومي، ولم تقف المهزلة عند هذا الحد بل، أكملت المذيعة وكأن شيئاً لم يحدث "كابتن محمد رشوان بطلنا الأوليمبي نشكرك على مداخلتك القيمة".

 

سادت حالة الفوضي الفضائية المصرية لدرجة التشابك بالأيدي والتراشق بالكلمات التي يعاقب عليها القانون فقد نشرت جريدة الجمهورية خبرًا عن حصول معركة شد شعر داخل القناة  وفي التفاصيل كما ورد في الصحيفة:" فوجئ عدد من المذيعات والمخرجين بدعوتهم إلي إجتماع عاجل وهام وظنوا أن الإجتماع سترأسه سوزان حسن المشرفة علي الفضائية أو ميرفت سلامة رئيس الفضائية . وآخرين اعتقدوا انه اجتماع مع هالة حشيش التي تردد بأنها ستعود وترأس الفضائية المصرية ، لكنهم وجدوا المخرجة نجوي الشيمي تجلس علي المكتب وتأمرهم بالجلوس علي أساس أنها مساعدة ميرفت سلامة وأن أوامر جاءتها  من فوق بتغيير تسريحات شعر المذيعات وعدم ارتدائهن للعدسات اللاصقة وان شكلهن لا يعجب المسئولين بماسبيرو وستطيح بأي مذيعة لا تنصاع لأوامرها فما كان من الموجودين إلا الرد عليها وتحولت المعركة من تراشق بالكلمات للتشابك بالأيدي حتي تدخل الأمن وفض المشاجرة ومن المذيعات اللاتي كن بالاجتماع سالي هجرس التي احتدت عليها نجوي بالكلام وهناء عصام عباس وشيرين الدميري والمخرج سعيد أبو جميل الذي لم يعجبه ما حدث وابلغوا احمد سليم مسئول الاتصال السياسي بمكتب الوزير بما حدث من تجاوزات.

 

تعرض التلفزيون الرسمي لانتقادات اللاذعة، أثناء تغطيته للحريق الهائل الذي ضرب منطقة العتبة فجر اليوم، في فقد انقسمت صورة التلفزيون المصري إلى نصفين خلال تغطية الحريق الهائل الذي اندلع بمنطقة الرويعي بالعتبة، وقام ببثّ صورة حيّة على شمال الشاشة للحريق، أما في الجزء الأيمن من الشاشة، فتم عرض مقطع فيديو للفنانة ماجدة زكي يحكي سيرتها الذاتية.

 

في سقطة فادحة أخرى للتلفزيون المصري،  في حلقة أعدها برنامج “صباح الخير يا مصر،” الذي يعرض على القناة الأولى المصرية، قال فيها إنه مصري إيطالي من مواليد القاهرة. والده مصري، ووالدته إيطالية. حيث ظهر ممثل إباحي مصري يتحدث فيه عنه نفسه وطموحاتهومجال عمله، حيث كشف شاب مصري  في فيديو عن تمثيله للأفلام الإباحية، مفتخرًا بنفسه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. وقال الشاب، شريف أبو العينين، المعروف بـ”شريف طلياني” مفتخرًا بكونه ممثل أفلام إباحية، إنه يتمنى “أن يكون من أشهر ممثلي البورنو في العالم”. أضاف  في تدوينة أخرى: “ماتستغربوش لما أطور نفسي ويبقى ليا كاركتر خاص كممثل بورنو. كل ممثل بدأ صغير وطور نفسه. 

 

ووقعت أمس أحدث الفضائح يأتي التليفزيون المصري، في هذا التوقيت الحرج، الذي يتواجد فيه الرئيس السيسي بالخارج، لشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين، وتزامنا مع إجراءه حوارًا مع شبكة "بى بى إس" الأمريكية، وقع التلفزيون المصري في خطأ مهني فادح، حيث أذاع حوار سابق للرئيس الذي أجرته محطة "بى بى إس" الأمريكية، العام الماضي، على أنه الحوار الجديد الذي أجراه اليوم الثلاثاء، وعلى وقع تلك الفضيحة، والخطأ المهني الفادح، قررت صفاء حجازي، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فتح التحقيق في هذه الواقعة، بعد هجوم ضاري من قبل العديد من المتخصصين، الذين أكدوا أن ما حدث، يعد فضيحة كبرى للتلفزيون المصري،  فيما أعلن مصطفى شحاتة رئيس قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن طاقم العمل ، المسئول عن إذاعة الحوار بالخطأ، أحيل إلى التحقيق.