الأقباط متحدون - رسالة من الدكتور جورج حبيب بباوى
أخر تحديث ٠٢:٣٨ | الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٢ | العدد ٤٠٥٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رسالة من الدكتور جورج حبيب بباوى

حمدي رزق
حمدي رزق

 مقال «وابن الطاعة تحل عليه البركة» الذى نشر فى هذه المساحة لقى رفضاً من إخوة، وتحبيذاً من آخرين، وتلقيت اتصالات محترمة من أحباء حادبين على الكنيسة، يخشون الزج بها فى بحر السياسة متلاطم الأمواج، ويفرقون جيداً بين الرسالة الوطنية فى غمار العمل الوطنى، والرسالة السياسية التى يجب الابتعاد عنها ما أمكن حتى لا يتمكن البعض من عنق الكنيسة.

 
الاتصالات الهاتفية كالمجالس، أمانات، ولم أستأذن فى نشرها، ولكن رسالة خطية وصلتنى من المهجر بتوقيع الدكتور جورج حبيب بباوى معقباً، ننشرها بنصها، لعل وعسى تصيب هدفاً وطنياً، وتصب فى مصلحة كنيستنا الوطنية التى تشكل علامة من علامات هذا الوطن المفدّى.
 
«الفاضل حمدى رزق:
 
أتابع من غربة المهجر ما يمس حياة الأقباط، وأحيى فيك روح الوطنية المصرية الخالدة خلود أرض مصر.
 
بعض أساقفتنا ليس لديهم الخبرة ولا المعرفة التى تمكّنه من الانخراط فى الحياة السياسية، لا على المستوى الثقافى ولا حتى على المستوى الإنسانى.
 
كان الأب متى المسكين قد اقترح منذ أكثر من 40 عاماً أن تتعاون الأديرة فى تكوين مدرسة للرهبان، ولكن عليك أن تتصور لماذا لم يتم قبول هذه الاقتراح.
 
بكل أسف حتى معرفة اللغة القبطية نفسها منعدمة عند الكثير منهم، وخلق دورات فى الثقافة الوطنية وطرق التواصل مع الشعب أصبحت ضرورة ماسة مثل الدراسات الدينية مع احتراماتى..
 
والتوقيع جورج حبيب بباوى».
 
ولا ينبئك مثل خبير، والدكتور جورج خَبِر الكنيسة الأرثوذكسية جيداً، وعلاقته المضطربة مع آباء الكنيسة ليست محلاً مختاراً لهذه المساحة، ولا ننتوى فتح جراح قديمة لسنا أهلاً لفتحها فى توقيتٍ تكالبت فيه على الكنيسة الأكلة تكالبها على قصعتها، والكنيسة المصرية تحتاج إلى التفاف أبنائها من حولها، ومن حول البابا تواضروس الذى حمل الأمانة فى توقيت جد صعيب.
 
يمس الدكتور جورج بحروف رقيقة أزمة تعيشها الكنيسة، ويقصد بها خبرة التعاطى مع القضايا الوطنية لنقص فادح فى الثقافة السياسية التى يستلزمها انخراط بعض الآباء فى العمل الوطنى، دون خبرة كافية بمنزلقات السياسة وتشعباتها، مما يجرّ على الكنيسة هجمات عاتية، كالتى شاهدنا طرفاً منها فى الأيام الأخيرة، وحفلت بها المواقع القبطية، ونقلت طرفاً منها المواقع الإخبارية. للأسف، البطريركية صارت هدفاً مستباحاً.
 
أعلم أن ما تجود به قريحة الدكتور جورج، بل شخصية واسم الدكتور جورج مرفوضة، قد تكون مرفوضة من البعض مسبقاً، وهذه قضية أخرى، ولكن فكرة «الأب متى المسكين» بمقترح «مدرسة الرهبان» وبعد مرور 40 سنة يمكن البناء عليها، مدرسة تثقيفية تزود «الإكليروس» بما يلزمهم من الثقافة الوطنية فى ظل توفّرهم على الدراسات الدينية، والثقافة الوطنية تعِين رجل الدين على أداء دوره الرعوى على نحو يليق بالكنيسة الوطنية.
 
أيضا طرائق التواصل مع الشعب، وتلك قضية خطيرة مع التطور الهائل فى وسائل التواصل الاجتماعى والانفتاح على الثقافات الغربية، فلم يعد «ابن الطاعة» ينتظر أن تحل عليه البركة، ولم يعد يقنع بالقول المقطوع به، صار أكثر إلحاحاً على الحوار، والعصف الذهنى، لم يعد المتلقى متلقياً، ولن يجوز عليهم قول، هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
 
أتجنب عادة ما ليس لى به علم، وآباء الكنيسة أدرى بشعابها، ولكنها رسالة الدكتور جورج المختصرة بعد ملابسات زيارة موفدين من قبل البابا تواضروس لتبليغ رسالة الكنيسة بحفاوة مهجرية لاستقبال رئيس الجمهورية. الرسالة يقيناً تستاهل التوقف حول معانيها المتضمنة وتبين مراميها بعقول باردة وقلوب محبة للكنيسة، حادبة عليها، فليس كل منتقد خارجاً، أو يضمر شراً، والدكتور جورج فى رسالته لم يكتبها متأبطَ شراً، ولكن يريد للكنيسة كل الخير.
نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع